عناصر الشخصية الناجحة

عناصر الشخصية الناجحة

عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة
لا يستطيع الانسان منا مهما حاول أن يعيش بمفرده وبمعزل عن الناس أن يستمر على هذه الوتيرة لسنوات طويلة، فالتكيف مع البيئة شيء لابد منه، ويعتبر ضرورة من ضروريات الحياة وفن تكوين وإدارة العلاقات الانسانية العامة لا يجيده الكثير من الناس، ورغم هذا يحاول البعض منهم بطموحه اللامحدود أن يكتسبه بنفسه مع مرور الوقت مكونا لنفسه ومن حوله علاقات عديدة بما يملكه من صفات خلقية جميلة أولاها التواضع لأن من تواضع لله رفعه، ورفع منزلته بين الناس وأشاع فيهم حبه وتقبله بينهم بعكس ذلك الذي يمشي بين الناس وقد جر خلفه ذيلا من الكبر والخيلاء، والشيء الآخر الذي يحبب الشخص بين الناس حسن الخلق ولين الجانب والتعامل السليم مع من حوله، وهذا نستخلصه من قول الله عز وجل مخاطبا رسوله الكريم )ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك( الشيء الثالث الصدق والوفاء بالعهود لأن الانسان متى صدق مع غيره صدق مع نفسه والعكس أيضاً صحيح، وهذا الصدق لا يكون فقط بالقول وإنما يشمل أشياء كثيرة منها الصدق في المعاملة والصدق في النصيحة والصدق في المشاعر والأحاسيس والصدق في النوايا.. أما الشيء الرابع الذي يحقق للانسان تكوين علاقات انسانية صحيحة فهو التواصل المستمر لأن التواصل يبقي الانسان على صلة بغيره من البشر ويربطه معهم برباط متين ويجعله يشاركهم أفراحهم وأحزانهم وهمومهم وآلامهم كما أنه يجعل حبه مغروسا في نفوسهم أما من كانت اتصالاته وصالته متقطعة كان كما يقال عنه «من بعد عن العين بعد عن القلب» وقد ينساه الناس في خضم زحام الحياة ويجعله يزال ولو بشكل تدريجي من ذاكرة الناس.
خامساً التجرد من حب الذات والانانية والتواصل المبني على المصالح الشخصية التي تنتهي بانتهاء الغرض منها وهذه لا تورث إلا كره الناس والابتعاد عنه وتجنب الاختلاط به، لعلمهم أنه ما قدم إلا لتحقيق غرض دنيوي في باله،، يقول الإمام الشافعي:

الناس بالناس ما دامت الحياة بهم

والسعد لاشك تارات وهبات

وأفضل الناس ما بين الورى

تقضى على يده للناس حاجات

لا تمنعن يد المعروف عن أحد

ما دمت مقتدراً فالسعد تارات

وأشكر فضائل صنع الله إذ جعلت

إليك.. لا لك عند الناس حاجات

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم

وعاش قوم وهم في الناس أموات

محمد بن راكد العنزي

محافظة طريف

أعلـىالصفحة

رجوع