| الثقافية
* الدمام - حسين بالحارث :
صدر مؤخرا كتاب «الصهيونية بإيجاز» أصل ونشأة المخططات الصهيونية العالمية ذات الصبغة العنصرية وهو من مؤلفات محمد علي باخريبة الذي يزعم أن هذا الكتاب يكشف حقيقة الصهيونية العالمية ويبرز قناعها المزيف وتشكيلات أساليبها المتنوعة التي تسعى بواسطتها إلى تثبيت الباطل وإزهاق الحق وسلب فلسطين ثم السيطرة على العالم بحكومة خفية تخدم مصالح اليهود وبسط نفوذهم بجميع أصقاع العالم ويقدم له سعادة الأستاذ الدكتور حامد صادق قنيبي أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران.
ينقسم الكتاب إلى سبعة فصول ويكشف بأسلوب سردي مناسب عن حقائق ومعلومات عايشها المؤلف من خلال مطالعاته الخاصة وتجاربه الشخصية برؤية المسلم الواعي المدرك أن دراسة وقائع التاريخ في ماضيه وحاضره عبرة وعظة إنما هو البداية الصحيحة لتسديد الخُطى نحو المستقبل المنشود.
يتطرق الفصل الأول من الكتاب لتعريف الحركة الصهيونية ونشأتها وفضح أكاذيبها وادعاءات الأعراق المتهودة من قبائل مملكة الخزر الذين اعتنقوا الديانة اليهودية وينسبون أنفسهم للعبرانيين من بني إسرائيل ويسرد بعض الأباطيل والحيل التي يتبعونها لتحوير حقائق التاريخ.ويوضح الفصل الثاني كيفية قيام المنظمة الصهيونية ونتاجها من تنظيمات تفننت في وضع الخطط التي بدأت تؤمن بواسطتها تدفق أفواج المهاجرين من اليهود للهجرة إلى فلسطين وتغيير البنية السكانية وتوظيف القدرات اليهودية العالمية لتثبيت ركائز الحركة الصهيونية العالمية ورسم هيكلية معينة للعمل من ضمن الوكالة اليهودية العالمية وبرئاسة قادة شيطانيين ومفكرين أنيطت بهم مهام ساهمت بل قامت على أكتافهم دولة إسرائيل.
ويُعري الفصل الثالث من الكتاب أهداف دولة إسرائيل التوسعية التي تمتد مساحة أحلامها فتدخل إلى جزيرة العرب التي لا يجتمع بها دينان إلى أن تقوم الساعة فتحلم لتعود وتسكن في خيبر وتأكل من تمر العراق وغلال الشام وتشرب من مياه نهر النيل وتتزحلق على جبال لبنان. ويفضح دسائسها للسيطرة على اقتصاد المنطقة وإعلامها وثقافتها وفكرها كما يرى ذلك مفكروها واضعو بروتوكولاتها العالمية التي تهدف للسيطرة على العالم.
يشير الكتاب في الفصل الثالث والرابع أيضا إلى ان المنظمة الصهيونية العالمية وبكل ما لديها من قدرات قد وجّهت جل اهتمامها إلى مختلف النواحي ووظفت الدوائر والهيئات المتعددة والمتخصصة في مختلف النواحي والتنظيمات للعمل على تحقيق أهدافها المدروسة والتوسعية والمتتالية من خلال مهام وتشكيلات أناطتها بأعضاء دائبي الحركة وعلى محاور متعددة لا يكلون ولا ييأسون في سبيل الوصول إلى غاياتهم.
ويفصل الكتاب التشكيلات المتعددة التي اعتمدتها المنظمة الصهيونية العالمية جميعها تدعم عمل اللجان الموكلة بتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة سواء كانت على الصعيد السياسي للتأثير على مختلف الدول والحكومات أو اقتصاديا لتوجيه النشاطات المالية لما فيه مصلحتها أو علميا وثقافيا بما يعزز ويثبت أفكارها أو إعلاميا بما يدعم مراكز الدعاية لليهود. فجمع شبكات ومحطات البث التلفازي والفضائيات وشبكات الحاسب والمعلومات الإليكترونية التي يسيرونها ويغذونها بالأنباء والمعلومات لتنمية ثرواتهم.
أيضا توظف المنظمة لجانها الاجتماعية بما يضمن تغلغل أفرادها في جميع النشاطات والفعاليات الاجتماعية ومن خلال الهيئات سواء كانت رسمية أو شخصية، فردية أو جماعية، حرفية أو مهنية بما يضمن حصول محافلهم على المعلومات اللازمة لاستغلالها في أحكام قبضتها وسيطرتها على مجريات الأمور في العالم بأسره من خلال حكومة العالم الخفية التي يديرونها.
أما في الفصل الخامس يقدم مختصرا لبعض ما ساهمت به الحركة الصهيونية في النكبات العربية ودورها في أهم أحداث العالم المدمرة التي يجمعها في جدول موثق به تاريخ الحدث والمهمة التي نفذت وكانت الصهيونية واليهود خلفها.وفي الفصل السادس فان الكتاب يقدم جدولين يوضحان بعض ما قيل عن اليهودية والصهيونية وكما ورد في مراجعنا الإسلامية والعربية وكذلك ما وقف عليه المؤلف مما قيل عن الصهاينة واليهود من أعدائهم أوأصدقائهم وما قالوه هم عن أنفسهم وما كتبوه مستعرضين خططهم الجهنمية مستشهدا ببعض مقتطفات من نصوص بروتوكولات حكماء صهيون الفظيعة.
ختاماً فان الفصل السابع من كتاب «الصهيونية بإيجاز» يوضح مهمتنا نحن معشر المسلمين والعرب وأنه يجب علينا أن نكون على يقظة من أمر هذه المنظمة الجبارة ودورها الذي تقوم به وفي سبيل مستقبل أفضل ومن أجل رسم معالم طريقنا بشكل واضح يجب وضع النجاح صوب أعيننا ولا بد لنا من العمل على تحقيق أهدافنا بل ويتحتم علينا التعرف على الأساليب التي يعمل بها الأعداء المتربصون بنا والعمل على تقويض كل خططهم الشريرة والوقوف لها بكل ما يمكننا وتوجيه قدراتنا لهذا الغرض ولإجهاض كل حركة تعمد إلى الأضرار بمصالحنا حتى نتمكن من قتلها في مهدها وإذا لم نستطع إلى ذلك سبيلا على الأقل التخفيف من وطأة الحملات المسعورة التي تقوم بها هذه المنظمة بتشكيلاتها علينا وعلى أمتينا.
ومن مفهوم أعرف عدوك يتحفنا هذا الكتاب الشيق والواقعي الذي عززه كاتبه بكثرة إطلاعه ومراجعه ودقة معلوماته وأسلوب إخراجه الذي أبدع به ودعا من خلاله إلى اليقظة وأخذ الحذر من مغبات الجهل بما يصنع ويطبخ الأعداء لنا.إن الوقوف على محتويات هذا الكتاب وفصوله وما يقدم من حقائق تذهل المطلع وتحير المفكر إذ لم يترك الصهاينة بابا من أبواب جهنم إلا وفتحوه على مصراعيه يجعلون لإبليس سبلا ويطرقون بها كل منفذ متخذين الشر وفنونه وأساليبه منهجا لهم ومصالحهم مهما كانت الذرائع ويهدفون إلى صميم عقيدتنا وثقافتنا وتقاليدنا في سبيل الإيقاع بها ومهما كانت التكاليف باهظة طالما أننا ندفعها.
هذا الكتاب إضافة إلى المكتبة العربية بكل ما يحمل من أفكار وتوضيحات وتفصيل وسرد لحقائق الواقع الذي نعيشه في حاضرنا والماضي القريب الذي تبلورت به فكرة الصهيونية العالمية التي غرست البذرة الخبيثة «إسرائيل» في قلب أمتنا ووسط منطقتنا وسلبت منا فلسطين أرض الإسراء وثالث الحرمين الشريفين.
|
|
|
|
|