| مقـالات
لقد أخذ الجدل حول موقع مادة الرياضيات في جدول اختبارات الثانوية العامة للبنات يشتد بين الطالبات وأولياء أمورهن. ولكن هذا الجدل لم يستمر فقد جاء قرار معالي الرئيس العام لتعليم البنات في وقته المناسب وليضع النقاط على الحروف.
فقد استجاب لرغبة الطالبات ولتطلعات أولياء أمورهن كما جاء متجاوبا مع مرئيات الميدان وتوقعات التربويين.
وإن كان ذلك التجاوب من معاليه يستحق الشكر والثناء فإن موقفه الواضح الحريص على تحسين العملية التعليمية في هذا الجهاز الخطير والمهم هو الأكثر استحقاقا لكل شكر وتقدير وثناء؛ حيث أثبتت الرئاسة العامة لتعليم البنات أنها - وبحق - حريصة على الحد من تلك الصورة المخيفة للاختبارات، وكأن الاختبار لابد أن يكون هكذا خوفا ورهبة، وليس رحمة وتقويماً وتربية واستكمالاً لجوانب العملية التعليمية لقياس التحصيل والوقوف على المستوى الحقيقي للدارسين والدارسات.
إن قرار الرئيس العام لتعليم البنات وهو قرار صائب حقق رغبات الطالبات وكل من يهمه أمرهن قد وضع أمام الميدان التربوي حقيقة مهمة تتمثل في أن العبرة في العملية التعليمية يجب أن تتمحور حول المصلحة الحقيقية للطالبة وليس حول النظريات التربوية التي هي عرضة للتغيير والتطوير والتجديد.. فقد شهد الحقل التربوي العديد من التوجهات حول جدوى الاختبارات وماهيتها ووسائلها وادواتها، ولكن لم تختلف ولن تختلف أية توجهات تعليمية او تربوية حول ضرورة العناية بمصلحة المتعلم ومراعاة ظروفه وتنمية معارفه ومداركه وخبراته وجعل سلوكه سلوكاً تعليميا مدى الحياة بعيداً عن معوقات التعليم وتحسينا لواقع ومستقبل العملية التعليمية.
ولقد ادخل قرار معالي الرئيس العام لتعليم البنات بشأن تعديل جدول الاختبارات كامل السرور على نفوس الطالبات في الثانوية العامة بما وفَّره لهن من مناخ نفسي وتربوي شامل ينطق بحقيقة ان المسؤولين عن تعليمهن لا يقفون عند القرارات الادارية أو التنظيمية موقفا لا يعرف التراجع أو العودة عنها، فالقرارات مهما كانت هي قرارات بشر ولذلك يجب ان تكون مراعية لصالح البشر محققة لطموحاتهم. ولعل في هذا القرار الصائب الذي اتخذه معاليه اشارة واضحة لكل من يعمل في الميدان التربوي وبخاصة أولئك الذين يصنعون القرار التربوي بأن صالح المتعلم والمتعلمة يجب ان يكون في المقام الأول وأن يحظى بالاهتمام الذي يستحقه وهم يصنعون القرارات وبصفة خاصة تلك القرارات التي تتعلق بمستقبل الأبناء في التعليم، فكم من طالب أو طالبة وقف الاختبار بهيئته وشبحه المخيف عائقا أمام مستقبله، وكم من طالب وطالبة كانت الاختبارات سبباً في تسربه من الدراسة.
ويعد قرار معالي الرئيس العام لتعليم البنات مصدر ارتياح كبير لمن يتابعون سير العملية التعليمية حيث جاء أيضا تجاوباً مع ما نشرته الصحافة تعبيراً عن الآراء حول جدول الاختبارات كما جاء استجابة طيبة لكل من كتب لمعاليه بهذا الشأن، مما أعطى ذلك الانطباع الذي نريده وهو ضرورة ان تنظر مؤسسات التعليم الى ما تنشره الصحافة من آراء نظرة جدية تبحث عن تفعيل المشاركة المطلوبة من المستفيدين من العملية التعليمية وذوي الصلة بها وتستمع لآرائهم وتقف على توجهاتهم تناقشها وتدرسها وتتخذ القرار المناسب بشأنها. وفي هذا توثيق للعلاقة بين مؤسسات التربية والتعليم وكافة مؤسسات المجتمع.
وهذا هو ما يشير إليه قرار معاليه بشأن جدول الاختبارات وهو قرار يستحق كامل الاحترام والتقدير.
واذا كانت ألسنة الطالبات في الثانوية العامة تتوجه الى الله بالدعاء لمعالي الرئيس العام لتعليم البنات فإن الآمال مقصورة دائما على الله ثم على معاليه وعلى معالي وزير المعارف بأن تظل مصلحة الأبناء الأعزاء مصدر الاهتمام دائما وفي قمة اهتمامات مؤسساتنا التربوية. داعيا المولى العلي القدير ان يوفقنا جميعا لكل خير.
|
|
|
|
|