| مقـالات
الوقت طويل.. لكن الفائدة قليلة.. يحدث مثل هذا الكثير من شباب اليوم.. إنهم «يقطعون الوقت في هذر عجيب».. ومع هذا لو أني كاتب وأسجل أحاديثهم وأفكارهم مهما كانت سخيفة.. فإني سأخرج بمؤلف ضخم.. يقرأه الناس.. ربما يستخفه البعض. لكن لابد وأن يجد من يعجب به. فإن الشباب لهم تقليعات ومرئيات تأتي متتابعة في الصوت والحركة.. وتسجل مرئيات يعجب بها البعض.. إنها تصدر عن أحاسيسهم ومشاعرهم.. وتصوراتهم.. وكلها أصول للهندسة النفسية كما يرى بعض المؤلفين للعلم الجديد «هندسة النفس البشرية».
والذين يعترضون على تصرفات الشباب. ومرئياتهم.. يرون أنها لا تتمشى مع ما تعلموه في بيئتهم.. وما عاشوا عليه. وهذا خطأ فادح لأن كل جيل يعيش زمانه. وما ينتج فيه من اختراعات وتعليقات واسباب ومسببات. ولأننا لا نملك القاعدة لدراسة تلك التصرفات والمرئيات فنحن نراها مخالفة لما ورثناه. ولما طبعنا عليه. إلا ما خالف الجوهر من الأخلاقيات والسلوكيات التي نص على القيام بها واتباعها ديننا الحنيف.. الأجيال في العالم كله كاللغات مختلفة في التصرفات والمرئيات.. والبيئة ترسم ذلك وتتبناه فالبيئة الصحراوية .. لا يعقل ان يكون لأهلها نفس التصورات أو المرئيات التي لأبناء البيئة الخضراء. ولذلك قالوا.. الإنسان ابن بيئته إن أشياء كثيرة تكمن في تفكير هذا المخلوق قد تكون مفيدة، وقد تكون وسيلة اكتشاف لشيء مفيد.. لكننا غالبا نجابهها بالرفض فنفقد علما أو فائدة نحن في حاجة إليها.
المهرجانات الجماعية التي نراها في البيئات الأخرى.. وما يصاحبها من صخب.. وضحك ومداعبات. وتعارف.. لا توجد لدينا ولذلك فإن العلاقات المفيدة بين شرائح مجتمعنا نسبتها قليلة.. بالنسبة للمجتمعات الأخرى..
الشباب يفكرون بطاقات يحسونها تعتمل في داخلهم.. يعلنونها بتصرفات نستنكرها لأنها تخالف ما عشنا وتربينا عليه.. وننسى أنهم يعيشون زمانا خاصا بهم.. مثلما سيعيشه من بعدهم بعد زمن طويل.. إن الإنسان ابن بيئته. والأجيال في مجتمع واحد تختلف في تصرفاتها ومرئياتها.. باختلاف بيئاتها.. والدراسات الدقيقة تبين لنا. المقبول من المرفوض.. فهل نفكر جيدا في هذا ؟؟
|
|
|
|
|