| مقـالات
** فلو كان ما بي من حبيبٍ مقنَّعٍ
عذرتُ.. ولكن من حبيبٍ معمَّمِ
المتنبي
***
** إني لأجدُ للَّحن غَمْراً )رائحةً نتنةً( كغمرِ اللَّحم..!
أبو الأسود الدُّؤلي
***
** لكي نتعلم من «فرويد» لا بدَّ أن نتسلَّحَ بحسٍّ نقدي..
فتجنشتاين
***
)2(
** في مسافاتِ الهوى
تاهتْ رؤاهْ..
حسب اللون مدى
والمساءاتِ صدى
والجوى..
آهٍ.. وآهْ..
***
** بين أن تمشي وحيداً
أو طريداً..
بين أن تبقى
أسيراً
أو غفيراً
بين أن تصبحَ ما شئت
ولا تخشى
صغيراً.. أو كبيراً
ألفُ آه..
***
** أنتَ مَنْ أنتَ
إذا عشتَ حياتك..
أنتَ ما كنت
إذا أوصدتَ ذاتك
** أنت من أنت
وما كنت
ومَنْ شئت
إذا أشرعتَ بابك
وتخطيتَ عُداتك
وتجاهلت رواتك..
لا يُهمُّ اليوم
ما ضلّ وفاتك..
***
** بين أمسٍ مظلمِ
وغدٍ مستحكمِ
ووغىً مضطرمِ
بعضُ آه..
ما ارتوى
مَن قد سقاهْ
في دياجي الوهمِ
مخدوعٌ بجاه..
***
)3(
** كان من رأي )إيجور سترافنسكي( وقد استشهد به )شاكر عبد الحميد( في كتابه )التفضيل الجمالي( الصادر ضمن سلسلة عالم المعرفة «مارس 2001م» أنه «كلما زادت الضوابط التي أفرضها على نفسي زادت الحريَّة التي أشعر بها»..!
** وفي هذه «العبارة» مدخل مهم نستطيعُ عبره النفاذَ إلى حقيقة مفتقدة في عالمِ الإبداع اليوم بعد أن أصبحَ «الشعرُ» بلا ضوابط، و«الروايةُ» بلا ضوابط، و«الموسيقى» بلا ضوابط، و«الكتابةُ» بلا ضوابط..و«المسمياتُ» و«الأسماءُ» بلا ضوابط..
** وبخلاف «سترافنسكي» الذي رأى «حُريّته» تتناسبُ طرداً مع تشديد الضوابط، فإن المتصدرين في المجالات «الشعريّة» و«الروائيّة» و«الموسيقيّة» و«الكتابيّة» قد وجدوا حريّتهم في الانفلات من القيود، لتبقى «الساحة» ملأى بأرباب «البيان» ولا بيان، ومدّعي «الإبداع» دون إبداع أو إمتاع..!
***
)4(
** تحدث الراحل «علي الوردي» عمّن وصف كتبه بأنها مثل )جبّة الدرويش( ليس فيها سوى «الرُّقع» وقال:
* إنّه لا يرى في ذلك بأساً «فخيرٌ لي أن أكون رقّاعاً أخدمُ الناس بالملابس المهلهلة من أن أكون خياطاً ممتازاً أصنع الملابس المزركشة التي لا تلائم أجساد الناس ولا ينتفع بها أحد..».
أسطورة الأدب الرفيع /ط2 /1994/ص13
** هو يقول: «ما كلُّ ما يلمعُ ذهباً..»، إذْ ليس المهم في دنيا العلم والفن أن نظلَّ مأسورين «للمظاهر»، وكذا «للظواهر».، وها نحن اليوم بعد أكثر من مرور نصف قرن على الحداثة الشعريّة مثلاً بأشكالها «المبهرجة» وشعرائها «الأنيقين»، ومذهبيتها المنفتحة نَحِنُّ إلى دمامةِ «جرير»، وجلافة «بشّار»، واكتئاب «أبي العلاء»، وأنويّة «أبي الطيب»..
** وإذْ عاش الشعر بأولئك «الغلاظِ» فقد مات مع أولاء «الأرِقَّاء» لكل أشكال «الرِّقةِ» و«الوسامة» و«الكلمات المتقاطعة» و«الأغلفة الجميلة»، فاكتفوا بها وهجروا المضمون.. أو هجرهم.. وبتْنا نسامر «الغُثاءَ» حتى كاد يقتُلنا «السهر» و«الضجر»!
***
)5/1(
** ما الذي يُمكنُ أن يُقال بعد هذه «المقدمة» التي قد نختلف حولها مع بعض من رأوا في «القيودِ» عقباتٍ تحول دون الإنتاج، لنبقى مع آخرين واثقين أن «المخبِّين» من غير إشارات مرور وتوقف سينتهون في «التِّيه»..!
** إن ما يصحُّ قولُه «باختصار» و«تحفظ» )وفيهما ما فيهما من «إيجازٍ» و«تجاوز»( هو مجموعةُ ملاحظات «عابرٍ» عاش في هذا الوسطِ الإعلامي شطراً من عمرِه، وربما «امتدَّ» أو «ارتدَّ»، وربما «واصل» أو «انكفأ»، لتقرأ «شهادتُه» من خلال «مشاهداته» رمزاً «يشيرُ» دون أن «يسير»، و«يُلمح» من غير أن «يُطيل»..!
)5/2(
** تحتاج لكي تصبح «رقماً» لا «صفراً»، ثم لتتحول من خانة «الآحاد» إلى «العشرات» «فالمئات» و«الملايين» إلى أن تعرف بعض الأبواب «الخلفيّة» وحينها ستكونُ «نجماً» و«أستاذاً» و«وجيهاً» تفتح له «الصَّالونات» و«الصفحات»، ويتصدر المقابلات و«المنتديات»..!
** هذه الأبواب لا تحتاج إلى «مفاتيح» وليس دونها قيود بل هي «متاحة»، «مشاعة»، لا تطلب من داخلها شهادةَ «جودة» أو علامات «تأهيل»، ويكفي لها «علائق» و«وساطات» و«سعةُ وجهٍ» و«انعدام موقف»، فإذا «العييُّ» فصيح، وإذا الظلامُ نور..!
)5/3(
** لا تصدقوا وصف «الكبير والقدير والجدير» دون أن تتحقّقوا من ألا يكون باعثُها «مجاملةً» أو «شلةً»، أو «مصلحةً»، وكما قال «جون ديوي» فإن على «المتلقي» تكوين خبرة خاصةٍ به تقودُه إلى تقرير «الحكم» «الموضوعيّ» غيرَ متأثرٍ «بالتصفيق» و«الضجيج»..!
** تحولت بعض الأسماء إلى «رموز» غير قابلةٍ للانتقاد، مع أن مؤهلاتها «المنتجة» «الملموسة» التي يمكن «قراءتُها» و«تقويمُها» لا ترقى بها إلى المستوى الذي وضعتَها فيه «الوسائلُ» و«الوسائط»..!
** ولعل أسباب هذه «المعادلة» المختلفة انعدام القيود الضابطة التي تزنُ وفقاً لمعايير دقيقةٍ، وربما أخفق اليوم من تفوق بالأمس وعاد إلى التألق غداً.. وبالعكس.. وهنا فقط يتحوّلُ الكبير إلى صغير، والصغير إلى كبير، فلا «ثابتَ» في «الأسماء» أو «المسمّيات»، ولا معنى «للمزايدة» على «الوعي»، «فالثقافةُ» تحتاجُ إلى أن تنأى عن نهج إدارات «العلاقات» والإعلام الموجّهةِ نحو «تلميع» الكراسي «الإداريّة» المنطفئة..!
***
)6(
** في الممارسة «الاجتماعية» نحتاجُ إلى «ضوابط» تُقيِّد «السلوكيات» و«التعاملات» و«المعاملات»، ومن خلالها تصبحُ «الحريةُ» مضمونةً للجميع بدلاً من أن تعمَّ «الفوضى»، أو يحتكرَ «الحقَّ» فئامٌ تحجبه عن «فئام»، وتمارس «السلطة» ثلة تمارس «الظلم» و«القهر» على «المستضعفين»..!
** والواقعُ السياسيُّ يشهدُ أن النظام «الأحاديَّ» في العالم قد استبد، ومع انعدامِ الضوابط إلا ما يضعُها «القطبُ» لنفسه وبنفسه تحول «العالم» إلى «غابةٍ» حضاريةٍ ذات شكلٍ جميل، وأسلوب بشعٍ يتيح «الحق» للقوة، ويبرر الظلم للظالم.
** وموقف «الأمة» أمام تسلّط «يهود» المبرّر والمدعوم بل والمنطلق أصلاً وفصلاً من «أمريكا» صورةٌ لسلبيّة «إلغاء» أو انتفاءِ «الضوابط»، وأهمُّها «هنا» الضوابط الاخلاقيّة، والتوازنات «الإقليميّة» و«الإثنيّة» التي تضمنُ عدم «الانحراف» أو «الانجراف»، وبالمعنى ذاته عبَّر أحد علماء الاجتماع الذي قال: «أعطني معارضةً صالحةً أضمنْ لك حكومة صالحة..»..
***
)7(
* «القيود» قد تقود إلى «الانطلاق»
** ربما تمثلت نظرةُ صاحبكم هذه بشكل جليٍّ في الشعر، الذي ظل سائداً ورائداً حين كان مكبّلاً بالحدود والسدود، ومضت «ألف وخمسمئة» عام من لدن «المهلهل»، ولم يتجاوز من نعرفهم ونحفظ قصائدهم ويستحقون لقب «شاعر» «العشرات»..!
** أما وقد انفجرت هلوسات «الحداثة الشعرية» قبل أقل من ستين عاماً فقد أضحى الشعراء بعدد رمل «البر» وزبد «البحر»، ليبقى الشاعر الحقيقي «غائباً» أو «تائهاً» داخل عواصف «الصحراء»، وأمواج «الماء»..!
** وإذن فالقيد يعطي «الإبداع» معنى «التميّز»، كما يمنح «الحياة» لغة «الاستمرار» والتفوق، وبذا تجاوز «الملتزمون» «المنفلتين»، وانتصر «المبدعون» على «المدّعين» وسار «المخططون» إلى الأمام، وتراجع البوهيميّون إلى الخلف..!
***
)8/1(
** اختلطت «الصور» بسبب عدم وجود «الضوابط»،فالجميع يتساوون في «الحُكْم» دون إجراء «المحاكمة»..، ومتى ما توافرتْ الظروفُ الأخرى التي عرضتْ لبعضها هذه «الأربعاويّة» فكلُّه عند العرب صابون كما يقولون..! ولِمنْ شاء أن «يمدح» أو «يقدح» مثلما يشاء.. دون أن يضطر إلى تطبيق «معايير» صارمة تأذن بفرز الجيد من الرديء..!
)8/2(
** كان « حيدر حيدر» يقول:
«عندما أكتب أنقسم إلى شخصين: كاتب وقارئ..»
** وحقُّ «المتابع» ألا ينقسم فيشرك سواه معه في «السَّمع» أو «النَّظر» أو «الذَّوق» ، ولا ريبَ أنه إذْ يستقلُّ «برأيه» و«رؤيتِه» قادر على منع تدخل «الشلل» أو «المصالح» أو «الدعاية» أو حتى «القوة» في فرض «توجه» أو «أشخاص» أو «سياسة»..!!
***
** لا تتناقضُ «الضوابط» مع «الحريّة»، ولا يُمكن أن تتقاطع هذه مع تلك، ولو عمَّ «الالتزام» دون «الإلزام» لرأينا «كتَّاباً» يسطِّرون لوجه «الحق»، و«شعراء» يتألقون في واجهة «الإبداع»، و«مصلحين» يسعون «للتغيير» وليس «للتكريس»، و«إعلاماً» يدعو إلى «الفضيلة» و«الصدق» و«المكاشفة» و«المواجهة» فيطوِّر ولا يدمر، ويجدِّد ولا يردِّد..!
** نحتاج إلى «القيد» بلا «تعسّف»، وإلى «الموانع» دون إغلاق، وإلى «الانفتاح» الواعي المؤمن بشخصيّة الأمة، المنطلق من «ثوابتها» الحريص على «تميُّزها» الرافض «لإذابتها» و«تمييع» مواقفها..!
** وبكل صراحة فقد مللنا «المزايدين»
***
)10(
** لم يعد الإنسان «الحرُّ» «المستنير» محتاجاً إلى «وصايات» تُفرضُ عليه: كيف يفكِّر، وبمَ يؤمن، وماذا يقول، هذا عدا: ماذا يلبس، وكيف يأكل، ومتى يستيقظ، ومن يحب ومَنْ يكره..؟
** إننا مجزَّءون بين «إفراط» و«تفريط»، فهناك من يبالغ في «التحفُّظ» ومن يبالغ في «التحرر» وبينهما «خيطٌ» أو «خطٌّ» رفيع، لتظل «الضوابط» هي الأساس.
** أما «الحجرُ» و«الوصايةُ» فلا، وأما «التسيُّب» فكذلك «لا»، وبينهما «كرامةُ» الإنسان و«وعيُه» و«التزامُه» ولها وحدها: ألف نعم..!
** «الخلطُ» يورثُ «التخبط»..!
|
|
|
|
|