| العالم اليوم
من داخل دباباتهم يتولى جنود الاحتلال الاسرائيلي تنظيم المرور في المناطق التي يحتلونها في قطاع غزة الذي يصنف حسب اتفاقيات اوسلو من المناطق «أ» ومناطق «أ» للذي لا يعرف ماتعني، تشير إلى أنها محررة... وهذه المناطق المحررة التي يحتلها الاسرائيليون دون ان يكلف ضامنو اتفاقيات اوسلو أنفسهم عناء الاحتجاج أو حتى نصيحة الاسرائيليين بوقف احتلالهم وسحب دباباتهم التي وصل الأمر بجنودها الى حد تنظيم المرور في مدن لايجد ساكنوها وسيلة لمرور جنائز موتاهم لدفنهم في المقابر المخصصة لهذا الغرض. فحتى الموتى في غزة أصبحت اجراءات دفنهم ووصول جثمانهم الى المقابر عملية معقدة تزيد ذويها آلاما على آلام، وحتى الذين يتوفون طبيعياً يحتاج ذووهم الى عدة ايام حتى يتم دفنهم، ففي البداية يتطلب نقل جثمان المتوفى من محافظة الى اخرى اتصالات واجراءات حتى يتم السماح للسيارة التي تنقل الجثمان بالمرور بين نقاط التفتيش، واذا ما افلح المسئول الفلسطيني في مساعدة عائلة المتوفى باستخراج تصريح من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لنقل الجثمان من رفح او خان يونس، الى غزة حيث المقبرة وعادة ذلك لا يتم الا بعد مرور يومين، يعاني أهل المتوفى الصعاب والعديد من المشاكل حتى يجتازوا عشرات المواقع ونقاط التفتيش والانتظار في طابور السيارات أمام كل نقطة، ويتفنن الاسرائيليون في تأخير السيارات التي تحمل جنائز الموتى إمعانا في الاستهانة بحرمة موتى الفلسطينيين مثلما يفعلون مع سيارات الاسعاف التي تنقل الجرحى والمرضى والمصابين وكم من مريض ومريضة لفظوا أنفاسهم وهم داخل سيارات الاسعاف المحجوزة بين السيارات في الطوابير امام نقاط التفتيش التي زرعت في احياء محافظات غزة وشوارعها بحيث لم يقتصر الوجود الاسرائيلي على الاحتلال، بل تقسيم وتقطيع القطاع الى اقسام والاقسام الى مراكز والمراكز الى نقاط عسكرية ومع هذا يطالب المتباكون على أمن وراحة الاسرائيليين بوقف العنف في حين يتجاهلون ويصمتون عن كل هذه الممارسات والانتهاكات التي تجاوزت الأحياء الى الأموات، فانتهكت حرمة الموتى، وقطعت كل السبل لعلاج المرضى.
لمراسلة الكاتب
Jaser@AlJazirah.com
|
|
|
|
|