| العالم اليوم
* نيقوسيا رويترز:
^^^^^^^^^^^^^
فضلت عائشة «21 عاما» الطالبة بقسم الصحافة ترك الدراسة على ان تخلع الحجاب عندما حظرت الجامعات في القسم التركي من قبرص على الطالبات ارتداء الزي الاسلامي في الحرم الجامعي.
^^^^^^^^^^^^^
والحظر امتداد لفرض العلمانية الصارمة المطبقة في تركيا التي تحرم ارتداء مثل هذه الملابس في المكاتب العامة والكليات على الجزيرة المتوسطية.وبالنسبة لكثيرين فان ذلك شيء غريب في المناخ الاكثر تسامحا وانفتاحا في قبرص.
وقالت عائشة التي طلبت عدم استخدام اسمها الحقيقي «ارتداء الحجاب اختيار شخصي... واذا لم يكن لي الحق في الحكم على ما يرتدونه فيجب الا أحاكم على ما ارتديه».
وعائشة واحدة من عشرات الطالبات اللائي تركن الدراسة بعد ان أمرت الادارة هذا الشهر الطالبات بعدم ارتداء الحجاب.
واحتفظت تركيا بقدر كبير من النفوذ في شمال قبرص منذ ان قسمت الجزيرة على أسس عرقية ودينية في عام 1974 عندما غزا الجيش التركي الجزيرة واحبط انقلابا للقبارصة اليونانيين استهدف توحيد الجزيرة مع اليونان.
وتحتفظ تركيا بنحو 30 الف جندي في الجزيرة. ويناضل ابناء الجزيرة من أجل تأكيد هوية مستقلة أمام العالم ويبرز قرار حظر الحجاب حدود هذا الاستقلال عندما يتعلق الامر بعلاقات القبارصة الاتراك أبناء عمومة الاتراك العرقيين مع تركيا .
ولا تعترف أنقرة الا بالقسم المنفصل عن قبرص الذي يقطنه 200 الف شخص وتقدم مئات ملايين الدولارات كمساعدة سنوية لمواجهة آثار حظر دولي فرض منذ الغزو التركي.
ولم يطلق حظر ارتداء الحجاب في قبرص الاحتجاجات المشحونة بالمشاعر التي تتراءى في تركيا حيث تظاهرت آلاف النساء ضد ما يصفنه بأنه انتهاك لحريتهم الدينية. وبالنسبة لكثير من الاتراك سواء كانوا علمانيين أم اسلاميين يحمل الحجاب التعبيرات السياسية للتوتر بين دور الاسلام في دولة اغلبية سكانها مسلمون والعلمانية الدستورية التي غرسها مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية.
وتصدر جنرالات الجيش التركي الاقوياء الذين نصبوا انفسهم حراسا للنظام العلماني لحملة مستمرة منذ عامين على ارتداء الحجاب في الجامعات التركية.
وقالت عائشة التي جاءت من بلدة تركية على البحر الاسود «حدث هذا في تركيا وكانت هناك احتجاجات... ومظاهرة واحدة لن تسفر عن نتائج».
لكن الاستياء مما يعتبره كثيرون نفوذا مفرطا لتركيا و تسبب في احتجاجات من نوع آخر. ففي العام الماضي تظاهر الآلاف احتجاجا على اعتقال رئيس تحرير صحيفة ذي ميول يسارية انتقد الجيش ووصف الاقليم من قبرص بانه «مستعمرة تركية غير معلنة».
واحتجزت الشرطة 30 شخصا في ديسمبر كانون الاول الماضي بعد ان انتقدت نقابة المعلمين علنا سطوة تركيا على الاقتصاد الذي اضير من العقوبات والازمة الاقتصادية الأحدث في تركيا. وقالت جامعة بكتاش للشرق الادنى ان حظر ارتداء الحجاب لا يطبق على الطلاب الوافدين من بلدان أخرى غير تركيا او قبرص. ويلتحق نحو 20 الف طالب غالبيتهم اتراك بالجامعات الخمس في شمال قبرص.
ولا توجد ارقام دقيقة متاحة الا ان اداريي الجامعات يقولون ان بضعة مئات من الطالبات يرتدين الحجاب لاسباب دينية.
وقالت جامعة بكتاش «البعض يقلن انهن يشعرن كما لو كن عرايا بدون الحجاب الذي يرتدينه منذ ان كن اطفالا... سنستمع اليهن ونحاول ان نتعاون مع اوضاعهن».
وتبنى محمود بيرهان من جامعة جيرن الامريكية في كيرنيا خطاً اكثر تشددا. وقال «لا تستطيع الطالبة ان تتقدم للجامعة ان كانت ترتدي الحجاب... لا نقبل طالبات يرتدين الحجاب في الجامعة.
ويأسف بعض المدرسين للحظر سرا.وقال معلم رفض ذكر اسمه «انه يتسبب في قدر كبير من المشكلات لاعضاء هيئة التدريس الذين يرون دائما ان النظام التعليمي كشيء أكثر تسامحا مع الطلاب».
وبالنسبة لعائشة فان الحظر كان اختبارا لهويتها. وقالت «ربما لن احصل على شهادة... لكني تعلمت ان اعيش باستقلالية».
|
|
|
|
|