| مدارات شعبية
* تحقيق عبد الله هزاع:
النشر الأول عبر منابر الإعلام يبقى ذا مذاق خاص ونكهة مميزة.
يتمنى صاحبه ان يطلع عليه العالم أجمع.. يحب ان يقرأ ردة فعله .. يسبقه أحيانا تردد .. ويتبعه دوماً ترقب !!
فهو يتردد في ملائمة ما انتجه للنشر وهل سيقبل من القارئ.. ويترقب لأنه تجرأ ونشر ويحرص على ردة الفعل.. كثيرون مما وفقوا بنشرهم وانتشروا يحفظون جميل من ساعدهم على النشر الأول .. «وفاءً» و«عرفاناً» لمن أخذ بيدهم..
النشر وما يحيط به من ظروف وكافة تفاصيل تلك الظروف يحفظها ذلك الناشر شاعراً كان او كاتباً ليس لأنها تخص أجمل ما انتجه طوال حياته.. ولكن لأنها تمثل الصدمة الأولى لمرحلة مهمة في حياته من خلال الاعلام، المنبر الاعلامي الذي ظهر من خلاله، الشخص الذي ساعده.. ظروف النشر تقرأونها من خلال فضفضة شعراء وصحفيين لنا من خلال هذا الاستطلاع.
الزميل صبار العنزي تذكر البدايات وأدان بالفضل لمن ساعده على انطلاقته الاعلامية.. فقال:
بداية النشر كانت من خلال منبر عكاظ الاعلامي وكان للصدفة دور في ذلك .. حيث كنا في احد المجالس واعجبت بإحدى الحكايات وصغتها وكان أمامي عدة خيارات في ارسالها الى الصحف.
الخيار الأول: كان المجلات والصحف الخليجية.. نظرا لأنها في ذلك الوقت مفتوحة على مصراعيها لكل صاحب ابداع.
على عكس القائمين في تلك الفترة في صحفنا المحلية ولكن علاقتي بالشاعر مهدي العبار اشعرتني بأنه سوف يهتم بهذه المشاركة وبالفعل تم ارسالها ونشرت وسبق نشرها تنويه عنها ودعوة لي بالمشاركة عبر صفحات الشعر الشعبي وبجريدة عكاظ وتم فيما بعد التواصل وشاركت مع الزميل مهدي في اعداد عدد من الزوايا واجراء عدد من الحوارات واستفدت من «أبا فارس» الشيء الكثير وما زلنا نستفيد من هذا الرجل الذي أدين له بانطلاقتي الاعلامية.
أما الشاعر تركي المريخي المسؤول عن الملف الشعبي بمجلة بروز قال : في البداية لا أخفيك انني ترددت كثيرا في مسألة النشر وذلك خوفا من الظهور في ظل وجود عمالقة من الشعر .. وتنافس كبير على تقديم الشعر للشعر عكس ما هو حاصل الآن.. وهو الجرأة في نشر شعر لا يحمل مقومات النجاح.. ولكن بصراحة كان نشري الأول بالصدفة!! اذا اعتبرناها قصيدة تحسب علي.. وربما كان موضوعها هو الذي شجعني على النشر لأنها بصراحة كانت موجهة لشاعر الجزل وهو ضيدان المريخي.. ففي إحدى زياراتي للكويت سألني الشاعر سعود الفهد عن ضيدان وعن عدم تواصله مما حرضني على توجيه أبيات له حول الغياب نشرها سعود.
ولكن البداية حقيقة كانت من خلال جريدة الجزيرة وخصوصا من بوابة الحميدي الحربي ولا أخفيك اذا قلت انها كانت بالنسبة لي مرتبة .. لأنني كنت أريد الانطلاقة من صفحة يشرف عليها الحميدي الحربي لأنها تعني لي الكثير لأهمية هذا الرجل وفعلا كانت أول قصيدة مكتملة من خلال جريدة الجزيرة وكانت أيضا موجهة لشاعر كبير وهو عبد الله السياري وقرأتها وأنا في لندن فتخيل أول قصيدة منشورة وتقرأها وأنت في لندن وأول أبيات تقرأها وأنت في الكويت فشكرا لكل من الشاعرين سعود الفهد.. والحميدي الحربي.. ويكفي تركي المريخي ان اول نشر له عند هذين الشاعرين .. هذه باختصار.
الشاعر فيصل اليامي كان متخوفاً في بداية نشره من ألا تُعطى قصيدته حقها في النشر والمساحة التي تستحقها حيث قال لأني كنت أرى ان هناك قصائد جميلة ولا تخرج بالشكل الذي تستحقه وبعض شعرائها كانت تربطني بهم صداقة واعرف تمام المعرفة قوة شعرهم.
فهذا الأمر أخافني كثيرا.. وعزمت ألا انشر الا بالشكل الذي يرضيني..
فأذكر انني قلت ذلك لأقرب اصدقائي عندما سألني لماذا لا ننشر.. فرد علي ان «خلك يا المتنبي» وضعك ثان. والحمد لله كان اول قصيدة تنشر لي في مجلة «فروسية وشعر» وكانت بالمساحة التي ترضيني «صفحة كاملة» عن طريق تركي المريخي.. وهذا شيء لا أنساه لأبي مشاري.
الصحفي ابراهيم بن صخري ينظر لتلك الفترة باعتزاز ويقول: بداية نشري كانت عن طريق جريدة المسائية وتحديداً صفحة «صور على الشفق» والتي كان يشرف عليها الزميل الشاعر متعب العنزي وكان ذلك عام 1411 1412ه وكان اختياره للنصوص دقيق جداً وبدون مجاملة او محاباة.
بعدها توالى نشري لقصائدي عن طريق الشاعر فاضل الغشم في جريدة المدينة وفي جريدة الرياض عند الشاعر نايف العتيبي وعلي الموسى في صفحة خزامى.
وعن طريق الغناء الذي انتشرت أغلب قصائدي عن طريقه.. بتعاونات مع عدد من الفنانين فهد عبد المحسن وفهيد البيشى وجمال حميدي وفتى تيماد وخاد السلامة.
ولا أخفيك انني كنت استأنس الى حد أنني لم اصدق ان قصيدتي منشورة وابحث عن الجريدة بعد جحيم الانتظار.. والى الآن وأنا احتفظ بما نشر لي بالسابق خاصة وانه كان للشعر هيبة ووقار في ذلك الوقت.
|
|
|
|
|