| عزيزتـي الجزيرة
أسعدني وأثلج صدري وصدور ملايين المشاهدين مثلي ما رأيناه قبيل عيد الأضحى على شاشات التلفزيون المحلي والعالمي من الصور التي يفتخر بها الرائي وتملأ نفسه بالثقة والاعتزاز بأن الخير كان وما زال وسيبقى في هذه الأمة إلى يوم الدين.
لقد كانت بعثة الخير الى أرض فلسطين لتوزيع الهدايا الغذائية والنقدية التي تبرع بها شعب المملكة العرية السعودية وحكومته الى اخوانهم هناك بلسما شافيا وعلاجا ناجعا لما يعانيه أبناء شعب فلسطين جراء كفاحهم البطولي في انتفاضة الأقصى الميمونة.
لقد شهدت فلسطين وأهلها منذ نشوء قضيتهم الي يومنا هذا شهادة صدق ومحبة بما تقوم به المملكة باستمرار منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - ومروراً بجميع ملوك الأسرة المباركة وصولا الى خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية وكلأه بالرعاية والتوفيق. صورتان رأيناهما في هذه الأيام لا تنمحيان من الذاكرة، صورة الوسطاء الثقات ومندوبيهم الذين كانوا يقرعون بأنفسهم أبواب بيوت الشهداء والجرحى والمعوقين ليقدموا لهم يدا بيد المؤن الغذائية الضرورية وبكمية وافرة، وصورة المواطنين الفلسطينيين المستحقين فعلا ينتظمون صفوفا في فروع البنك العربي في فلسطين ليتسلموا يدا بيد ايضا العون المالي النقدي الكاف، كل هذا وذاك جزاء وفاقا لما قدمت ايديهم وايدي أولادهم وذويهم من ضريبة الدم فداء للأقصى وفلسطين، فكان ان امتدت اليهم يد المملكة الحانية في الوقت المناسب لتكون عونا لهم وضمادا لجراحهم ومشجعا لهم على مواصلة الجهاد الصادق ومكافأة مخلصة صافية من قلوب صادقة صفت نيتها واستقام غرضها وتنزه هدفها عن الصغائر وسفاسف الأمور لقد جاءت الهبة السعودية النقدية والغذائية في الوقت المناسب تماما مما خفف من لأواء )عيد بأية حال عدت يا عيد( لسان حال الآلاف من المحرومين، وأهم من هذا أنها أتت بشكل مباشر من يد مجاهدة بالمال الى مجاهدة بالنفس دون وسيط.
يبقى أن نسجل الفضل لذويه وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي قاد حملة الخير بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وبحماس منه وحرص شديدين، لقد عرفنا سموه وخبرنا مآثره في مثل هذه المواقف الوطنية العظيمة، وتحية طيبة إلى الشعب السعودي الذي عوّدنا على البذل في الملمات بمحبة وإقبال وأخرى مثلها للحكومة السعودية التي تحرص كل الأوقات على القيام بواجباتها تجاه الأخوة المجاهدين في فلسطين وغير فلسطين، وأخيرا تحية للقائمين على تنظيم هذا العمل وتنفيذه على أحسن وجه وأسلم طريقة من السعوديين هنا والفلسطينيين هناك من غير المسؤولين الرسميين أو شبه الرسميين.
أ. د. عبدالكريم محمد الأسعد ـ الرياض
استاذ النحو والبلاغة )سابقا( جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|