| القوى العاملة
لا يوجد منا من لم يتعرض الى ضغوط الحياة، خاصة واننا في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتعدد فيه المواقف سواء في حياتنا العملية او الخاصة والعامة.
هذه الأحداث المتسارعة تحتاج الى شخصية ناضجة قادرة على السيطرة والتحكم في ضغوط الحياة اليومية، مما جعل الخبراء يحذرون من تلك الضغوط التي يمكن ان تكون قاتلة!!
وينصح الطبيبان بيرني سيفل والفريد كودلن بأن يحافظ الشخص على روح حب الاستطلاع الطفولي عند مواجهته لضغوط الحياة العصرية وألاّ يتردد او يخاف من طرح الاسئلة مثل تلك التي أعتاد على طرحها عندما كان طفلا صغيرا!!
ويقول الخبيران ان حب الاستطلاع يدفع المرء بالاستمرار لمعرفة اسرار الحياة والاقبال عليها. وينصح الخبيران ان يتقبل الشخص النقد بذهن متفتح وبعدم غضب وتقييم هذا النقد ووزنه بميزان العقل.
عندما تواجه مشكلة مثيرة لقلق حاول معرفة جميع الجوانب المتعلقة بهذه المشكلة وماذا يمكن ان تفعل حيالها وينصح الخبيران بأن يتعلم الشخص كيف يتعامل مع مشاعره للتعبير عنها وارخاء العنان لها وعدم كتمها، فاذا كان الشخص غير مرتاح يوضح ما عليه ان يفعل شيئا ليشعر بالتحسن.
وينادي الخبيران بأن يكون الشخص واقعيا في تطلعاته وطموحاته ولا يجبر نفسه على تحقيق أهداف مستحيلة .. على الشخص ان يعي بأنه اذا لم يكن هو الأفضل فهذا لا يعني بأنه فاشل!!
واخيرا يدعو الخبيران الشخص بأن يكون مرتاحا وان يحرص على اغتنام المزيد من الفرص للضحك ملء شدقيه!!
لقد جاءت نصيحة هذين الطبيبين نتيجة لتجاربهما الطويلة في التعامل مع الحالات الانسانية التي أضحت النفوس تشبه في تقلبها الأحوال الجوية!!
تمر بنا نحن البشر عندما نتعامل مع الآخرين وممن يحيطون بنا مواقف قد يعاني فيها البعض من احباطات هذا الزمن وترسباته، ويظل يتعامل الواحد منا مع نفسه والآخرين بأسلوب عاطفي غير منطقي.
كثيرة هي المواقف التي جعلت من بعض الناس يركنون الى المبالاة والقطيعة تجاه الآخرين رغم ان الأمر لا يستدعي كل هذا الانفراط النفسي غير المقبول.
كثيرون من يمارسون الاخطاء في حياتهم، وكثيرون ايضا من تكون اخطاء غيرهم «الصغيرة» الضوء الأخضر الذي يسارعون من خلاله الى الفتور في العلاقة والتعامل، مما يجعل ذلك ينعكس سلبيا على نفوسهم وعقولهم ايضا!!
وفي الحقيقة والواقع لم أر طفلا بريئا في حياتي يغضب او يحقد فتراه يبكي الآن وبعد لحظات قليلة يعود بنقاء الثلج ناسياً كل ما مر به!
أما الكبار .. فهناك من يختلف مع جاره لأنه أوقف سيارته أمام باب السيارة فأعاقه دقائق عن الخروج، وهناك من اختلف مع صديقه لدرجة القطيعة بسبب كلمة واردة او حتى شاردة في لحظة مزاح!
وهناك من يختلف مع مديره لأنه حاول ان يتعامل معه من خلال اللوائح والأنظمة لأن الكلمة الطيبة والتعامل الحسن لم يجد نفعا مع هذا الموظف!!
وهناك من ارتفع ضغطه وانخفض السكر لديه لمجرد ان ابنه الصغير علا صوته في أركان المنزل.
وهناك من يزبد ويرعد لمجرد ان قائد سيارة آخر تجاوزه بشكل خاطئ، وهناك من قاطع قريبه سنوات طويلة لمجرد انه لم يحضر المناسبة التي دعاه اليها!!
وهناك من اعتاد في لحظة صفاء مع أصدقائه ان يعلق على هذا ويلمز ذاك وعندما يرد عليه أحدهم بكلمة مماثلة يترك مساحة المكان دون رجعة!!
عشرات من المواقف الانسانية التي قد تدفع بالكثير منا الى عيادات الضغط والسكر والقلب او حتى العيادات النفسية، وهي مواقف عادية تتكرر يوميا عشرات المرات بسبب اننا نفتقد الى الشخصية القادرة على التعامل مع كافة الظروف.. ان من يفتقدون الشخصية الناضجة هم اكثر الناس تعرضا للألم والوسواس والمرض وقانا الله واياكم من المرض.
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
AAMM9@hotmail.com
|
|
|
|
|