| متابعة
* الرياض سعد العجيبان واس :
بدأت أمس بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات جلسات ندوة «المملكة العربية السعودية وفلسطين.. علاقة التاريخ والمصير». وقد رأس الجلسة الأولى الاستاذ بمعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية الدكتور جميل محمود مراد وتضمنت تقديم عدة اوراق استهلها الامين العام لهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية الدكتور عدنان خليل باشا بورقة عمل بعنوان جهود المملكة العربية السعودية في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني من خلال هيئة الاغاثة الاسلاميه العالمية .وتناول الدكتور عدنان خليل باشا الدورالسعودي والرسمي والشعبي في مساندة الشعب الفلسطيني.
كما قدم نظرة تاريخية على مأساة هذا الشعب والمواقف المساندة من قادة المملكة منذ بداية الأزمة.
وأوضح الدكتور باشا بالارقام جهود هيئة الاغاثة الاسلامية في دعم جهاد الشعب الفلسطيني حيث بين ان الهيئة قدمت في مجال الأيتام مبلغ واحد وعشرين مليون ومائة وتسعة وستين ألف ريالا وفي مجال الرعاية الصحية قدمت خلال السنوات العشر الاخيرة خمسمائة وخمسة واربعين ألف ريال وقدمت الهيئة لبرنامج تحفيظ القرآن الكريم مبلغ مليون وسبعة آلاف ومائتين وثمانية واربعين ريالا. كما انفقت الهيئة في مجال مساعدة الجمعيات الخيرية الفلسطينية اكثر من اربعين مليون ريال الى جانب مبالغ أخرى للاغاثة العاجلة وبناء وعمارة المساجد.
وأكد الدكتور باشا في ختام ورقة العمل التي قدمها على أن المملكة العربية السعودية وقفت بجانب الشعب الفلسطيني ملكا وحكومة وشعبا. بعد ذلك قدم وكيل وزارة المالية للشؤون الاقتصادية الدكتور حمد بن سليمان البازعي ورقة عمل عن جهود المملكة العربية السعودية في دعم القضية الفلسطينية.
واشار الى ان العون السعودي الاقتصادي الرسمي للفلسطينيين الذي انطلق من التوجيهات السامية بالمساندة في كل وقت وكل ظرف كان متنوعًا سواء بشكل مباشر أو بتوفير التجهيزات اللازمة وتقديم الخدمات المساندة لمواجهة الأوضاع في الاراضي الفلسطينية ولحل المشكلات التي تواجه اللاجئين الفلسطيينين . وبين الدكتور البازعي ان المملكة ساندت أعمال وكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين « الأونروا» والتي تقدم الدعم لحوالي ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني وقد بلغت مساندة المملكة لهذه الوكالة حتى الآن اكثر من ستين مليون دولار اضافة الى اربعة وثلاثين مليون دولار اعتمدت للوكالة. كما القى رئيس اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس الدكتور ساعد العرابي الحارثي ورقة عمل بعنوان جهود اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس وانجازاتها اشار فيها الى ان تأسيس اللجنة صدر وفق التوجيه السامي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وذلك لتنشيط التبرعات في مناطق المملكة استجابة لنداء خادم الحرمين الشريفين لدعم الانتفاضة الفلسطينية. وبين انه تم توزيع ما يصل الى مائة وخمسة واربعين مليون ريال على أسر الشهداء والاسرى والجرحى ومعاقي الانتقاضة . كما القى وكيل وزارة المعارف للشؤون الثقافية الدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز الشدي ورقته والتي ابرز فيها جهود ودور المملكة في دعم القضية الفلسطينية من خلال منظمة اليونسكو. وأوضح الدكتور الشدي ان دعم المملكة شمل الاهتمام بتراث القدس كما موّلت مشروع المحافظة على المخطوطات في المسجد الاقصى من خلال منظمة اليونسكو.
الجلسة الثانية
ثم عقدت الجلسة الثانية للندوة برئاسة عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور احمد بن عمر الزيلعي وقد استهلها الاستاذ المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز الجميح بورقة عمل بعنوان المواقف الشعبية السعودية من قرار تقسيم فلسطين تناول فيها بالتوثيق والتحليل المواقف الشعبية السعودية من القرار والمتمثلة في التبرع المالي والتطوع للجهاد.
وقال ان هذه المواقف الشعبية المتمثلة في التبرع المالي والتطوع للجهاد والمؤازرة المعنوية كانت بدعم وتأييد من الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله مؤكدا على انها آتت ثمارها حيث بلغت التبرعات نحو خمسة ملايين ريال في عام 1947م.
كما القى عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل الدكتور فهمي توفيق مقبل ورقة عمل بعنوان موقف المملكة العربية السعودية من الهجرة اليهودية، استعرض فيها مواقف المملكة الرسمية والشعبية تجاه تطورات القضية الفلسطينية عامة والهجرة اليهودية وتقسيم فلسطين خاصة. وأوضح انه بالرغم من انشغال الملك عبدالعزيز بمعركة توحيد وتأسيس الدولة السعودية الحديثة الا انه حمل في نفس الوقت هموم الشعب الفلسطيني. وابرز الدكتور مقبل وقوف الملك عبدالعزيز بشجاعة في وجه القوى العظمى آنذاك. كما القى عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالقنفذة الدكتور محمود ابراهيم الخطيب ورقة عمل أخرى حول موقف المملكة من الهجرة اليهودية وتقسيم فلسطين مبينا فيها ان المملكة اتخذت مواقف واضحة تجاه هذه الاحداث وعارض بشدة هجرة اليهود الى فلسطين حيث أرسل الملك عبدالعزيز إلى رؤساء الدول صاحبة القرار انذاك لبيان الحق العربي.
الجلسة الثالثة
بعد ذلك عقدت الجلسة الثالثة برئاسة عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عثمان الخراشي . وقد استهلت الجلسة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي من مؤسسة رابطة الشرق والغرب بروتا بورقة عمل بعنوان« رؤية عن القضية الفلسطينية» اكدت فيها على ان المملكة العربية السعودية لم تبتعد يوما عن محنة فلسطين ولم تتأخر عن التفاعل مع قضيتها من عهد الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين. واوضحت ان دارة الملك عبدالعزيز بقيادة الأمير سلمان لم تعقد هذه الندوة لمجرد التذكير بدور المملكة ولكن الى استمرارية دعم المملكة غير المحدود. ثم القى عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور عبدالفتاح حسن ابو علية ورقة عمل موضوعها «الدين والسياسة في موقف الملك فيصل تجاه القضية الفلسطينية والتي ركز فيها على منهج الملك فيصل يرحمه الله تجاه القضية الفلسطينية من حيث شمولية الجانب الديني والواقع السياسي . وابرز اهتمام الملك فيصل في تعامله مع القضية الفلسطينية من خلال واقع العمل والتوجيه ومعالجة جوانب القضية على مستويات محلية واقليمية ودولية وذلك لاثبات الحق العربي والاسلامي في فلسطين وكسب الدعم الدولي لهذا الحق. كما القى ممثل الهيئة العربية العليا لفلسطين في نيويورك عيسى نخلة ورقة عمل تلقي الضوء على جهود الأمير فيصل بن عبدالعزيز في خدمة القضية الفلسطينية بوصفه وزيرا للخارجية ثم ملكا تناول فيها بالتحليل والدراسة مواقف الملك فيصل عندما كان وزيرا للخارجية للدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني واستقلاله وقيام دولته المستقلة مؤكدا مكانة فلسطين المهمة للعالمين العربي والاسلامي وتطرق الباحث الى جولات الأمير فيصل في الدول الاوروبية والامم المتحدة ونشاطاته الدبلوماسية مع صناع القرار .. كما أشاد بدور الملك فيصل في استخدام سلاح البترول في حرب اكتوبر عام 1973 التي انتصرت فيها جيوش مصر وسوريا على اسرائيل. كما قدم غازي احمد الفقيه من ادارة التعليم بالقنفذة بحثا بعنوان« شواهد الموقف السعودي تجاه القضية الفلسطينيه في عهد فيصل بن عبدالعزيز اميراً وملكاً» تناول فيه جهود الملك فيصل يرحمه الله أميرا وملكاً لخدمة القضية الفلسطينية مشيرا الى مواقف الملك فيصل الداعمة والمساندة ليس للشعب الفلسطيني فحسب بل لكل دول المواجهة العربية مع اسرائيل عسكريا وسياسيا وماديا واعتباره ذلك التزاما وواجبا وليس معونة او هبة. وفي ورقة عمل أخرى تحت عنوان« جهود الملك خالد بن عبدالعزيز تجاه القضية الفلسطينية والقدس الشريف اوضح احمد بن زيد الدعجاني من وزارة المعارف جهود الملك خالد يرحمه الله للدفاع عن القضية الفلسطينية ومقدساتها الاسلامية مبينا ان فلسطين عاشت في ضمير الملك خالد منذ اليوم الاول لاعلان قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وحتى لقي رب.
الجلسة الرابعة
ثم عقدت الجلسة الرابعة برئاسة عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور سليمان الرحيلي.وقد استهلها الدكتور عبدالعزيز عبدالغني ابراهيم من مركز زايد للتراث والتاريخ بالامارات العربية المتحدة بورقة عمل عن مواقف فيصل بن عبد العزيز من مشكلة فلسطين «قبس من الوثائق».
بعدها القى عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله سراج منسي بحثا بعنوان «الملك فيصل والقضية الفلسطينية» ابرز فيه جهوده في خدمة القضية الفلسطينية راصدا فيها المسيرة عبر الرحلات والمواقف والخطب والأقوال للملك فيصل رحمه الله.
بعدها القى عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور عبدالحكيم عامر الطحاوي بحثا يلقي الضوء على جهود الملك فيصل رحمه الله لدعم القضية الفلسطينية موضحا معايشته لتطورات القضية ومشاركته في كثير من الاحداث التي واكبتها كمدافع صلب عن الحقوق العربية والاسلامية في فلسطين منذ مشاركته في مؤتمر لندن عام 1939م مرورا بمشاركته في مناقشة القضية الفلسطينية بالامم المتحدة في عام 1947م.
كما قدم عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ابراهيم بن عبدالله السمارى بحثا حول جهود ودور الملك فيصل لدعم وخدمة القضية الفلسطينية مبينا ان الملك فيصل وضع الأسس الثابتة والوسائل الناجعة للتضامن الاسلامى واستثماره لخدمة قضية العرب والمسلمين الاولى قضية فلسطين كما قام بدعم القضية الفلسطينية من خلال منظمات مثل منظمة المؤتمر الاسلامى.
الجلسة الخامسة
كما ترأس الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الجلسة الخامسة وبدأت الجلسة ببحث مقدم من الدكتور عدنان بن محمد الوزان وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعنوان «حقوق الإنسان في فلسطين.. الرؤية السعودية» أكد فيه الباحث على أن بريطانيا وأمريكا تغاضتا عن الحقوق الاقتصادية للإنسان الفلسطيني والتي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث ساندت الدولتان إسرائيل في نزع ملكيات الفلسطينيين واغتصاب منازلهم ومزارعهم، وهو ما تصدى له الملك عبدالعزيز -يرحمه الله - مبكراً، حيث أدرك أن حقوق الفلسطينيين الاقتصادية ستضيع بكثرة الهجرة اليهودية إلى فلسطين وطالب بوقفها وتسوية الموقف بما لا يضر بمصالح العرب.
وأورد الباحث نص رسالة الملك عبدالعزيز إلى الرئيس الأمريكي روزفلت والتي قال فيها عن فلسطين: فهي عربية عرقاً ولساناً وموقعاً وثقافة وليس في ذلك أية شبهة أو غموض، وتاريخ العرب في تلك البلاد مملوء بأحكام العدل والأعمال النافعة. وأوضح الباحث انه من قبيل حفظ الحقوق الاقتصادية للفلسطينيين تجاوز دور المملكة العربية السعودية النطاق الإقليمي وامتد تأثيرها والاهتمام بها إلى آفاق عالمية، فقد أوضح انها إحدى دعامات الموقف في الشرق الأوسط، كما أن ثروتها واحتياطيها البترولي وفائضها المالي جعلها ذات أثر واضح في سوق البترول العالمي بل وفي هيكل النظام الاقتصادي والنقدي العالمي. وأشار إلى أن المملكة لم تبخل بإمكاناتها المادية في خدمة القضية الفلسطينية، فدعمت دول المواجهة وقدمت لها المساعدات الاقتصادية منذ 1967م وحتى بعد حرب 1973م وحتى الوقت الحاضر، كما خصصت المملكة مبالغ طائلة لدعم القوة العسكرية العربية ودعم مشتريات السلاح لدول المواجهة، وأورد الباحث نماذج عديدة حول مواقف الدعم السعودي المادي والعسكري لدول المواجهة. عقب ذلك قدم الدكتور جميل محمود مراد الأستاذ المشارك بمعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية دراسة بعنوان «العروبة والإسلام.. منطلقات المملكة العربية السعودية للاهتمام بقضية فلسطين» أشار فيها إلى أن القيم العربية والإسلامية للملك عبدالعزيز شكلت الفكر السياسي للمملكة ، وترجمت المملكة هذه القيم وبلورت هذا النهج في عملية فريدة لصنع القرار السياسي الخارجي موضحا أن الرؤية العربية الإسلامية انعكست على السياسات الخارجية السعودية في التوجه والمضمون وعلى طروحات السياسة والدبلوماسية، وأوضحت العروبة والإسلام أهم وأبرز المنطلقات التي تؤثر في عملية صنع السياسة الخارجية السعودية.وتطرق الباحث إلى المواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية، فأوضح ان استشعار الملك عبدالعزيز لخصوصية موقع المملكة العربية السعودية وعمق الانتماء له شكل الانطلاق في سعيه لنصرة القضية الفلسطينية، خاصة خصوصية المواقع العقائدية الروحية وخصوصية المواقع الجغرافية التاريخية وما يترتب عليها من التزامات ومسؤوليات.
وأكد الباحث على استمرار أبناء الملك عبدالعزيز في دعم القضية الفلسطينية واعتبرت المملكة نفسها كما أشار الملك فيصل.. « سنداً لكل عربي، وفي خدمة كل عربي، تهدف إلى التعاون والتضامن وإلى الإخاء، معتمدة في ذلك على حسن نيتها وإيمانها بالله سبحانه وتعالى في حسن مقصدها»، وحملت المملكة على عاتقها عبء القضية الفلسطينية واعتبرته إرثاً سعودياً، ودلل الباحث على ذلك بمواقف وتصريحات لملوك المملكة العربية السعودية وقادتها.
وفي بحث للأستاذ عبدالرحيم محمد جاموس مدير عام مكاتب اللجنة الشعبية بالمملكة العربية السعودية حول «اللجان الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين في خدمة القضية الفلسطينية». تطرق الباحث إلى نشأة اللجان الشعبية وتنظيمها وأهدافها، مشيراً إلى أنه بعد وقوع العدوان الإسرائيلي على البلاد العربية في 5 حزيران 1967م وتشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني إلى مخيمات اللاجئين تحت مسمى النازحين، حينها بادرت المملكة العربية السعودية كما هي عادتها على المستوى الرسمي والشعبي إلى تقديم العون والدعم المادي والمعنوي والغوث للشعب الفلسطيني من أجل مساعدته على مواجهة الآثار الناجمة عن الحرب فأصدر الملك فيصل - يرحمه الله- في حينه تعلميات بتشكيل لجنة شعبية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض باسم «اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن»، وقد لاقت حملة التبرعات الشعبية هذه إقبالاً كبيراً من مختلف فئات المجتمع السعودي.
وأضاف الباحث .. «وإدراكا من الملك فيصل لحاجة الجهاد والمقاومة الفلسطينية للدعم والمساندة المستمرين أمر بتشكيل لجان شعبية دائمة لجمع التبرعات من عموم المواطنين والمقيمين بمسمى اللجان الشعبية لمساعدة أسر شهداء وأسرى ومجاهدي فلسطين» كان في مقدمة أهداف اللجنة إيجاد الإطار المنظم والمناسب لتنظيم جمع التبرعات الشعبية وجمع أكبر قدر ممكن من التبرعات لدعم صمود الشعب الفلسطيني وخصوصا لفئة أسر الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين والعمل على ضمان إيصال الدعم إلى مستحقيه وكان من أهم المشاريع والأنشطة التي سعت اللجان الشعبية لإيجادها كمصادر دخل مستمر، مشروع ريال فلسطين، ومشروع سجل الشرف، مشروع الالتزام بنسبة 5% ، مشروع التبرع بنسبة 1% ، مشروع الفتاوي الشرعية، مشاريع حملات التبرع الشعبية.
وأوضح الباحث بالأرقام إيرادات اللجنة الشعبية منذ بدايتها وحتى نهاية تاريخ 1/11/1421ه والتي بلغت «588.869.707.1» ريالاً.
وحول اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس قال الباحث « عند اندلاع انتفاضة القدس يوم 28/9/2000م إثر قيام آرييل شارون وتحت حراسة قوات الأمن الإسرائيلية بتدنيس الحرم القدسي الشريف بزيارته الاستفزازية للحرم وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة سعودية لجمع التبرعات الشعبية لدعم انتفاضة القدس، وتبنت هذه اللجنة عدة مشروعات منها برنامج سلة الغذاء، برنامج مساعدة أسر الشهداء، برنامج مساعدة ذوي الأسرى وتضمنت الجلسة أيضاً بحثا بعنوان الأبعاد الجيوستراتيجية في فكر الملك عبدالعزيز تجاه القضية الفلسطينية قدمه الدكتور محمد بن أحمد عقله المومني رئيس قسم الاجتماعيات بكلية جازان تناول بالدراسة والتحليل فترة حرجة في تاريخ القضية الفلسطينية والتي أدت إلى سلخ فلسطين عن الوطن العربي واحتلال الأراضي العربية. وأوضح الباحث أن الأبعاد الجيوستراتيجية في فكر الملك عبدالعزيز تجاه القضية الفلسطينية تم اختيارها موضوعاً لهذه الدراسة لأهمية الآراء التي طرحها الملك عبدالعزيز من خلال عشرات الرسائل بينه وبين كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية في فترة الثلاثينيات والأربعينات من القرن الماضي ولكون تلك الآراء مازالت حقيقة واقعة ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين. ثم قدم الأستاذ سعود بن محمد الرشود مدير المكتب التنفيذي للجنة دعم انتفاضة فلسطين في منطقة الرياض ورقة عمل عن جهود اللجنة في جمع أكبر قدر من التبرعات لدعم انتفاضة القدس مشيراً إلى أن اللجنة وضعت آلية تهدف للتعريف بأبعاد القضية الفلسطينية وأهمية المسجد الأقصى للمسلمين وإيضاح حجم المعاناة التي يقاسيها إخواننا المسلمون في فلسطين من قبل اليهود وتعويد الناس بكل فئاتهم على استشعار واجبهم في الدفاع عن ثالث الحرمين الشريفين ونصرة الإسلام والمسلمين في فلسطين بالإضافة إلى دعم أبطال الانتفاضة وكفالة أسر الشهداء وسد حاجة الأرامل والأيتام والمعاقين والجرحى في فلسطين فضلاً عن ذلك فإنه تعمل على بناء المساجد والمدارس والمراكز الصحية والتعليمية والمؤسسات المختلفة.
الجلسة السادسة
وشهدت الجلسة السادسة التي رأسها الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذيب - جامعة الملك سعود- عرض أربعة بحوث كان أولها بعنوان «المملكة العربية السعودية وقضية فلسطين في الأمم المتحدة » وألقاه الدكتور فاروق أباظة الأستاذ بجامعة الإسكندرية استعرض فيها جهود المملكة لخدمة القضية الفلسطينية منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مؤكدً أن القضية كانت وما تزال محور اهتمام المملكة وقادتها الذين لم يبخلوا بجهد أو دعم مالي أو سياسي أو معنوي للشعب الفلسطيني.وقدم دراسة تحليلية لمواقف المملكة بالتركيز على تطورات القضية الفلسطينية داخل هيئة الأمم المتحدة مبرزاً ثبات المملكة على دعم الحق العربي والإسلامي في مواجهة مخططات وقوى التآمر المعادية لفلسطين مؤكداً أن هذه المواقف كانت دائما صلبة وصادقة ولم تهتز أبداً أو تلين في جميع الظروف وإزاء كافة التطورات بتشابكاتها الإقليمية والدولية.
ثم قدم الدكتور يوسف بن علي الثقفي - جامعة أم القرى - بحثاً بعنوان « حصافة العقل وبعد النظر في خطاب الملك عبدالعزيز إلى روزفلت عام 1364ه»، تضمن تحليلاً للمعلومات الوثائقية المهمة التي احتواها الخطاب بشأن التطورات التاريخية لفلسطين على مدى ما يقرب من 5500 عام خلال الفترة من عام 3500 قبل الميلاد وحتى عام 1918م مدعمة بالأدلة والبراهين الدامغة التي تؤكد الحقوق الفلسطينية التاريخية في فلسطين وكاشفاً زيف ادعاءات اليهود ومغالطاتهم بشأن تاريخ فلسطين والتي اعتمدت على حجج واهية لا تمت للواقع بصلة.
وأشار الدكتور الثقفي إلى رسالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والتي بعث بها إليه في مارس عام 1945م عندما علم بأن الإدارة الأمريكية بدأت تقف مع الكيان الصهيوني الذي كان يعد العدة في فلسطين آنذاك ضد الحقوق الفلسطينية وانتقد الملك عبدالعزيز المواقف السلبية للإدارة الأمريكية والتي تتراجع عن تأكيدات روزفلت نفسه للملك عبدالعزيز التي تعهد فيها بعدم اتخاذ أي إجراء عدائي تجاه العرب. وأوضح الدكتور الثقفي أنه بدراسة وتحليل مضمون الخطاب يبرز مدى استقراء الملك عبدالعزيز واستشرافه للتطورات نتيجة دعم الحلفاء للكيان الصهيوني وتأثيرات ذلك السلبية المتوقعة على علاقات العرب بالحلفاء كما يظهر تميز الملك عبدالعزيز بالحكمة وبعد النظر وقدرته التحليلية للأحداث التي اكتسبها من خبرته الطويلة وتجربته السياسية التي جعلته شجاعاً في قول الحق.
وكان البحث الثالث في هذه الجلسة يتناول «موقف المملكة من القضية الفلسطينية في إطار الجامعة العربية 1364 - 1367ه وقدمه الدكتور محمد علي حله - جامعة الملك عبدالعزيز- وفيه استعرض الباحث مواقف المملكة خلال عهد الملك عبدالعزيز الداعمة للقضية الفلسطينية حيث أظهر رؤية جلالته التي كانت تستند إلى دعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال تمويل وتسليح الفلسطينيين دون أن تشترك الدول العربية في الحروب داخل فلسطين حتى لا يفتح الباب أمام مجلس الأمن لإصدار قرارات إلزامية ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية خاصة وأن وجود بريطانيا آنذاك في فلسطين كان من شأنه منع الجيوش العربية النظامية من التدخل في فلسطين لأن ذلك معناه الاعتداء على سلطة الانتداب البريطاني ولهذا فإن استخدام قوات من المتطوعين كان الأفضل عملياً ومن شأنه التخلص من هذه العقبة. ومضى الباحث قائلاً إنه انطلاق من قناعة الملك عبدالعزيز هذه أمر ببدء تسجيل المتطوعين السعوديين لمشاركة إخوانهم الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم ضد العدوان الصهيوني كما دعا إلى تقديم التبرع بالمال لإسعاف ودعم المجاهدين وهو ما أثار بعض المشاكل مع الحكومة البريطانية آنذاك.. ويحمل الباحث الحكومة البريطانية نصيباً كبيراً في المسؤولية بشأن الأحداث الدامية التي شهدتها مدن وقرى فلسطينية والانحياز لليهود لضرب الفلسطينيين مما أدى إلى ضياع مدن عربية مثل حيفا ويافا وسقوطهما في أيدي اليهود.
وأشار الباحث إلى أن الملك عبدالعزيز كان ينظر إلى الصراع مع اليهود كونه صراعاً مع حركة صهيونية سياسية استلبت الأرض العربية بلا حق.
وكان آخر الأبحاث التي عرضت خلال هذه الجلسة بحث قدمه الدكتور عايض بن خزام الروقي- جامعة أم القرى- وعنوانه «الملك عبدالعزيز والثوابت في نصرة القضية الفلسطينية- دراسة تاريخية تحليلية»، أكد فيه ثبات مواقف الملك عبدالعزيز تجاه القضية الفلسطينية على كل المستويات وبمختلف الوسائل وقال إنه كان «يقول الحقيقة بلا مواربة أو تورية حتى أن الرئيس الأمريكي روزفلت أعجب بهذا النهج القيادي عند لقائه بالملك عبدالعزيز وقال كلمته المعروفة «فهمت من ابن سعود عن القضية الفلسطينية في ثلاث ساعات ما لم أفهمه من العرب طوال ثلاثين عاماً». وأضاف الباحث أن الملك عبدالعزيز كان حريصاً على مصلحة العرب والمسلمين في فلسطين وكان يتألم لما حل بهم ولا يرضيه أن ترجح كفة اليهود على العرب بدعم مباشر من بريطانيا.. وندد بالصهيونية تنديداً شديداً محذراً من أن توسعهم في فلسطين يهدد كيان العرب ويثير الحروب ويسفك الدماء.
ومضى الباحث قائلاً إن الملك عبدالعزيز كان ذا كياسة سياسية متميزة ولم تحظ قضية من اهتمامه مثلما حظيت قضية فلسطين ولم يتردد في دعم الفلسطينيين عسكرياً ومادياً وسياسياً واختتم بحثه قائلاً إن الشيء المؤكد أن الملك عبدالعزيز لم يكن يتخذ مواقف إعلامية جوفاء لمخاطبة العامة أو نشر الدعاية والضجيج الإعلامي وإنما كانت مواقفه ثابتة تعتمد على الحجة والبرهان والصدق في النهج والتوجه والقصد وهو ما كان عليه ليس في قضية فلسطين وحسب ولكن في كا فة القضايا التي تهم الأمة العربية والإسلامية.
الجلسة السابعة
كما ترأس الجلسة السابعة الدكتور إبراهيم بن محمد أبو عباة رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني وكانت آخر جلسات يوم الأحد اليوم الأول للنشاطات العلمية للندوة وشهدت كلمتين لمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ومعالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير المعارف. وكان الدكتور التركي أول المتحدثين حيث ألقى كلمة بعنوان «رابطة العالم الإسلامي وقضية فلسطين»، أبرز فيها جهود الرابطة في خدمة القضية الفلسطينية موضحاً أن الرابطة تنطلق في موقفها من القضية الفلسطينية من منطلق إسلامي باعتباره المنطلق الذي يحكم توجهها ومواقفها تجاه كافة القضايا الإسلامية وقال إنها تبذل جهودها وتقدم مساعدتها لشعب فلسطين كما تقدمها لغيره من الشعوب والأقليات المسلمة من قاعدة العلاقة الإيمانية التي تمثل ترابط المسلمين فيما بينهم وتحتم عليهم التعاون والتناصر والتكافل. وأوضح الدكتور التركي أن الرابطة سخرت إمكاناتها في كافة المحافل الإسلامية والدولية من أجل إظهار مشروعية الحقوق الفلسطينية، وإبراز وكشف زيف الادعاءات والافتراءات الإسرائيلية بشأن الحقوق والمقدسات الفلسطينية وحث المجتمع الدولي ممثلاً في منظمة الأمم المتحدة والدول ذات القرار على مراعاة العدل وتبني الشرعية الدولية لإقرار الحقوق المشروعة للفلسطينيين ووقف العدوان الإسرائيلي عليهم ورفض الادعادات الإسرائيلية التي يكذّبها التاريخ بشأن يهودية القدس الشريف.
وأوضح الدكتور التركي أن قضية القدس تحظى باهتمام خاص لدى الرابطة باعتبارها مدينة مقدسة عند المسلمين جميعاً ورمزاً دائماً راسخاً في قلوبهم ومشاعرهم لارتباطها بحدث إسراء الرسول صلى الله عليه وسلم حيث صلى مع جميع الرسل والأنبياء بالمسجد الأقصى المبارك وعُرج به منه إلى السماء مؤكداً أن المسلمين لا يمكن أن يفرطوا في القدس الشريف أو الأقصى المبارك وأنهم لن يتوانوا عن العمل على تحريرها لتكون عاصمة لدولة فلسطين المستقلة.
واستعرض الدكتور التركي جهود الرابطة واتصالاتها ورسائلها التي بعث بها إلى العديد من صناع القرار في الساحة الدولية مثل الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش والكونجرس الأمريكي والمنظمات والمحافل الدولية لتأكيد عروبة وإسلامية القدس وحثهم على رفض الادعاءات والافتراءات الإسرائيلية التي لا تقوم على سند أو دليل تاريخي أو قانوني كما استعرض جهود الرابطة ومساعيها عبر مختلف الوسائل والمحافل الإسلامية والدولية من أجل إظهار مخاطر الانحياز للمفتريات والمزاعم الإسرائيلية وكذلك تجاه خطر امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية ضد الأمن والاستقرار في المنطقة والتحذير من أطماعها ومخططاتها للسيطرة على المياه العربية ومخاطر التطرف اليهودي ضد الفلسطينيين.
ثم ألقى معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير المعارف كلمة بعنوان «تعليمنا وقضية فلسطين أكد فيها المكانة الثابتة في قلب أبناء المملكة بحكم الارتباط الوثيق بين المسجدين - المسجد الحرام والمسجد الأقصى - وبحكم التربية الإسلامية لأبناء المملكة واستشهد بأقوال قادتها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وأبناؤه البررة من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد - يرحمهم الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - والتي أكدت وقوف المملكة بكل ما تملك من أنفس ومال دافاعاً عن فلسطين والمقدسات الإسلامية فيها وتحريرها من الاحتلال الصهيوني.كما أكد معالي وزير المعارف في كلمته حرص المملكة منذ وقت مبكر على التنبيه إلى خطورة الموقف في فلسطين وما يمكن أن تمثله مأساتها إن نحن تركنا فيها الحبل على الغارب للصهيونية تفعل فعلتها.
وقال إنه لا غرابة إذن إذا كانت تلك مواقف المملكة وقادتها من قضية فلسطين وأن يكون خط التربية في المملكة منسجماً مع فكر قيادتها وأن تأتي سياسة التعليم وأهدافه ومناهجه تسير في نفس المسار.
واستعرض الدكتور الرشيد الأهداف التربوية التي يسعى إليها التعليم في المملكةوالغايات التي تريد المناهج أن تغرسها في قلب وعقل المواطن السعودي منذ المراحل الأولى للتعليم والتي تنمي في الأساس مبادئ العقيدة الإسلامية وترسخها لدى النشء والشباب ودعم التضامن الإسلامي وإيقاظ روح الجهاد الإسلامي لمقاومة أعداء الأمة وإبراز القضايا الإسلامية والعربية مع التركيز على قضية العرب والمسلمين الأولى - فلسطين.
وأبرز معاليه اهتمام مناهج التعليم بالمملكة في جميع المراحل بفلسطين تاريخياً وجغرافياً وواقعاً مشيراً إلى التركيز على مواقف المملكة الداعمة لفلسطين وأقوال قادتها التي تناصر الشعب الفلسطيني ضد الهجمة الصهيونية وإيضاح دور القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي كأحد أبطال الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين حيث قاد المسلمين لفتح مدينة القدس وطرد الصليبيين منها لغرس قيمة الجهاد الإسلامي في نفوس أبنائنا وحمل هذا الجيل على ألا يستسلم لما يردده الأعداء بشأن فلسطين والمقدسات.
وأشار إلى مظاهر عديدة من احتفاء التعليم السعودي بفلسطين وإبقائها حية في قلوب الأجيال ودعم ومؤازرة الشعب الفلسطيني حتى ينال حريته واستقلاله.
|
|
|
|
|