|
| المجتمـع
حوار : رياض العسافي
نصح استشاري طب وجراحة العيون في مستشفى قوى الامن بالرياض الدكتور ناصر اليوسف اولياء امور الاطفال بملاحظة اطفالهم منذ الولادة خاصة في حالة وجود حالات من الحول في العائلة او حالة الولادة المبكرة ويرى د. اليوسف ان الام هي افضل من يمكن ان يلاحظ ادق التغيرات.. د. ناصر اليوسف حل ضيفا على الجزيرة من خلال السطور التالية...
حول شللي وغير شللي
* هناك قول شائع: إن الحول في العام الاول من عمر الطفل ظاهرة طبيعية ثم يزول تلقائيا بعد فترة او في سن 7-8 سنوات.. ما رأيكم وتعليقكم على هذا القول؟
هذا القول غير صحيح والصحيح هو ان السبع سنوات الاولى من العمر هي التي يتم فيها التطور الطبيعي للنظر وقوة الابصار والذي يتضمن النمو العصبي الخاص بالرؤية فيمكن للطفل الطبيعي الحديثة الولادة ان يرى ما حوله ولكن وضوح هذه الرؤية يكون اقل من الطبيعي ثم تزيد قوة الابصار تدريجياً خاصة في العامين الاولين من العمر ويتزامن مع هذا التطور باكتمال الاتصالات العصبية والحسية التي تمكن الطفل من التركيز بعينيه معا بصورة طبيعية ويحدث هذا في نهاية الشهر الرابع من عمر المولود فيتم استخدام العينين معا لرؤية ومتابعة الاشياء، ولذا فان وجود حول او عدم اتزان في التركيز بالعينين معا في هذه الاشهر الاولى لفترات يعتبر طبيعيا مالم يكن هذا الحول ثابتا في احدى العينين او يتم ملاحظة اي خلل عضوي في العين نفسها.
* ما تعريفكم للحول؟
الحول هو انحراف في احدى العينين عن الوضع الطبيعي عند النظر الى جسم معين وهناك بعض حالات من الحول غير الظاهر حيث يتمكن المريض من التحكم في استخدام العينين معا دون انحراف ولكن الحول يظهر بعد ذلك بالفحص المختص في العيادة.
* ما اسبابه؟
هناك نوعان رئيسيان للحول النوع الاول هو حول شللي Paralytic وينتج عن ضمور في احدى عضلات العين بسبب خلل او باصابة للعصب الذي يغذي تلك العضلة ولذا فان هذا الحول يظهر بشكل واضح وكبير في اتجاه حركة تلك العضلة لعدم قدرتها على تحريك العين المصابة.
النوع الثاني وهو الاكثر شيوعا Paralytic Non وهنا يظهر الحول ابتداء بنفس الدرجة في اتجاهات العين المختلفة ومن اسبابه وجود ما يمنع الرؤية في العين بسبب مياه بيضاء خلقية او ما شابه ذلك او عدم وضوح الرؤية بعد انعكاس الضوء عن الجسم ووقوعه على الشبكية بسبب قصور في قوة الابصار كما وجد انه اكثر حدوثا في الاطفال الذين ولدوا مبكرا.
حول وحشي وانسي
* ما انواعه؟
سوف نركز هنا على انواع الحول الثاني ويمكن فهم ذلك اكثر بعد معرفة ان العين الطبيعية تتصل بها عضلات لتحريكها يمينا ويسارا وكذلك الى الاعلى والاسفل ويتم ارسال اشارات عصبية للعضلات التي تقوم بتحريك العينين معا في اتجاه واحد وبشكل متجانس وبناء على ذلك، فان الحول يترتب على اتجاه انحراف العين اما للداخل او الخارج )حول وحشي/ انسي( وهناك ايضا انحراف العين الى الاعلى او الاسفل وهذا يكون اكثر تعقيدا واقل حدوثا.
* اعراضه؟
قد يظهر الحول او الانحراف بشكل واضح منذ البداية وقد لا يظهر الا في حالات التعب والارهاق خاصة في نهاية اليوم ويحدث هذا في الحول الخارجي، اما بالنسبة للحول الداخلي غير الخلقي فيبدأ بالظهور احيانا عند ما يركز الطفل على جسم قريب.
لتعسر الولادة تأثير
* كيف يتم تشخيص الحول؟
يتم تشخيص الحول اولا باخذ معلومات وافية من والدي الطفل وذلك لانهما يلاحظان الطفل معظم الوقت في جميع احواله وهنا من الضروري جدا اخذ التاريخ المرضي كاملا في مرحلة الحمل ثم الولادة )مبكرة او في وقتها( وطريقة الولادة سهلة ام متعسرة علما بان تعسر الولادة يؤثر احيانا على الاعصاب المختلفة ثم عمر الطفل عند ظهور الحول للمرة الاولى واتجاه الحول داخلي او خارجي، وهل هو ثابت في احدى العينين ام يتم انتقاله من عين لاخرى وكذلك هل يلاحظ كل الوقت او بعضه واخيرا ينبغي ايضا معرفة الصحة العامة للطفل وكذلك السؤال عند وجود حول او ضعف في قوة الابصار لدى احد افراد العائلة او الاخوة.
بعد ذلك يتم فحص المريض بمراقبته اولا ثم محاولة الوصول الى نتيجة لقوة الابصار بناء على عمر الطفل بطرق مختلفة منها ملاحظة قدرته على التركيز على جسم معين وعادة ما تكون لعبة سليمة ولافتة لنظر الطفل بكل من العينين على حدة ثم بالعينين معا ويمكن الحصول على قياس اكثر دقة في الاطفال الذين تجاوز عمرهم ثلاث سنوات عن طريق اللوحات الخاصة بكشف النظر والتي تعتمد على استخدام الصور واحيانا يتم ايضا باعطاء نسخة من هذه الصور المختلفة ليتعلمها الطفل مع والدته في المنزل مما يسهل كثيرا الوصول الى كشف اكثر دقة.
بعد ذلك يتم قياس درجة الحول بطرق مختصة يصعب الخوض فيها وكذلك فحص العضلات بتحريك العينين عن طريق متابعة لعبة صغيرة في جميع الاتجاهات الرئيسية وهنا ينبغي ان نذكر ان الحول ينبغي قياسه عند التركيز على جسم قريب ثم جسم بعيد ويتم اولا فحص الجزء الامامي من العين للتأكد من سلامته خاصة البؤبؤ والعدسة يلي ذلك وضع قطرات معينة لتوسيع حدقة العين حيث يتم باكتشاف وقياس اي قصور في قوة الابصار ثم استكمال الفحص برؤية الشبكية والعصب البصري.
العلاج باستخدام النظارات
* وهل له علاج؟
يعتمد علاج الحول على نوعه وعلى وجود اي خلل آخر مثل القصور في الابصار ولكن في جميع الاحوال يكون الهدف من العلاج هو توفير كافة السبل الممكنة التي تمكن الطفل من استخدام عينيه معا لاستقبال نفس الصورة ومن ثم تحويلها الى الدماغ بشكل واضح وطبيعي باسرع ما يمكن وذلك منعا لحدوث ما يسمى بالكسل البصري في احدى العينين حيث يعتمد الطفل على احدى عينيه فقط لاستقبال الصورة مما يسب اهمال العين الاخرى ونظرا لان التطور العصبي يحدث في السنوات السبع الاولى من عمر الطفل فان هذا الاهمال يصبح دائما ان لم يكتشف ويتم علاجه في المرحلة الاولى من عمر الطفل.
وينبغي ان اوضح هنا ان بعض انواع الحول يتم علاجها جراحيا حين اكتشافها في سن مبكرة مثل الحول الداخلي الخلقي وهناك انواع من الحول تعالج اولا باستخدام النظارات المناسبة واحيانا الاثنين معا.
ملاحظة الاطفال منذ الولادة
* هل من نصيحة توجهونها لاولياء امور الاطفال بهذا الخصوص؟
ننصح اولياء امور الاطفال بملاحظة اطفالهم منذ الولادة خاصة في حالة وجود حالات من الحول في العائلة او في حالة الولادة المبكرة والام هي افضل من يمكن ان يلاحظ ادق التغيرات وهنا يجدر بنا ان نذكر ان المولود الحديث يمكنه ان يرى الضوء اولا ثم يبدأ بتمييز وجه الام ومتابعته وبالنسبة للاطفال حديثي الولادة والذين يتعرضون للاكسجين في الحضانة فيتم متابعتهم بعيادة العيون لفحص الشبكية.
وعند ملاحظة الحول بابتداء من الشهر السادس بعد الولادة ينبغي الذهاب الى طبيب العيون لإجراء الفحص اللازم.
واخيرا بالنسبة لانواع الحول التي تظهر في عمر لاحق ملاحظته للمرة الاولى وان كان بشكل غير دائم فيجب ايضا عرض المريض على الطبيب المختص وهناك ملاحظة مفيدة وهي ان بعض الاطفال الذين لديهم حول خارجي غير دائم تبدأ الاعراض عندهم باغلاق إحدى العينين في ضوء الشمس.
وعند اصابة احد الاطفال بحول داخلي ثم علاجه بالنظارات ، ويكون من المفيد هنا اجراء كشف مبكر على اخوانه الذين يولدون لاحقا لاكتشاف تصور الابصار خاصة بعد النظر الشديد وتصحيح ذلك بالنظارات المناسبة منذ عمر مبكر قبل حدوث الحول المتوقع.
وفي النهاية ينبغي لاولياء الامور التعاون مع الطبيب خلال مراحل العلاج المختلفة التي قد تستدعي استعمال النظارة بشكل دائم او علاج الكسل البصري بتغطية العين القوية النظر عدة ساعات معينة في اليوم وان كان ذلك العلاج يبدو صعبا وشاقا في البداية ولكن بالتعامل اللطيف مع الاطفال وحثهم يمكن ان نصل معا الى العلاج الامثل ونضمن سلامة العينين وبالتالي المستقبل الافضل لهؤلاء الاطفال وحمايتهم من اي ضرر نفسي قد يعود عليهم بسبب الحول.
|
|
|
|
|
