| مقـالات
* قبس :
))ليس ثمة شتاء بلا ثلج، ولا ربيع بلا شمس، ولا فرح دون أن يشاطر((
حكمة عالمية
***
ما الذي يمنعك أن تفرح الآخرين؟
ربما صدمتك بهذا السؤال ولكنك لن تخرج أبداً من دائرة أن تفرح للآخرين أو أن ترغب في أن يفرحوا معك.
لابد أن يمر بك في حياتك حدث ما تحتاج فيه أن يفرح معك الآخرون.
الاعتقاد السائد أن الفرح أسهل من الحزن في عملية المشاركة ومن هنا كنا نردد «اضحك يضحك لك العالم ابك تبقى وحيداً»
من وجهة نظري انه يمكن أن تكون وحيداً في الحالتين ومحاطاً بالأحبة في الحالتين أيضاً... ذلك يتوقف عليك بما تحمل من روح محبة على الآخرين بما يحملون لك من مشاعر.
قضية أن تشارك الآخرين في أحزانهم وأفراحهم ليست هي كما يظهر لنا من حضور مناسبات الأفراح مثلاً أو المشاركة في الأحزان في الحضور في وقت العزاء بضع دقائق....
المشاركة العميقة نوع من الاحساس يصل للآخر بصدق إذا ما كنا صادقين في مشاعرنا. والصدق عادة لا يحتاج إلى اثبات ودلائل تكفي تعابيره ومؤشراته.
لذلك يبدو من المؤسف ان تكتشف في حال الفرح مثلا بعض الأقنعة التي تجعلك تضاريسها تتعثر في احساسك بالفرح.
أعود لطرح السؤال السابق ما الذي يمنعك أن تشعر الآخر انك سعيد لأجله ومشاركاً له فرحته؟ ما الذي تستفيده إذا ما اطفيت نور بهجته؟
وأي هدف تحققه إذا ما أعطيته خنجراً في اللحظة التي كان ينتظر منك وردة؟
هل هي الغيرة مثلا من فرحته؟ أم الشعور المريض الداخلي لديك بأنه لا يستحق هذا الفرح؟ أم هو احساسك بأنه يقصد اغاظتك بفرحه؟
ربما تجد أكثر من سبب وهي جميعاً أسباب وهمية لأن الذي يتملكه الفرح لا يعيش مشاعر سلبية تفسد عليه فرحته سواء باغاظة الآخرين أو الاهتمام بإيذائهم.
بقي أنت وما يعتمل داخل نفسك من مشاعر مريضة بالتأكيد هي رواسب لفترات معينة من حياتك عانيت ولم تذق معنى الفرح لذلك تعتبر كل من يذوق الفرح قد سرق نصيبك منه.
أفراحنا وأحزاننا نصيبنا في الحياة والله لا يحابي في القسمة لأنه أعدل العادلين فلا يأخذ إنسان نصيب آخر من الفرح أو الحزن.. من النجاح أو الفشل..
الفرح لا يولد وحيداً إنما هو توأم للمشاركة وهو احساس جميل بالآخر بالاحتياج له، ولذلك حين نفرح نتذكر الأحبة الذين يحتضنون في عيوننا بريق الفرح وومض الحياة.
|
|
|
|
|