| مقـالات
نحن المسلمين نجل العلماء ونعطيهم التقدير الذي يستحقونه، فلا خير في أمة لا تحترم العلماء، ولا تضعهم في الموقع اللائق بهم.
والمجتمع الذي لا علماء فيه يتحول إلى مجتمع من الفساد والإفساد، ويتسيد فيه من لا علم لهم، وتعلو أصوات من لا يرعوون كالطبل الفارغ إذا ضربته علا صوته.
الدين هو صمام الأمان للأمة الإسلامية والعربية فإذا حيّد الدين عن قضايا الأمة انزلقت إلى الهاوية.
ينبغي أن يكون علماء المسلمين موجودين في مفاصل الحياة، والذين يرون فصل الدين عن الحياة أو عن السياسة - إن شئت - هم دعاة لدعوات سقطت مع سقوط رموزها.
من الذي يجيز لكاتب أن يفتي في قضايا المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحب والمراهقة وينكر على العلماء أن يكون لهم رأي في هذه القضايا.
أليس في هذا ضيق بالرأي والرأي الآخر؟
أم أنهم يقولون ما لا يفعلون!
يحلون ويجيزون لأنفسهم الكتابة في كل شيء حتى شؤون المطبخ والمرأة ويرفضون أن يقول العلماء رأيهم في الاقتصاد والسياسة وقضايا أمتهم..
هل يرون في أنفسهم علماً يفوق فهم العلماء الأجلاء.
أم أنهم امتهنوا مهنة الاستاذية بلا منازع؟!!
إن دور العلماء مطلوب وملح وهم في قطاع المصارف والبنوك وجميع مناحي الحياة ليطمئن الناس الحريصون على الحلال في تصريف أحوالهم، أما من ران على قلوبهم فهم أحرار والله كفيل بهم وبنا.
ينبغي علينا التأدب في حوارنا مع العلماء وألا نخرج عن طورنا، فالقرآن الكريم قد ألزمنا بذلك.
قال الله تعالى: «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..» الآية.
وقال الله تعالى: «إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ».
وقال الله تعالى في سورة آل عمران: «هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذّكر إلا أولو الألباب..»)الآية 7(.
وهذا ما بيّنه سبحانه لنا في كتابه العزيز حتى يتعلم ويفقه منه كل من )ألقى السمع وهو شهيد(.. الآية..
فالعلماء لا يتكبرون ولا يزعمون ولا ينطقون إلا بحق الله وكلماته التي لا تبلى أبداً بل تتجدد دوماً بمرور الأيام ولا تنتهي معجزاتها..
وعلى هذا فإن القرآن الكريم بيّن لنا فضل العلماء ورفع من منزلتهم وفي هذه الحالة فإن مناقشتهم يجب ألا تخرج عما علمنا الله سبحانه لنا وحدده في كتابه الكريم.
إن وصف رأي العلماء في أي شأن من شؤون الحياة ينبغي أن يرتقي إلى المستوى الإنساني والأخلاقي والعلمي فلا يصح أبدا الاستهانة بالعلماء إلى درجة أن يوصف رأي عالم من العلماء بحكاية الزواج والطلاق والتحليل..
كما ان لجوء العلماء إلى وسائل الاتصال الحديثة مطلب في غاية الأهمية، وهو محسوب لعلمائنا الأجلاء لا محسوب عليهم.
من قال إن لجوء العلماء إلى الإنترنت لإيصال الدعوة وإيجاد الحلول لقضايا المجتمع مأخذ عليهم..؟
إن من يضيق بالعلماء هو في الواقع يضيق على نفسه يدري أو لا يدري!
إن هناك ممثلين وممثلات وكتابا من الدرجة الثالثة ممن امتهنوا ساقط الكلم لهم أبواب ثابتة على الإنترنت..
فما الذي يمنع أن يكون للعلماء مثل هذه الأبواب التي هي خير للأمة وللإنسانية؟!
إن حرية التعبير مفصل مهم ولا وصاية لأحد على أحد.. ولكن هذا لا يجرنا إلى الوقوع في المزالق بدعاوي حرية التعبير والمواقف المسبقة المؤسسة على تراكم من المواقف غير النظيفة أن من يتصدى لهموم الأمة وهو يعيش كماً من الأخطاء النفسية والاجتماعية حتماً سوف تكون آراؤه نتاجاً لهذه الأخطاء.
اسأل الله لنا جميعاً التوفيق في القول وحسن العمل والله المستعان.
|
|
|
|
|