| مقـالات
في الأسبوع الماضي نشرت الصحف المحلية ثلاثة أخبار تتعلق بشؤون المرأة السعودية على مستوى المنجز الحضاري، والأخبار على ما يبدو للوهلة الأولى غير مترابطة، ولا تتبع جهة واحدة ولكنها بالتأكيد تملك خيطا فضيا فائق الروعة ينتظمها، ليشير بثبات وتصميم باتجاه المواقع التي باتت تشغلها المرأة لدينا، تلك المرأة التي نرى كل عام في بند مصروفات التعليم نطاقاً كبيراً يخصها، وفي أحيان أخرى يعترينا الإحباط والحزن لشحوب المشهد وسوداويته.
لكن تلك الأخبار التي حملتها الصحف كانت كالطيور البيضاء التي تحمل بشارات اليابسة لمركب المرأة التي عانت الكثير من الأهوال والأعاصير وغيلان البحار...!!
الخبر الأول هو الطلب الذي قدمه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، بمناسبة الاحتفال بمرور خمسة وعشرين عاما على تأسيس نادي مكة المكرمة الأدبي، حيث طالب سموه بتأسيس ناد أدبي خاص بالمرأة على غرار النادي الخاص بالرجال، وذلك الطلب الذي تعبت ألسنتنا في رفعه وأدميت أقلامنا في الكتابة عنه، إلى ان أتى مطلب سموه وأيقظ الأمل.
الخبر الثاني هو زيارة د. )ثريا عبيد( الى موطنها الأول محملة بجميع الانجازات التي حققتها في المحافل الدولية، وحيث يذكر اسمها لابد ان يذكر اسم المرأة السعودية العاملة الفاعلة في المجالات الانسانية والشؤون التي تخص المرأة والطفل، حيث تشغل د. عبيد منصباً دولياً رفيع المستوى وصلته لأنها تستحقه أولاً، ولأنها لقت دعما لا محدوداً من صناع القرار لدينا الذين آمنوا بالمرأة كطاقة فاعلة لها القدرة على الإنتاج والتغيير الى الأفضل.
الخبر الثالث هو جاء من ضمن التوصيات التي انتهى إليها مؤتمر الرئاسة العامة لتعليم البنات الأخير الخاص بنقل المعلمات، وهذه التوصية التي جاءت ضمن توصيات متعددة عن ضرورة منح المرأة العاملة اجازة أمومة عامين بعد اجازة الأمومة للعناية بالمولود، والجميل هنا أن الرئاسة هنا قد التفتت إلى هذا الأمر وطبقت فيه النص الشرعي بقوله تعالى: )وفصاله في عامين( أي تمام السنتين الأوليين التي يكون فيها المولود في قمة الحاجة إلى أمه، وتأتي أهمية الالتفات إلى هذه النقطة لأن جهات العمل لا يمكن ان تتوقع انتاجية متفوقة من موظفيها، ما لم تراع تلك الجهات الحاجات البيولوجية والنفسية للموظف ولا أعتقد ان هناك حاجة أو غريزة أكثر قوة وجموحاً من الأمومة..!! ولقد استطاعت المرأة في العالم كله أن تلفت الانتباه إلى هذه القضية وبالتالي استطاعت أن تحصل على اجازة ملائمة للاعتناء بطفلها ومن ثم مواصلة دورها كفرد منتج في القوى العاملة إن طاب لها ذلك، لذا فالالتفات إلى هذه النقطة على المستوى المحلي بات حاجة ملحة تدخل في نطاق الاعتناء بالمرأة كعاملة وكأم في الوقت نفسه.
ألا ترون بأنها أخبار متناثرة مشتتة لكنها بالتأكيد... ومضات وقناديل يحتفل بها الدرب الطويل.
ردود:
الأخت مريم.. أكيد إنها مرارة طالت الكثيرين منا ولكن صبر جميل والله المستعان.
e-mail:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|