| العالم اليوم
ندوة المملكة العربية السعودية وفلسطين التي انطلقت فعالياتها مساء السبت، تعد ضرورة ثقافية وعلمية وتاريخية وملحة وبالذات في الوقت الحاضر. ليس فقط لأن القضية الفلسطينية تواجه منعطفاً تاريخياً حاسماً، فالمحاولات المستميتة للعدو الاسرائيلي للقضاء على الانتفاضة الفلسطينية لا تستهدف فقط اسكات الصوت الفلسطيني وقمع الفلسطينيين ومنعهم من انتزاع حقوقهم الشرعية فحسب، بل ايضاً الاعمال الحربية والأسلوب الذي تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ وصول آرييل شارون أصبحت أكثر وضوحاً في اظهار النوايا الاسرائيلية التي تستهدف القضاء تماماً على القضية الفلسطينية، وإطفاء الحلم الفلسطيني المتمثل في اقامة الوطن الفلسطيني، واسترجاع القدس حاضرة وعاصمة للوطن.. فالاسرائيليون ببساطة يعملون على حرمان الفلسطيني من تحقيق حلمه بأن يكون له وطن.. ولهذا فإن قوات شارون تدخل وتخرج من الأرض التي حلم الفلسطينيون بأنها ستكون نواة الوطن.. وبين دخول وخروج القوات الاسرائيلية يتم تدمير المباني وتجريف المزروعات وطمر البيارات.. وقتل الشباب.
سياسة حرق الزرع وقطع النسل.. بهذا الاسلوب الشرير يعمل الاسرائيليون على قتل الحلم الفلسطيني.. ولذا يجب استعادة ما يقوم به الاشقاء من جهود والعودة الى بدايات هذا العمل لإشعال جذوة الكفاح الفلسطيني ليظل الحلم متواصلا ويصبح عملاً يستحق الاشادة والحديث عنه، بل والمشاركة من جميع المفكرين والمؤرخين والباحثين، واقتران هذه الندوة الفكرية التاريخية، بالأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي يحلو للفلسطينيين المقيمين في المملكة تسميته بأمير الفلسطينيين، «هذه التسمية سمعتها في غزة وفي مخيمات رفح وخان يونس من اكثر من فلسطيني عاشوا في المملكة»..
اقول اقتران هذه الندوة بالأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي ترجم بأمانة وصدق وصايا الملك عبدالعزيز رحمه الله وتوجيهات الملك فهد بن عبدالعزيز وشقيقه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سلطان بن عبدالعزيز، هذا الاقتران يعطي الندوة بعداً فكرياً ويزيد العلاقة السعودية الفلسطينية حميمية اكثر. إلا أن الذي لاحظته وربما غيري كثيرون ومن خلال استعراض اسماء مقدمي البحوث وأوراق العمل، أن اغلبهم من الباحثين والمفكرين السعوديين والعرب المقيمين في المملكة سوى قلة من الاخوة العرب من خارج المملكة.
وأن أوراق العمل رغم احتوائها على معلومات مهمة وما سوف تحققه من توثيق لمراحل واحداث جداً هامة ، إلا ان الحديث عن افعال المملكة العربية السعودية من قبل رجال الفكر والبحث السعوديين يجعل الأمر محصوراً داخل المملكة ولا يصل لخارجها خاصة في ظل القصور في نقل الفكر السعودي، مثلما تعاني الاعمال الادبية والفكرية السعودية ومثلما يعاني الجهد السعودي والاسهامات الكبيرة التي تقدمها المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعباً لدعم القضية الفلسطينية منذ عام 1948م وحتى اليوم.
وللتدليل على ما اقول كنت ولا أزال أتبادل المحادثات والنقاشات مع زملاء صحفيين وكتاب فلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية عبر الإنترنت، وقد اكتشفت من خلال المحادثات والنقاشات أنهم وهم الذين يعملون في الاعلام والكلمة لا يعرفون عن جهود المملكة، حتى علاج جرحى الانتفاضة لايعرفون عنه، والقلة منهم يعلمون بعض ما قدمته لجنة دعم الانتفاضة من مساعدات مالية لأسر الشهداء ومساعدة الجرحى، ومع أننا من خلال انترنت الجزيرة وبعض الزملاء الصحفيين الفلسطينيين المقيمين في المملكة نرسل لزملائنا في غزة والضفة الأخبار والمعلومات، إلا أن هذا الجهد يظل ذا تأثير محدود ولا يؤدي الغرض، ولذا فاني أتخوف من ان تظل أبحاث وأوراق عمل ندوة المملكة العربية السعودية وفلسطين ذات تأثيرات محدودة خارج المملكة وبالذات داخل فلسطين حيث يتعطش المثقفون والشباب الفلسطيني لمعرفة الداعمين الحقيقيين لهم وليس المزايدين الذين يستغلون القضية الفلسطينية لمآربهم الخاصة.
كيف تصل أبحاث وأوراق عمل ونتائج ندوة المملكة العربية السعودية وفلسطين الى داخل الأرض المحتلة بشطريها عام 1948 وعام 1967 ليتعرف الفلسطينيون على ما طرح فيها وتوصل إليه المشاركون فيها.. مهمة يجب ان يهتم بها المشرفون على هذه الندوة الهامة ويبذلوا جهوداً لإيصال ابحاثها ونتائجها للذين يهمهم امر كل ما يتعلق بفلسطين وأعني الشعب الفلسطيني، داخل الأرض المحتلة الذين يعيشون تحت نير الاحتلال.
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|