|
| الطبية
الالتهاب الكبدي الفيروسي واحد من أكثر الأمراض المعدية انتشاراً في العالم وهناك أنواع معروفة من الفيروسات تسبب التهاب الكبد الفيروسي وهي «أ»، «ب»، «ج»، «د»، «ه»، «و» وفي السنوات القليلة القادمة نتوقع ان تضاف لهذه القائمة فيروسات أخرى تسبب التهاب الكبد.
التهاب الكبد الوبائي الفيروسي «أ»
Hepatitis )A(
تاريخه
تم اكتشاف فيروس التهاب الكبد الوبائي «أ» عام 1973م وكانت التجارب على هذا الفيروس تجرى على الحيوانات منذ عام 1969م قبل التعرف على هذا الميكروب البالغ من الحجم 27 جزءاً من المليون من المليمتر «27nm».
كيفية الإصابة
تتم الإصابة عن طريق الأكل والشرب الملوثين بهذا الفيروس من شخص مصاب به، ويكثر تواجده في بعض أنواع المحار البحري المأكول وخاصة عند عدم طبخه جيداً.
وهنا تكمن أهمية النظافة في الأكل وعدم استخدام مياه غير نظيفة معقمة وخاصة في أوقات السفر إلى البلدان الفقيرة التي ينتشر فيها هذا الفيروس.
فترة الحضانة لهذا الفيروس تتراوح ما بين 15 50 يوماً، هذه الفترة هي الوقت المستغرق بعد الإصابة وبداية ظهور الأعراض ومتوسطها شهر تقريباً.
يتم تدمير الفيروس عند تعرضه لحرارة «100» درجة مئوية لمدة عشرين دقيقة ولديه القدرة على تحمل حرارة «60» درجة مئوية لمدة ساعة. ويمكن قتله في ماء الشرب بإضافة الكلورين للماء أو غليه جيداً قبل الاستعمال الآدمي.
أعراضه
هذا الفيروس يصيب الأطفال بشكل خاص ونسبة قليلة من الكبار، والإصابة عند الأطفال كثيراً ما تكون بدون أعراض واضحة، وإنما قد يصابون بأعراض مشابهة لأعراض الانفلونزا والتي عادة ما تزول بسرعة وقليل جداً من هؤلاء تظهر عليهم أعراض واضحة تفيد بالإصابة بالتهاب كبدي مثل ما يحصل لدى الكبار، حيث ان اكثر الأعراض شيوعاً لديهم اليرقان «الصفار» وآلام في الجزء الأيمن من البطن وارتفاع في الحرارة ونقصان في الشهية وفتور عام، يستمر ذلك عدة أيام إلى عدة أسابيع ما تلبث ان تزول هذه الأعراض تلقائياً وبدون علاج «في هذه الفترة على المريض أخذ قسط من الراحة والاكثار من شرب السوائل». يأخذ هذا المرض طبيعة التهاب كبدي حاد وخاطف يؤدي إلى تدمير جميع خلايا الكبد عند أقل من «1» من الألف من المرضى، لذا يصاب الشخص بفشل كبدي حاد ربما يودي بحياته وفي بعض الأحيان يتطلب ذلك زراعة كبد لانقاذ حياته.
ماذا يحدث للشخص المصاب بفيروس «أ»؟
بعد الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي «أ» وخلال وقت الأعراض تكون انزيمات الكبد «AST وALT» مرتفعة وربما يصل مستواها إلى عدة آلاف، وأما المادة الصفراء «Bilirubin» فربما تكون مرتفعة في الدم، هذه التغيرات ما تلبث ان تبدأ بعد الارتفاع المضطرد بالنزول، وعادة خلال فترة شهرين إلى ثلاثة أشهر من الإصابة ترجع جميع انزيمات الكبد والصفراء إلى المعدل الطبيعي ويشفى المريض تماماً.
'التشخيص
التشخيص يكون بفحص الدم عن وجود المستضدات المناعية «Hepatitis A lgM» والتي تدل على ان الإصابة كانت حديثة، بعد ذلك تظهر المستضدات المناعية للفيروس طويلة المدى «Hepatitis A lgG» التي تدل على وجود مناعة دائمة تمنع الإصابة مرة أخرى بهذا الفيروس.
الإصابة بهذا الفيروس لا تتحول إلى إصابة مزمنة فليس له طور مزمن، ولذلك لا يمكن لهذا المرض ان يسبب التليف ومضاعفاته لدى الشخص المصاب على المدى الطويل.
نصائح للمريض المصاب بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي «أ»
إذا ظهرت الأعراض على الشخص المصاب فإنه عادة ما يكون متعباً وفاقداً للشهية ولديه ارتفاع في درجة الحرارة وألم في الجزء العلوي من البطن لذا يستحسن اخذ قسط من الراحة ومن الممكن اخذ بعض المسكنات مثل البنادول «Paracetamol» قرص إلى قرصين كل ست إلى ثماني ساعات وبدون مخاوف على الكبد، وذلك لتخفيف الحرارة وتسكين الألم، أما فيما يتعلق بقلة الشهية، فيستطيع الشخص تناول أي شيء يشتهيه دون اي تحفظات، ويستحسن الاكثار من السوائل والفاكهة الطازجة بعد غسلها جيداً.
ومن الأهمية بمكان ان يتخذ المريض الاحتياطات اللازمة لمنع إصابة الآخر وخاصة من هم حوله، وذلك بعدم مشاركتهم في الأكل والشرب، وكذلك في أغراضه الشخصية، كما يجب عليه الاهتمام بالنظافة وغسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات يومياً، وخاصة بعد الذهاب للحمام ويجب الاستمرار على هذا النظام لمدة لا تقل على ثلاثة أسابيع من بداية الأعراض حيث ان الشخص يكون شديد العدوى للآخرين خلال هذه الفترة.
د. إبراهيم محمد الطريف
استشاري أمراض وزراعة الكبد مستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|
