| عزيزتـي الجزيرة
التدخين من أشد الآفات وأخطرها على المجتمعات لما فيه من الأضرار المتعددة على الفرد والمال والمجتمع.. وذلك لما يحمله من أمراض لا تخفى على الجميع..
إذ يعتبر من أهم الأسباب لأمراض السرطان والشرايين والقلب..
ومن الطرائف المضحكة حول ذلك كتابة التحذير على كل علبة له لتنبيه المدخنين لهذه الخطورة.. إلا انها في الحقيقة أصبحت مجرد تكميل للديكور الخارجي للعلبة..!!
ومع ذلك فيلاحظ البعض وهو يدخن في الأماكن العامة.. في الشوارع أو في الأسواق أو في المطاعم..
بل وحتى في بعض الجهات الحكومية..!!
رغم وجود لوحات «ممنوع التدخين» وهي الأخرى أصبحت مجرد تكميل لإجراءات روتينية رتيبة لتخليص المعاملات في فتح أو تجديد المحل وليس إلا..
بل تجد ان من يعمل بذلك المكان أول من يدخن.. أليس ذلك من العجائب..!!؟؟
ومن الأمور العجيبة أن تجد طبيبا في مستوصف أو مستشفى يدخن.. ثم يمنع المرضى من التدخين لما فيه من أضرار صحية خطيرة..
وقد يصل الأمر به إلى أن يقنع المريض بأن ترك التدخين هو العلاج الرئيسي لمرض ما كما هي في بعض الحالات المرضية ككبر السن أو الأمراض الصدرية بشكل عام وأمراض القلب بشكل خاص.. أو ليس ذلك من المفارقات العجيبة؟؟!!.
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم |
ومن الأمور العجيبة في الأمر أيضاً أن تجد بعض الآباء يشربون الدخان أمام أبنائهم بل ويطلب الأب من ابنه أن يذهب إلى المحل التجاري ليشتري له الدخان..
ثم إذا ما علم أن ابنه يشرب الدخان أرعد وأزبد ونسي أو تناسى أنه السبب في شرب ابنه للدخان فما هكذا تورد يا سعد الإبل..!!.
وكذلك من العجائب أن ترى المعلم يشرب الدخان ويأتي في الصباح إلى المدرسة برائحة الدخان، فيسأله طالب عن حكم التدخين فيتكلم وينصح الطلاب بالابتعاد عنه لما فيه من المضار المتعددة والمتنوعة، ويأتي بكلام بديع في الطريقة والشمول حول التدخين..
فكيف حال الطالب مع هذا التناقض العجيب بين الفعل والقول..؟؟!! وهل يأخذ بالمنطوق أم بالمتبوع..!!؟؟.
ومن الأمور العجيبة أيضاً في الموضوع أن تجد من الطلاب على مختلف المراحل التعليمية يشرب الدخان وقد تجده يشربه قبل دخوله المدرسة ويأتي للمدرسة برائحة الدخان دون أدنى شعور بأنه أتى لطلب العلم، ويصدر ذلك أيضاً من طلبة الجامعات وقد تجد من يدخن من الكليات الشرعية..
وهنا يقع الطالب في محاذير عديدة منها أن الطالب يعتبر ممن خرج في طلب العلم فهو في خير حتى يرجع فكيف يصدر منه ما يخل بمكانته ويكون سبباً في تأخره العلمي..؟؟!! أيضاً فكيف بهم وقد ارتكبوا ما لا يليق بمثلهم أن يفعلوه؟؟!!.
ومن أعجب ما في الموضوع أنك تجد من يعتبر الدخان جزءا من الرجولة و كأن رجولته ناقصة لم يكملها إلا بشربه الدخان وما درى المسكين أنه ارتكب ما ينقص رجولته إذ الجواب الذي يلاقيك به كل مدخن عندما تتكلم معه و تنصحه كي يترك الدخان أنه يريد أن يتركه ولكنه لا يستطيع تركه..
وعجبا اثر عجب أين الرجولة في اثباتك لذاتك في كثير من المواقف بل إنك قد تثبت أمام رجال شجعان ثم تعجز على أن تتغلب على لفافة لا يتجاوز طولها سنتيمرات قليلة..؟؟!!.
فيا أخي المدخن حكّم عقلك في الموضوع ولا تكن أسيراً للفافة صغيرة تذهب بمالك وصحتك سدى.. فأنت تقرأ وتسمع وترى بل جربت تلك الأخطار والأضرار بنفسك أفلم يكن في ذلك عبرة لك وسبب في تخلصك من هذه الآفة الخطيرة والأضرار بنفسك وتفتك بأموال الدولة لما تتكبده من خسائر بسبب علاج مرضى التدخين..فما عليك يا أخي إلا أن تكون ذا عزيمة وهمة عالية متغلبة على هذه الشهوة الخطيرة التي تجرك للأمراض والمتمثلة بآفة التدخين.
عبدالمحسن بن أحمد المنيع ـ القصيم
|
|
|
|
|