|
| الاقتصادية
تأسس صندوق تنمية الموارد البشرية لأسباب عديدة أهمها دفع عجلة التدريب بقوة، لجعل عملية التدريب في المملكة تسير وفق آلية عالية التقنية في عصر الأتمتة الذي نعيشه، هذا من جانب ومواكبة للمتغيرات الاقتصادية من جانب آخر، وبالنسبة لتأسيس الصندوق في هذه المرحلة الاقتصادية الهامة والتي تتطور بشكل متسارع، فإن الأمر يتطلب ألا يسير بخطى تقليدية كغيره من الصناديق أو المؤسسات المالية الأخرى،تلك التي تعنى بعمليات منح القروض فحسب، دون الاخذ في الاعتبار لأمور عديدة أهمها، معرفة كيف والى متى تمضي مثل هذه الصناديق قدماً في سياسة الاقراض، وصندوق تنمية الموارد البشرية هو على ما يبدو مؤسسة مستقلة، ليس كمثله من المؤسسات المالية الأخرى، مثل صندوق التنمية العقارية أوالصندوق السعودي للتنمية او الصندوق الصناعي وغيرها، بحيث ان معظم هذه المؤسسات تتبع جهات تشرف عليها وبالتالي تكون هي الموجه والمخطط لأعمالها بشكل مباشر او غير مباشر، فاذا كان صندوق تنمية الموارد البشرية يعد مؤسسة مستقلة ولا يشرف على أعماله أي جهة أخرى، فالمفترض ان يسعى الصندوق الى تأسيس العديد من القنوات التي تعينه على مواجهة المتغيرات المتلاحقة والسريعة، ليكون صندوقاً صامداً واعداً على الدوام، وقد سبق لي ان كتبت عن مقترحين للصندوق لبعض من الأمور التي رأيت انها من الأهمية بمكان دراستها والاهتمام بها ومن ثم تطبيقها ان امكن ذلك، وذلك من خلال هذه الزاوية وكان ذلك بتاريخ 13/6/1421ه وتاريخ 1/1/1422ه، والذي آمله ان يكون قد اطلع عليه المسؤولين في مجلس ادارة الصندوق ومدير عام الصندوق، لعل ذلك يكون دعماً محققاً لنجاحات مؤملة، والمقترح الثالث الذي ابعثه عبر هذه الزاوية هو حول أمر لا يخفى على الجميع مدى الحاجة اليه، سوى من ناحية التخطيط او المعالجة للعديد من الأمور التي يتطلب الأمر الاتيان والاهتمام به، ألا وهو موضوع البحث العلمي، والبحث العلمي يعد بل يعتبر من الركائز الأساسيةالتي تنطلق من خلاله المشاريع الناجحة والهامة، والصندوق هو قناة اقتصادية واعدة ويؤمل ويعول عليه أهم جانب من جوانب الحياة، وهو العناية بالمورد البشري، تدريباً وتأهيلاً وطريقاً للتوظيف، وتأسيس قطاع داخل الصندوق يعنى بأمور البحوث والدراسات والتطوير أمر لا يمكن الاستهانة به، واتجاه نحو تقديم خدمة افضل، وأرى انه لا يمكن تفويض مثل هذه المهمة لجهات أخرى لتقوم به نيابة عن ادارة الصندوق، وان كانت تحت اشراف ومراقبة الصندوق، فمن الافضل بل من الانجح ان يؤدي هذه المهمة الصندوق بنفسه ومن خلال العاملين لديه من ذوي الكفاءات العالية المتخصصة في العلوم الاقتصادية عامة.
ولهذا يقترح على الصندوق تأسيس معهد مصغر يعنى بالبحوث والدراسات، والذي من خلاله يشرع في إنشاء مراكز معلوماتية عن شؤون العمل والتدريب، ليكون رافداً أساسياً لمسيرة ونجاح الصندوق، ولئلا يكون مهمته استقطاب أموال ومنح قروض، ولكي يكون على دراية مستمرة باحتياجات سوق العمل ومشاركاً في تنمية البلاد بآلية تختلف كما وكيفا عن نظرائه من المؤسسات المالية الأخرى، ولكي يكون ايضا منطلقا في أعماله من خلال قاعدة عريضة ومتينة قوامها من الخبرة والمعرفة التي من الممكن نيلها وان كان الصندوق في بدايته، وفي الوقت نفسه لا يكون متلقيا من جهات أخرى وان كانت ذات اختصاص في أمور يحتاجها من وقت لآخر خصوصاً عن المتطلبات المستمرة التي ينشدها سوق العمل، لأن الأهم في ذلك ليس البدء من حيث انتهى اليه الآخرون فحسب بل المنشود ما انتهى إليه الآخرون وما هو المتطور والافضل.
والله من وراء القصد.
|
|
|
|
|
