| مقـالات
فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمة العربية الإسلامية فكل حبة رمل من فلسطين وكل شجرة وكل تلة وهضبة وحجرة ونخلة هي للأمة العربية طال الزمن أو قصر.
والندوة التي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز حول المملكة العربية السعودية وفلسطين تأتي في إطار حرص المملكة الدائم على القضية الفلسطينية منذ عهد المؤسس رحمه الله. وحتى تكون القضية الفلسطينية ذات تأثير عملي وملموس وحتى نفهم الملابسات المحيطة بها فيجب علينا دراسة المجتمع الإسرائيلي واختراقه بدقة. ونعلم أن الفلسطينيين وغيرهم من العرب يعلمون الكثير عن المجتمع الإسرائيلي ولكن هذه المعلومات إما أن تكون مقتصرة على سكان فلسطين من العرب والذين ليس لديهم الامكانات الكافية لتوظيفها وإما أن تكون هذه المعلومات مبعثرة هنا وهناك وغير مجتمعة وموجهة نحو هدف معين. الإسرائيليون يعلمون عنا أكثر مما نعلم عنهم، لماذا لأن معلوماتهم منظمة ومنتقاة وموجهة نحو هدف معين، كما ان لديهم الإمكانات لدراسة وفهم طبيعة جميع الشعوب العربية بمجتمعاتها المختلفة وبتركيباتها السكانية المتباينة وبجغرافيتها المتعددة وباقتصادياتها المتنوعة، ويفهمون ما الذي يجمع العرب وما الذي يفرقهم وما الذي يحافظون عليه.
ويفهمون السيكولوجية العربية والتركيبة العقلية للمواطن العربي والخصائص الاجتماعية لهذا الإنسان. وهم قد استمدوا ذلك من الدول المتقدمة التي أتوا منها أو تربطهم بها علاقات وطيدة واستفادوا منهم. وهذه الأمور هي أمور علمية وأكاديمية وتخصصية تحتاج لعناية وجهد وتخطيط.نحن العرب نريد أن نتخذ نفس هذه الأساليب العلمية وأفضل منها، نريد دراسات علمية وأكاديمية وتخصصية حيال العقلية والنفسية الإسرائيلية وحيال المجتمع الإسرائيلي وثقافته. فلكي ننتصر عليهم ونتفوق عليهم لابد أن نفهمهم «فمن عرف لغة قوم أمن شرهم» ونحن نريد أن نعرفهم من جميع النواحي كما عرفونا ودرسونا. ووجود بعض الكتب التي تتحدث عن الإسرائيليين لا تكفي لكي نحقق طفرة واسعة في هذا المجال. وإذا نظرنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية فنجد أنها تفهم ثقافات ولغات العالم كله وذلك بفضل المتخصصين في ثقافة ولغة كل بلد في الجامعات
والمعاهد الأمريكية. كما أن الحكومة الأمريكية لا تتوانى في تخصيص مبالغ كبيرة من أجل إيفاد علمائها ودارسيها وباحثيها لمختلف دول العالم النامي والمتقدم بهدف الدراسة والبحث أو ترسلهم تحت مسميات أخرى كتقديم المساعدات الإنسانية والصحية أو مع المنظمات الدولية أو بغرض الاستشارات أو الاستثمار أو غيرها، المهم أن حكومة الولايات المتحدة تفهم ثقافة مجتمعات العالم وتفهم لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وتتعامل معهم وتسيطر على العالم من هذا المنطلق. وكان لدى الاتحاد السوفيتي سابقاً هذه الإمكانية، إذاً هذه الطرق والأساليب هي التي تمكن العرب من اختراق المجتمع الإسرائيلي وثقافته وفهم سيكولوجيته ومن ثم التعرف على أفضل الطرق لضعضعة هذا المجتمع ومن ثم هدمه إذا ساعدت الظروف الأخرى المحيطة بالقضية وفي الوقت المناسب.
ونحن نعلم أن المجتمع الإسرائيلي خليط من دول هذا العالم تجمعهم الديانة والحاجة لمكان يقيمون فيه وان كان مغتصباً وإن اختلط بدماء الأبرياء من سكان الأرض الأصليين ومن هنا فليس من الصعب أو المستحيل اختراق هذا المجتمع غير المتماسك أساساً.والله من وراء القصد.
* كلية التربية جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|