أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 22nd April,2001 العدد:10433الطبعةالاولـي الأحد 28 ,محرم 1422

وَرّاق الجزيرة

أربعة قراء فقط
يوسف بن محمد العتيق
سمعت من أحد أساتذة الدراسات العليا في إحدى الجامعات السعودية أن بعض الرسائل والأطروحات الجامعية لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه التي يعدها الطالب ويسهر عليها ويقضي معها من الوقت مالا يقضيه مع أهله ثم تجده بعد تقديمه لهذه الرسالة المهمة والنفيسة لا يطالعها سوى أربعة قراء فقط وكلهم مجبر - وليس مخير - على القراءة الأول من هؤلاء الأربعة هو الناسخ الذي نسخ هذه الرسالة، وهذا قام بالعمل لدافع مادي في الغالب وليس لهدف معرفي والثاني هو المشرف على الطالب والمتابع له من اختيار الموضوع حتى ليلة المناقشة؛ وأما الثالث والرابع فهما أعضاء لجنة المناقشة لاصدار الحكم على الباحث؛ وبعد هذه القراءة الاجبارية ستقضي هذه الرسالة سنوات عجاف بين الأرفف والأدراج؛ وبصحبة الغبار والظلام الدامس إلا أن يكون صاحب هذه الرسالة وكاتبها قد وفق الى موضوع قد يلقى رواجا تجاريا فتقوم احدى دور النشر التجارية بطبع هذا الكتاب وتوزيعه؛ وهذا الأمر لا يقاس بعدد الرسائل التي لم يحالفها الحظ في الخروج؛ وحتى لا يكون الكلام عاريا عن التدليل والبرهان فليرجع أي واحد من القراء الكرام الى كتاب دليل الرسائل الجامعية في المملكة العربية السعودية الذي أعده الدكتور زيد الحسين ونشره مركز الملك فيصل بالرياض ليعرف عدد ما نشر من الرسائل الجامعية من أصل الرسائل التي قدمها الطلاب سيجد أن الأمر بحاجة الى دراسة واهتمام من المعنيين بهذا الموضوع؛ وعليه أليس من المناسب أن يكون لوزارة التعليم العالي دور في خدمة البحث العلمي بنشر هذه الرسائل التي كلفت الباحث والدولة الشيء الكثير؟
وهل من الصعب أن يكون هناك دعم لهذه الرسائل بطريقة أو أخري مثل أن تساهم الوزارة بجزء من مبلغ الطباعة ويكون الباقي على الباحث أو الناشر ويسدد الباحث أو الناشر القيمة بعد بيع ما أمكن من نسخ الكتاب؛ هل هذا متعذر؟
وهل من الصعب على جهات النشر في الجامعات أن تهتم بهذا؟ أقول هذا الكلام وأنا أعلم يقينا بأن هناك رسائل جامعية وبخاصة في مجال التاريخ لو قدر لها النشر لكانت حديث الناس ولراجت؛ لكن قد يكون لدى صاحبها من العوائق ما يمنعه من نشرها في الجانب المادي أو غير ذلك.
هذه الأمور تلقي علينا بسؤال عريض وملح: إذا كانت هذه الرسائل لا تخرج الى القراء والباحثين بعد اجتيازها المناقشة؛ فما هي الفائدة منها؟ ولماذا يحرم منها الطلبة الذين يدرسون في نفس الحقل الذي قدمت فيه هذه الرسالة.
وما شعور الطالب الذي يفني من عمره سنوات على رسالة ثم تكون جزءا من ديكور المنزل؟!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved