أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 22nd April,2001 العدد:10433الطبعةالاولـي الأحد 28 ,محرم 1422

لقاءات

41 سنة في التعليم ولم يتغيب يوماً واحداً:
بالصبر والجهد حملت الماء بالشبكة
المربي والتراثي عبدالعزيز الخراشي لـ الجزيرة مكتبتي عامرة بأوائل إصدارات الصحف والمجلات
* لقاء- بدر سعد الزير / تصوير - علي الرشيد:
عاشق للتراث والتحف النادرة يمتلكها وإن غلت، يعتني بها كما يعتني بنفسه يثمن كل ما يمت للتاريخ من آثار وتحف وادب شعري ونثري، يسجل مواقف وخطوات حياته بالنادرة والقصة والحكاية المفيدة يكتبها ويقصها ويرويها مدونة ومحكية.. يحفظ شعر الحكمة والغزل ويطرب له ولا يقرضه رغم تسجيله لجملة من المحاولات التي لا يعدها مما يندرج بين القصائد والقصيد.. كتب في أوائل الصحف، عمل معلماً لسنوات عديدة كان أجمل مافيها حضوره الدائم وحرصه على مستقبل طلابه لدرجة أنه لم يتخيل نفسه من الغائبين عن المدرسة حتى ولو ليوم واحد وعلى مدى إحدى وأربعين سنة، مثالي وقروي حتى العظم أو على الأقل هو يحاول ذلك ويتذوق نهجه البسيط في حياته حتى إن منزله ظهر بتصميم ينبىء عن عشقه للتراث والبساطة والجمال.. هذا هو المربي الفاضل عبدالعزيز بن سعد الخراشي.. تعرفوا عليه أكثر ابتداء من السطر التالي..
14 عاماً بلا غياب
البطاقة الشخصية: اسمي عبدالعزيز بن سعد عبدالكريم الخراشي من مواليد مدينة أشيقر بمنطقة الوشم عام 1362ه ، تخرجت في المدرسة العزيزية الابتدائية عام 1377ه وكان مديرها ذلك الوقت الأستاذ/ عمر الخراشي والمدرسة عبارة عن منزل طيني مازال باقياً حتى الآن ثم التحقت بعد ذلك بمعهد المعلمين الابتدائي وكان مديره المربي الفاضل عبدالله العلي النعيم أطال الله في عمره وقد عينت مدرساً في عام 1380ه وعمري آنذاك 19 عاماً ومن ذلك الوقت وحتى الآن وأنا أعمل وكيلاً وقريباً سأحال إلى التقاعد بعد 41 عاماً في التدريس لم أغب خلالها ولله الحمد والشكر يوماً واحداً.
وخلال ال 41 عاماً التي قضاها الخراشي في مجال التديس كان هناك عدد من الطلاب المتميزين دراسياً وأخلاقياً وعلى قدر واسع من المعرفة وقد تبوأ البعض منهم مراكز جيدة بالدولة فقال- لعلني وإن لم تخني الذاكرة أذكر منهم وليس حباً في الظهور وإنما لأبارك لهم بحياتهم المديدة وبتحقيق أمنياتهم التي كانوا يسعون جادين لتحقيقها ولأشيد بصفاتهم الحميدة التي كانوا يتحلون بها ومن أولئك الطلاب فضيلة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان الأمين العام للبحث العلمي والمستشار بوزارة العدل أمدالله في عمره وأكثر من أمثاله ونفع المسلمين بعلمه وهناك أيضاً العقيد/ عبدالمحسن السيف وكذلك رجل الاعمال الشيخ سليمان بن عبدالله الدخيل ومن طلابي أيضاً النابغة الرائد/ خليل إبراهيم الكويران كما أن هناك أيضاً من طلابي من اتجهوا إلى التمثيل والفن وابدعوا نتيجة لتنمية هواياتهم بجماعة التمثيل بالمدرسة في ذلك الوقت ومنهم الممثل سعد خضر سعدون «فرج الله » والممثل أيضاً والرسام علي إبراهيم والممثل / رشيد المنصور هذا ولا يفوتني أن أشير إلى الفنان ذي الشهرة الواسعة الحاضر بفنه الغائب بروحه رحمه الله بشير حمد شنان حيث درسته في الصف الثالث «أ» وكان دمث الأخلاق مواظباً على الدراسة يتمتع بأخلاق حسنة كذلك من طلابي الكاتب الرياضي بجريدتكم الأستاذ عبدالله الضويحي وكذلك الأديب الأستاذ/ أحمد بادويلان الذي أغنى المكتبة العربية بمؤلفاته القيمة عن المعلومات الثقافية وأما من الرياضيين / فهناك اللاعب الخلوق خالد سرور بنادي الشباب ويوسف جازع لاعب الهلال والمدرب فيصل بكر والأستاذ/ عبدالحميد وغيرهم الكثير ممن لاتحضرني أسماؤهم الآن فأستسمحهم العذر كما أتمنى منهم الا يحسدونني على نعمة النسيان التي أتمتع بها .
مقتنياته التراثية
وعما يضمه متحف ومكتبة الضيف من تحف تراثية وكتب قيمة ومخطوطات نادرة قال- الخرشي، متحفي يضم العديد من الاشياء التراثية النادرة التي منها المصحف الصغير في حجمه الكبير في معناه والذي مقاسه 2 ونصف x 2 سم المفهرس والمزخرف إضافة إلى بعض من أجزاء القرآن الكريم وهي مخطوطات باليد بعدد من الالوان ومن التراث أيضاً بنادق قديمة ولعل أقدمها واحدة اسمها«مقمع» يعود تاريخها إلى عام 1313ه ربما تكون قبل فتح الرياض ب 13 سنة أي أنه مضى على صنعها 113 عاماً إضافة إلى بعض الطوابع النادرة جداً لجميع الدول العربية وغيرها من العملات المعدنية والورقية مختلفة التواريخ كما يوجد لدي بعض آلات التصوير القديمة من مختلف الماركات وبعض الراديوهات ومما يضمه المتحف أيضاً الكثير من الجرائد السعودية وغيرها كجريدة صوت الحجاز- الرائد- قريش- البلاد- اليمامة- والجزيرة عندما كانت مجلة وكذلك مجلة المعرفة والتي كانت تصدر في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عندما كان وزيراً للمعارف ثم توقفت أكثر من 40 عاماً وعادت إلى الصدور بمبادرة من وزير المعارف الدكتور- محمد بن أحمد الرشيد وهنا أحب أن أذكر أن أي هاوٍ لأي قطعة أثرية مهما كان نوعها سيتطلع إلى تاريخ صنعها فكلما كان تاريخ الصنع قديماً كانت القطعة أغلى وأثمن وأندر ومن هذه الأشياء الثمينة لدي مجموعة من الطوابع السعودية والتي من ضمنها مجموعة بمناسبة ذكرى الجلوس الملكي في 8 شعبان 1348ه ، وأضاف: متحفي إن صح أن نسميه متحفاً يضم العديد من التراث القديم والقطع النادرة من مختلف مناطق المملكة وهذا يعود إلى شرائي لما تقع عليه عيني في أثناء رحلاتي المتعددة لبعض مناطق مملكتنا الحبيبة إضافة إلى ما يقدمه لي بعض الزملاء كهدايا وبعد هذا يجب أن نعرف بأن هذا التراث ليس قديماً بل هو عبارة عن تاريخ أمامك، وعن ما تضمه مكتبتي أيضاً فهناك مجلة العربي الكويتية من العدد الأول حتى الآن إضافة إلى المجلات الشهرية والفصلية من الأعداد الأولى كمجلد الفيصل- والمجلة العربية والدارة والمعرفة والمنهل والهلال.
مهرجان الجنادرية
وعن رأيه بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية قال: إنني أحرص على زيارته كل عام وأقوم بالاطلاع على كل ما يتم عرضه من خلاله وحبذا لو كانت مدة المهرجان أطول حتى يتسنى للجميع مشاهدته وهنا أقف عاجزاً عن وصف تلك الأيام الجميلة الممزوجة بعبق الماضي التي يلتقي فيها جميع أدباء ومفكري الوطن العربي وغيره في هذه البقعة التراثية الجميلة في الوطن الأم المملكة العربية السعودية وبصريح العبارة لن أكون مغالياً إن قلت إن هذا المهرجان التراثي هو عبارة عن سوق عكاظ جديد خلال عهد مشرق وارف الظلال.
ماضٍ وحاضر
وعن الماضي وفرقه عن الحاضر قال: إن الماضي جزء من الحاضر لا يتجزأ مهما كان وهو ضوء أخضر لما يحمله المستقبل من آمال عراض وأمنيات جميلة وعن تطلعاتي المستقبلية لمتحفي فأقول إن الإنسان إذا لم يستطع أن ينظر أمامه لأن مستقبله مظلم كما يتوقع ولأن ماضيه مؤلم كما يظن ولأن حاضره جحيم لا يطاق كما يقول المتشائم هنا يلزمه أن يرفع بصره إلى السماء ويتجه إلى الله بقلب مفعم بالمحبة والايمان ليجد الراحة والسكينة وأنا أرفع بصري دوماً إلى السماء وأطلب من الله أن يوفقني مستقبلاً لتطوير مكتبتي ومتحفي بكل جديد وقديم ليكون منهلاً لرواد العلم والمعرفة وأن أستطيع أن أقدم من خلالها للجيل القادم معلومات جيدة عما كان يعانيه الآباء والاجداد من مشقة ومكابدة في سبيل تنشئتنا وتربيتنا تربية حسنة كما قال الشاعر:
وينشأ ناشىء الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
هذا وأؤكد وأكرر على أن أي أمة في نظري تقاس بماضيها وبتمسكها بعاداتها وتقاليدها الإسلامية ومحافظتها على تراثها خذ مثلاً لو قدر لك زيارة قصر المصمك بالرياض هذا البناء الشامخ الرمز لعدة أجيال سابقة سيقع نظرك على الباب وبالذات على قطعة معدنية في وسطه لا يتجاوز طولها الشبر وحتماً ستسأل عن سر بقائها تصارع الزمن الذي شاخ وهي لم تشخ وأخيراً يأتي الجواب أو بالاصح التاريخ مهرولاً ليحكي لك قصة بطولة نادرة لملك عظيم وفاتح مغوار غير وجه التاريخ اسمه عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود سطر أروع ملحمة فدائية عرفتها البشرية حتى اليوم وإن كنت تريد المزيد فارجع واقرأ تاريخ هذا الرجل الفاتح بل القائد العظيم إنه التصميم وكفى.
كتابة وشعر
كل ذلكم الذي قرأتموه كان عن متحفه ومكتبته وأما عن كتاباته وحفظه للاشعار قال الخراشي بالنسبة إلى الكتابة فقد نشر لي أكثر من مقال في صحف متعددة وجريدة القصيم التي توقفت عن الصدور كانت هي محطتي الأولى لكتاباتي البسيطة حيث نشر لي أول مقال بها بعنوان« ماذا كسبه شعب الجزائر» وكان متزامناً مع استقلال الجزائر عام 1381ه ثم بعد ذلك بدأت أكتب بعض القصص القصيرة وبعض المقالات في جريدة الجزيرة والرياض واليمامة وكذلك في مجلة الجمهور واللبنانية وهنا أود أن أضيف أنني حصلت على الجائزة الثالثة في مسابقة جريدة الرياض لعام 1419 ه في مجال القصة وكانت بعنوان« الشرط» وهي قصة تعالج بعض المشكلات الاجتماعية ومن القصص عندي كذلك قصة اجتماعية بعنوان«الوصية» وكذلك بعض الحكم والأقوال أسميتها «فلسفة مجنون» وأخرى بعنوان «هذيات عاقل» وغير ذلك قصة تدور أحداثها بين ابن وأبيه الذي لم يحسن تربيته وهي بعنوان« تربية بالسوط».
وعن الشعر فأنا أخطط والكثير من الابيات الجميلة التي تفرض على القارئ أن يحفظها وقد حاولت نظم الشعر فلم أستطع وإن كانت هناك بعض الابيات التي تطرأ علي في ساعة صفاء نفسي ومن الشعراء المميزين المتنبي قديماً والجواهري حديثاً خذ مثلاً ما هو شعورك حينما تحاصرك الظروف وتجبرك أن تحتاج إلى انسان لا تحبه ولا تطيق رؤيته أليس هذا معنى الانكسار والذل والخذلان هنا يأتيك الجواب سهلاً من المتنبي فيقول:
ومن نكد الدنيا على الحرأن يرى
عدوله مامن صداقته بد
سؤال آخر كيف يكون موقف الإنسان إذا طعن من الخلف أو خانه أحد أصدقائه أو أقربائه للمرة الثانية يأتيك الجواب من المتنبي.
إذا خانك الأدنى الذي أنت حزبه
فواعجباً إن سالمتك الأباعد
أما القصيدة التي قرأتها وحرصت على حفظها عدة مرات فهي قصيدة في بيت واحد فرض نفسه على عالمي الخاص وهي لابن الفارض وهذا البيت من الشعر هدية إلى كل شاب يدعي الحب في هذا الزمن.
اليوم عندك دلها وحديثها
وغداً لغيرك كفها والمعصم
مشاركات وجوائز
كان للضيف عدد من المشاركات في كثير من المسابقات والتي حاز فيها على جوائز متعددة فمنها قال« الخراشي» بحكم أن لدي مكتبة منزلية متواضعة فلابد أن تكون دافعاً للبحث والاطلاع على كل جديد ومساعداً على الاشتراك في حل بعض المعلومات والمسابقات التي تنشر في بعض الجرائد والصحف أو تذاع من خلال وسائل الإعلام وقد حصلت على عدة جوائز مادية وغيرها لا يتسع المجال لذكرها وليس مهماً أن تحصل على عدة جوائز بل المهم ما تستطيع الحصول عليه من معلومات مفيدة في كل مجال تساعدك على السير قدماً في مجال حياتك وعملك.
رياضة وزيارات
وعن الرياضة وكونه لاعباً في نادي الشباب سابقاً وعن الزيارات التي قاموا بها قال سبق لي أن كنت لاعباً بنادي الشباب في كرة الطائرة لمدة أحد عشر عاماً وقد مثلت النادي أكثر من مرة على ملعب الصائغ بالرياض لانه لم يكن بالرياض سوى هذا الملعب آنذاك وقد كان رئيس النادي ذلك الوقت الأستاذ/ الفاضل عبدالحميد مشخص أطال الله في عمره ومن أعضائه إبراهيم مديني والتويجري وقاسم زواوي رحمه الله وكان مسؤولاً عن فريق كرة الطائرة وكان مدرب الفريق المدرب السوداني بخيت ياسين رحمه الله هذا في الثمانينيات وفي عام 1390 ه قدر لي أن أكون ضمن البعثة الشبابية إلى تونس مروراً بلبنان وروما وهناك قمنا بزيارة إلى روما القديمة والى الفاتيكان ثم إلى تونس حيث بقينا بها شهراً تقريباً زرنا أكثر المعالم التونسية والتقينا بالرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله وكانت رحلة جميلة حصلت خلالها على بعض الكتب وبعض المقتنيات الأثرية القديمة كما قمت ببعض الزيارات لدول الخليج العربية ومصر وايران وسوريا والاردن وقبل هذا كله قمت بزيارات خاصة إلى أكثر مناطق المملكة.
مواقف من الحياة
وعن المواقف التي مرت بالضيف قال الخراشي إن هناك مواقف غريبة تمر على الانسان خلال عمله أو في حياته عامة بعضها يبقى في الذاكرة لغرابته والبعض منها يتبخر لعدم أهميته ومن المواقف التي مرت بي موقف مضحك وهو انه كان بالمدرسة عندي طالبان توأمان وكنت مراقباً بالمدرسة فحضر طالب من الطلاب يشتكي بأن أحد الأخوين المتشابهين ضربه فذهبت إلى فصلهم الذي كانوا به فقمت بعقاب الطالب المعتدي وبعد ذلك اتضح لي بأنني ضربت الآخر الذي لم يخطئ وقد أنبني ضميري كثيراً بعد هذه الحادثة ومن بعدها وحتى يومنا هذا وأنا تربطني علاقة بأولئك الاخوين التوأمين ومن المواقف التي مرت بي أيضاً رسالة وصلتني من أحد أولياء الطلاب يأمرني بعقاب ابنه عقاباً شديداً وأمام الطلاب أيضاً فاستغربت ذلك من الاب فطلبت منه أن يحضر للمدرسة لأعرف السبب فأجاب قائلاً إن ابني عندما يتأكد أن جميع من في البيت ناموا وأن الانوار قد أطفئت فإنه يتسلل إلى الثلاجة الموجودة بالمطبخ ويلتهم ما بها وأنني أريد منك علاجاً لابني وطبعاً هذا الموقف يدل على غباء هذا الاب!! وطالب كان ترتيبه الرابع على المدرسة وفي العام الذي بعده كان الخامس وجاءني أبوه يقول لي ماهي النصيحة أو الطريقة التي أستطيع بها اغراء ابني الكسلان!!! والعجيب في هذا الرجل هو تشاؤمه تجاه ابنه مع أن الأيام كانت أكبر شاهد على تفوق ابنه، حقا إنها قمة الشؤم وكفى. ولهذا الاب الفاضل أقول دع المستقبل بيدالله ولا تتعجل في رصدار الحكم على فشل ابنك مادمت لم تبخل بالنصح والتوجيه والارشاد.
مقتطفات من ذاكرة الضيف
تعتبر مكتبتي هي الواحة الادبية وارفة الظلال والتي لا أمل الجلوس بها مهما كان وكان نواتها كتاب البؤساء لفكتورهيجو.
قد أكون حرمت من أشياء كثيرة في صغري فحاولت الآن التعويض عنها بالقراءة والاطلاع وجمع التراث.
كانت لي بعض المحاولات في الشعر الشعبي.
41 عاماً في التدريس علمتني الكثير ومن ذلك أن أقابل الإساءة بالاحسان مهما كان حجمها، وأن أعتبر الكارثة الكبيرة لاسمح الله حادثة بسيطة ولا أعتبر الحادثة البسيطة كارثة كبيرة، وألا أحتقر من هم حولي وأن أحترم الجميع، وبالصبر تستطيع أن تحمل الماء في الشبكة بعد أن يتجمد ولأجل هذا أتخذت الصبر شعاراً لي في الحياة.
أخيراً للجميع خالص شكري ولجريدة الجزيرة وللجميع أقول كلنا إخوة وقد كنا تلاميذ يوماً من الأيام، كلنا أحبة وقد أصبحنا رجالاً ولا ننسى أنه قد جفت ملابسنا شمس واحدة وأخيراً ربما يسأل أحدنا عن الآخر يوماً من الأيام فلا يجد له أثراً!!
رأي ضيوف الضيف
وبما أن متحف ومكتبة الضيف خاصة تعتبر لكل من يعرفه اضطررنا لإجراء بعض اللقاءات لبعض من أولئك الضيوف بدأناها مع الأستاذ/ سعد العبيد فقال: إنه وعندما دعاني الأستاذ/ عبدالعزيز الخراشي لزيارته بمنزله العامر الذي يضم متحفه الشخصي لبيت الدعوة وقد رأيت الكثير من المعروضات الشعبية التي آسرتني لندرتها وطريقة عرضها وإخراجها مما جعلني أعيش ذكريات جميلة مضى عليها أكثر من خمس وأربعين سنة حينما كانت الامور تقسم بالبساطة في تلك الحقبة. لقد لفت نظري شغفه بالماضي وأبى ألا تفارقه صوره البديعة فأحال أجزاءً من مسكنه الحديث إلى متحف شعبي ترى البناء والطلاء بالطين والزخارف الشعبية المحصبة وقد ازدانت بها جدران المتحف.
والملاحظ أن هذه الهواية هواية جمع التراث تعتبر من أشق الهوايات نظراً لعدم توفرها في منطقة وأخرى علاوة على ما تحتاجه من صبر وجد وتضحيات كثيرة والمنتمون إلى هذا النشاط وحفظه قلة، وليس لديهم أي اتصال بالجمهور ولا يعرف نشاطه سوى المقربين منه وكان الأحرى لهم الخروج إلى الناس عبر إقامة معارض لمقتنياتهم في القاعات العامة لتتعرف عليهم الجماهير عن قرب ولأن لهذا النشاط محبيه وليس لديهم من فرص العرض سوى المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» فإن على راغب العرض أن يختار الوقت المناسب كاليوم الوطني أو مواسم النشاط الثقافي وذلك بعد التنسيق مع الجهات المعنية كالرئاسة العامة لرعاية الشباب وهيئة السياحة للمساعدة على الخروج الى دائرة الضوء.
فيما يقول الأستاذ/ وليد بن محمدالطويرقي إنني أشعر بسعادة كبيرة عندما أجد رجلاً مثل - عبدالعزيز الخراشي يمتلك هذا الكم الكبير من التراث خصوصاً المقروء منه، لأننا بحاجة إلى هذا الجانب كي يساعدنا على بناء ثقافة ذات أساس سليم وأنا معجب جداً بحرصه الكبير واعتزازه بالمجموعة التي يمتلكها سواء من الكتب والمطبوعات النادرة أو القطع القديمة هذا واتمنى أن يكون هناك دعم من القطاع العام والخاص لأمثال هذا الرجل ومساعدته على حفظ مالديه ومعالجته من التلف وعوامل الزمن.
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved