من أين أبدأُ يا رياض بياني
والحبُّ يُمطر بالحروف لساني
لو تعرفين محبتي وودادي
لزرعت نخلك في ربى شطآني
فأنا وأنت غرامُنا مُتَوِّقِدٌ
حارت به الأجناس كلَّ مكانِ
يتساءلون متى الصّداقةُ بيننا
ومتى توحَّدَ قاصِيٌ بالداني
يتساءلون عن العلاقةِ بينَنَا
عن سرِّ هذا الحبّ والخَفَقَانِ
ويظنُّ بعضُ الغارقين بجهلهم
أن التقارب بيننا هو آني
قولي لهم أن يَقرأوا لو آيةً
من مُحْكَم التنزيل في القرآنِ
قولي لهم إنّ الأُخوَّةَ بيننا
بدأت قديماً غابر الأزمانِ
من ليلة الإسراء والمعراجِ مُذ
بدأ التآخي قَبْلَنَا الحَرَمَانِ
قولي لهم ألقدسُ مكةَ توأمٌ
في رحلة الإعجاز للرّحمنِ
قولي لهم لو غابَ واحدنا
بين الورى عُنوانه للثّاني
قولي لهم أرسى قَواعِدَ حُبِّنَا
ذاك الإمام ُ العادلُُ الباني
عبدالعزيز مٌحَكِّمٌ دستورها
بالشَّرع وطَّدَ أمنها وأماني
ومضي يؤطِّرُ في صَلاح مملكةٍ
ليخَضِّبَ التوحيدُ كلَّ بنانِ
جعل البيارقَ بالشهادة رايةً
للمسلمين بسائرِ البلدانِ
وَبَنُوهُ شادوا نهضةً وحضارةً
صارت حديثَ الناس والأوطانِ
نَصَحَ الإمامُ بأَنْ يُسَلَّحَ شَعْبُنَا
حتّى يحوزَ النصر في الميدانِ
ياليتهم فعلوا وكان مُسلّحاً
كٌنا صَهَرْنا الأرضَ كالبركانِ
لكننا ماضون لو حَجَرٌ
منّا سيسكتُ مَصَدرَ النيرانِ
مٌتجذِّرون بأرضنا وترابِها
مُتعملقُون بأرض كنعانِ
والقدسُ عاصمةٌ لنا مهما بدا
دَرْبُ الكِفَاح مُخضَّبٌ قاني
دون الشهادة عِزُّ أوطانٍ
متبوعةٌ بالصّفحِ والغُفرانِ
عجباَ لمن دانوا انتفاضتنا
ساوَوْا ضحايا القَمْعِ بالجاني
فليرحلِ المُحْتَلُّ عن خمسٍ
يكفيه منا ستُّ أثمان
وليتركوا بالقدس شَطْرَ تواصلٍ
يكفي تركنا نصفها الثَّاني
ويعودُ كلُّ مهاجرٍ لبلاده
عانى وعايش كُلَّ أحزانِ
َويُرحِّلواُ قُطْعَانُهم عَنَّا
ضدٌّ وضدٌّ كَيْفَ يَجْتَمِعَان
مَنْ قَرَّبَ البَارُودَ عنْدَ مواقدٍ
هُوَ مُدْركٌ لابُدَّ يَنْفَجرانِ
ولنا السِّيادةُ فوقَ كُل تُرابِنا
مُذ كَانَ في يونيو حزيرانِ
تلك الوديعةُ اِن رَضُوا نرضى
أو يرفضوا فالويل للعِصْيَانِ
هَيِ قِسْمَةٌ ضيِزى ولكنّا رَضيِ
نا في زمان الوَهْنِ والخذْلانِ
يا نجدُ قُولي للعواذل بيننا
الحبُّ هذا أصلُه روحاني
قولي لهم إني طَلَبْتُ تَحرُّرِي
وَمَضيْت أدحر طُغمةَ العُدوانِ
قولي لهم ألنصر آتٍ إنما
دُون المنى تغريد أكفانِ
قولي لهم ألدَّعْمُ ليس دراهماً
بعضُ المواقفِ سَهْلةُُ الأَثمانِ
أُنشْوَدة في كل مَدرسةٍ
أو صورةٌ للسِّجْنِ والسَّجّانِ
هُمْ يبطشوا ويحاصرُوا ويُنكِّلوا
حرْصاً على التركيعِ والإذعَانِ
لكننا لن تَنْحني هَامَاتُنا
إلا لَذاَك الواحِد الدَيَّانِ
سَلمان عذراً سيدي عُذْراً
منْ زلةٍ أوعثرةٍ بلسَاني
حاولتُ تطويع القوافي جاهداً
حينا تجودُ وغالباً تنساني
ما كلُّ منْ رامَ المعالي نَالَها
أو كل خيَّالٍ منَ الفرسانِ
شَرَفٌ لشعْري أن يُلامِسَ سمعَكم
في محفلٍ قد غَص بالأعيانِ
طوبى لكمْ ولدعمِكم لنضالِنا
وإلى الأمامِ نسيرُ مُتحدِان