| الاقتصادية
أغلى ما في الوطن الإنسان وأغلى ما في الإنسان صحته فإذا كان الإنسان صحيحاً بدنيا وعقلياً أنجز كل شيء مهما كانت المعوقات وإذا كان الوطن غنياً بالمواطنين الأصحاء زخر بالعمل والعطاء والنماء،
ولذلك اتجهت كل جهود الحكومات كمنطلق عام إلى صحة الإنسان البدنية والنفسية وقاية وعلاجاً وأصبح التأمين الصحي المجاني أو بأسعار رمزية أحد البرامج الانتخابية والتنافسية الرئيسية، بل إن برامج محاربة الفقر اعتبرت ضمن البرامج الصحية بسند من أن الفقر أحد أسباب المرض وأهم عقبة في طريق نجاح البرامج الصحية ولاسيما الوقائية منها،
ومن أجل ذلك توفر الحكومات الخدمات الصحية للناس كماً وكيفاً بالمجان في الغالب وبتكاليف رمزية أحياناً والحكومة التي لا تفعل ذلك ومهما كانت إمكانياتها هي حكومة مقصرة بحق شعبها ولاسيما وأن الخدمة الصحية أصبحت إنسانية ودخلت مجال )العولمة( مبكراً وبشكل جعل من وسائل الوقاية والعلاج غير المكلف متاحاً للجميع فليس من حق الحكومة أن تبرر تقصيرها بقلة الإمكانات وضعف الموارد ولكن قد يكون هناك مبررات أخرى تخفيها بعض الحكومات كالفساد الإداري وغياب الرقابة المالية،
هنا في المملكة اهتمت الحكومة منذ البداية بهذا الجانب وسعت إلى توفير الخدمة الوقائية والعلاجية في كل منطقة ومدينة، بل في كل حي إلى جانب تطوير الأداء المهني والرفع من مستواه ومستوى التقنية حتى أصبحت المملكة في زمن قياسي من الدول المشهود لها بالمستوى الطبي الرفيع على الأقل بين دول الشرق الأوسط،
غير أن ما حدث في السنوات الأخيرة من نمو سكاني دون الاستعداد لمواجهته مبكراً أصاب هذا المستوى بالهبوط والارتجال وأصبح ازدحام الناس حتى في المستوصفات الخاصة يثير الكثير من القلق على ما قد يحدث بعد عشرين سنة مثلاً؟
لقد أصبحت مواعيد الانتظار أشبه ما تكون بمواعيد الموت عند مدخل كل مستشفى ومستوصف ودخلت )الواسطة( إلى هذا الميدان الإنساني من أوسع الأبواب فالمريض المسكين يحتاج إلى واسطة لكي يصل إلى المستشفى الكبير ثم يحتاج إلى واسطة لكي يجد سريراً ثم واسطة أخرى لكي يحصل على مواعيد مراجعة في وقت مناسب ومعقول،
إننا للأسف الشديد نتراجع في بعض الخدمات الأساسية ومنها الخدمة الصحية كلما زاد عددنا والحمد لله أن عددنا يزيد كل يوم فهل سنظل نتراجع كل يوم؟!
|
|
|
|
|