أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 22nd April,2001 العدد:10433الطبعةالاولـي الأحد 28 ,محرم 1422

الفنيــة

فيما الفن السابع في مصر يبيع الوهم متذرعاً بالاستظراف
المسرح التجاري يستعين ب«شعبان عبدالرحيم»
عبدالله صايل المطيري)*(
لا أدري متى سيحين الوقت الذي سنشاهد فيه عبلة كامل تلعب دورا رئيسا في أحد أفلام السينما المصرية؟؟ وأنا هنا لا أتحدث عن الاستعانة بها للوقوف الى جانب عادل إمام أو محمود عبدالعزيز أو أحمد زكي.. بل للوقوف كشخصية محورية في دراما اجتماعية يتناول مؤلفها قضية تمس كل مصري أو عربي إن أمكن..!!
الفرصة سانحة تماما للاستفادة من هذه القديرة.. بل القديرة جدا!! تخيلوها كأم أو زوجة أو شقيقة كبرى..! دائما ما أتذكر دورها المذهل في المسلسل الرمضاني )لن أعيش في جلباب أبي(، لقد جعلت كل من حولها أقزاما، كانت تؤدي دورها بمنتهى الإحساس..!! تجعلنا نحزن حتى البكاء، وتعود مرات أخرى لتجعلنا نضحك من فرط الرضا والتأييد لبساطة ابنة الريف المحبة لزوجها وأبنائها!!
عبلة كامل لا تستجدي الأداء، بل يهرول الأداء خاضعا لينتشر بين قسمات وجهها ناطقا بأبعاد إنسانية تعجز ذوات الألقاب الرنانة من نجمات السينما المصرية على الإتيان بجزء ولو يسير من صدق عطاء تلك الإنسانيات!! هذا التمكن والسيادة على إحساس اللحظة، حليف دائم لعبلة كامل بدءاً من نبرة الصوت ومرورا ببساطة المظهر ووصولا الى سيل الدموع المنهمر، والتي يود المشاهد عندها لو تمكن من كفكفة دموع المسكينة قبل أين يبدأ هو ذاته بالبكاء!! دروس بالمجان تقدمها عبلة كامل لزميلات فرضن عليها بسبب )العلاقات العامة( أو جمال الإطار..!! فأنا شخصيا أؤيد رأي جارنا أبو علي في استحالة المقارنة بين رقي أداء عبلة كامل و )نعنشة( أداء نادية الجندي مثلا!! واعذروني عن إبداء الأسباب لأن نادية الجندي ليست ممثلة في المقام الأول )على حد تعبير أبو علي(..!! وتطول القائمة لتطال أسماء كبيرة يحاول الكثير من المنتجين التقرب إليها وكسب رضاها قبل توقيعها بحجة أن )الجمهور عاوز كده(..!!
والعجيب في الأمر أن مسألة )تفصيل( السيناريوهات على قد النجوم رائجة لدينا، فلماذا لا يتم تفصيل دور لفنانة بحجم عبلة كامل؟؟ وأكاد أجزم بأن سقراط كان ليفعل ذلك لو أنه وجد ممثلة بموهبة عبلة كامل في زمن السيادة الإغريقية..!!
وتأكيدا لكلامي هذا فقد استعان المسرح الخاص ب« المستغني» شعبان عبدالرحيم لإنجاح مسرحية تافهة لا ولن يحضرني اسمها!! الرجل )شعبان عبدالرحيم( اعترف بشجاعة بأنه مكوجي!! ولوقلنا ان من حق كل إنسان أن يدندن لنفسه ) مع أنها في حالة أخينا شعبان لا تسمى )دندنة( بل )زمجرة((!! فكيف لنا أن نعترف بأن من حق كل إنسان أن يمثل في المسرح والسينما والتلفزيون؟؟!! ألا تحتاج المسألة الى موهبة ودراسة ودراية بأبجديات التمثيل حتى في حالة أدوار الكومبارس؟ أم أن القضية انتزاع لكل مليم في جيب المواطن المهموم من أجل أن يسمع عبارة ) أنا بأكره إسرائيل!!(.
يقول الشاعر:
أنا نفسي ألقى نفسي واد حبيب وبيه..
ومعايا فلوس كتير ستين تلاف جنيه..
واشرب آزوزه في العقوزه مع استاكوزا إيييه..
وأجيب لي دش مع الموبايل، والحتة الكوبيه..!!
لا تعليق على أحلام الملايين المراهقين العرب ممن أعياهم الفراغ والفقر وضيق آفاق الطموح ..!! الفرصة مواتية للعب على هذا الوتر الحساس ليصفق الجمع على خيبة الواقع..!!
الموجة السينمائية الصارخة التي سيطرت على دور العرض ومرتاديها، هي محاولات مستميتة لإضحاك الجمهور لاستخراج ثمن التذكرة من جيوبهم!! والصيغة التي يعتمدها الدكتور مدحت العدل ومساعدوه في كتابة النصوص هي المزج بين السطو المباح على الأفكار القديمة وتفعيل الأوهام في إمكانية حدوث المستحيل )همام في أمستردام(!! المهم ان الناس ستجد ما تضحك عليه، لا بسببه! مع العلم بأني أحب محمد هنيدي و )أعشق( أحمد آدم، إلا أنني أتمنى ان يخرج الأول من سطوة نصوص العدل وأن يجد الثاني منتجا يقتنع بقدراته الكوميدية المدهشة، ولا أخفيكم قناعتي بأن أحمد آدم هو القنبلة الموقوتة التي يجب الاستعانة بها لتغيير وجه الكوميديا المصرية، إن هم صدقوا أنفسهم واحترموا مشاهديهم..!!
وفي الحديث عن تغيير الحال الى الأفضل ) ولو حتة بسيطة(، فلن يكون هذا التغيير ممكنا حتى يتوقفوا عن استنزاف حقوقنا كمشاهدين عرب في أن نقبل أو نرفض ما يطرح من خلال أفلامهم!! وهذا يعود لعلمهم الأكيد بأنهم الوحيدون الذين يقدمون مادة سينمائية مستعربة الملامح!! وسيبقى الوضع على ماهو عليه طالما نسوا أو )تناسوا( بأن الكوميديا وليدة المأساة.. وهنا سأبوح لكم بانطباع طالما بثتته بتحفظ لكيلا أنعت بالتفلسف والسوداوية!! السينما المصرية يا سادة أعياها )التقليد الأعمى( للسينما الغربية منذ ما يقارب المائةعام، ومع كل هذا الإصرار في سرقة الأفكار والتقنيات ) وسرقة أفلام بكاملها في كثير من الأحيان(، لا هم أجادوا السطو أو أثبتوا هويتهم..!! واسألوا مهرجانات السينما العالمية التي كرمت السينما الإيطالية واليابانية والإسبانية والإيرانية، لا بسبب كبر سن المخرج أوميوله بل بسبب جودة الطرح، أو تفوق كاتب السيناريو على نفسه، أو إبداع الكادر الفني في الإضاءة مثلا، أو في أ داء الممثلين..!!
لن تنضم سينما العرب لكوكبة المكرمين طالما استمرت في إنتاج أفلام )التفحيط( على التراب، والمطاردات بسرعة 10 كلم/ساعة، والتفجير باستخدام أعواد الثقاب، وغيرها من متطلبات )اللطش( التي لا يمكنهم الوفاء بها، وطالما استمر هذا النهج )البرابيسي( فالمصير الحتمي هو ان تقبع سينما بني يعرب للأبد في مركز الظل الثاني بعد السينما الهندية..!!
واعذرونا فنحن نريد الوقوف لأكثر من مرة على منصات التكريم.. فهذه أبسط حقوق المشاهد العربي..!! وعلى صعيد المقابلات التلفزيونية، لا زلت آمل ان يتم التفريق بين السينما الحقيقية والسينما الموسمية ) كالمانجو والخيار والطماطم( والشكر كل الشكر لمقدمة البرنامج البانورامي والتي لا تعرف ما تريد أن تقول، سوى انها تساهم وبشكل مباشر في تضليل المشاهد بامتداحها للمخرج )فلان( والمؤلف )علان( والنجم المعجزة )أبو إردان(..!! لن نطيل عليكم فللحديث بقية، ودمتم بخير..!!
)*( رسام الكاريكاتير بجريدة الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved