| المجتمـع
تغيير المنكر
أسكن مع بعض الطالبات، وأرى منهن في السكن ما يعتبر من أمور المعاصي والمنكرات، وقد نصحتهن فلم يمتثلن للنصح، وسخر بعضهن مني، فماذا عليّ أن أفعل؟
هدى. م الرياض
الحمد لله، لاشك أن كل مسلم ومسلمة مخاطب بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم في تغيير المنكر باليد، فإن لم يستطع فباللسان، فإن لم يستطع فبالقلب، وذلك أضعف الإيمان، فإذا لم تتم الاستجابة لذلك، فيلزم هجر العاصي، ورفع أمر عصيانه إلى جهات الحسبة، أو إلى الجهة المختصة، أخذاً بالتعاون على البر والتقوى والمساهمة في إصلاح المجتمع. والله المستعان.
*****
القدوة الحسنة في الداعي
* ما الطريقة التي يجب أن أتبعها في الدعوة إلى الله وتوجيه الشباب وهدايتهم الى الطريق المستقيم؟
صالح الجمهور الرياض
الحمد لله، لاشك ان الدعوة إلى الله رسالة كريمة، واستجابة لرب العالمين، قال تعالى: )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة( )النحل: 125(، إلا أن الدعوة إلى الله ينبغي أن تلتزم لها مقوماتها، وأسباب قبولها، ومن ذلك: العلم والبصيرة، والحكمة في الدعوة، والموازنة بين آثارها الإيجابية وآثارها السلبية، وأن يكون الداعي قدوة حسنة لما يدعو إليه ولمن يدعوه، قال تعالى في ذم من يأمر بمعروف ولا يتصف به: )أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم( )البقرة: 44(، وقال تعالى: )كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون( )الصف: 3(.
كما يجب على الداعي أن يكون في دعوته مهذباً ليناً آخذاً بالحكمة والمجادلة الحسنة، قال تعالى: )ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك( )آل عمران: 159(. والله المستعان.
*****
لا عذر في ترك الفجر
* أعمل في الليل، وتركت صلاة الفجر لأن الجو كان بارداً، حتى عدت لمنزلي الساعة 30،9 صباحاً فاغتسلت وصليت الفجر، فهل صلاتي صحيحة أم لا؟
خالد. م. ق النماص
الحمد لله، لا عذر للسائل في ترك صلاة الفجر حتى خرج وقتها بحجة أن الماء بارد، وتأخير الصلاة عن وقتها معصية وإثم كبير، ولا عذر له فيما ذكر، فعليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه توبة نصوحاً، وألا يعود لمثل هذا التصرف، وأما صلاته بعد خروج وقتها فتعتبر قضاء وهي صحيحة مجزئة عن وجوبها عليه. والله أعلم.
*****
التساهل في الصلاة
* تهاونت في الصلاة لدرجة أنني أصلي بعض الأوقات وأترك بعضها، فهل لي من صلاة أو أي عمل أكفر به ما مضى؟
خلف المطيري الأرطاوية
الحمد لله، لا يخفى أن الصلاة أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأن تركها كفر بالله تعالى، قال تعالى )فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً. إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً( )مريم: 59-60(.
فقوله تعالى : )وآمن( دليل على أنه بتركه الصلاة قد كفر، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» أخرجه مسلم، وقد روي عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا لا يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر حتى لو كان متساهلاً في تركها مع اعتقاد وجوبها.
وعليه: فإن السائل بتركه الصلاة يعد كافراً خارجا من ملة الإسلام، فإذا منَّ الله عليه بالهداية والتوبة بالمحافظة عليها فيعد داخلاً في الإسلام بعد خروجه منه، وعليه أن يحقق توبته وإيمانه بربه، وأن يكثر من العمل الصالح، فهذا طريق التوبة إلى الله، وما مضى عليه من تركه الصلاة فلا يقضى، لأن القضاء لا يكون إلا على المسلم المعذور. والله أعلم.
*****
الاستثمار بطريق الربا
* رجل عنده ثلاثون ألف ريال، وعنده ولد مريض قرر الأطباء إجراء عملية له تكلفتها ستون ألف ريال، ولم يجد من يقرضه المبلغ المتبقي، ولم يجد طريقة أخرى، فاستثمر الثلاثين ألف ريال في الربا فأصبح ستين ألف ريال، فعالج ابنه به وهو يقول: الضرورات تبيح المحظورات! فما رأيكم في هذا؟
ق. ق. خ المندق
الحمد لله، لاشك أن الاستثمار بطريق الربا من أعظم المحرمات، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أن من يتعاطى الربا ولم ينته عنه فقد آذنه الله بالحرب، فقال تعالى: )ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله( )البقرة: 278-279(.
ولاشك أن تصرف هذا السائل باستثمار ماله في الربا تصرف آثم يحتاج منه إلى التوبة النصوح، ومن تاب تاب الله عليه، لكن بشرط: أن تكون التوبة صادقة وصحيحة ومستكملة شروط قبولها، قال تعالى: )فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره الى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون( )البقرة: 275(، وليس التعامل بالربا من الضرورات المبيحة للمحرمات. والله المستعان.
|
|
|
|
|