ألا ذهبوا وما ذهبوا بعيدا
وصرت بفقدهم فردا وحيدا
بعيدين قريبين أراهم
ودونهمُ أرى بيدا وبيدا
فهم في بطنها أمسوا أسارى
وكلهمُ لنا أضحى فقيدا
وإنى فوق ظهر الأرض لكن
كأني بينهم أمشي وئيدا
أراهم تحت جفن العين عينا
وأبصرهم بها قِيدا فقِيدا
فلو ناديتهم همسا أجابوا
ولست لهم كما كنا مفيدا
فللأرواح من حولي رفيف
وأسمع طارفا حاكى تليدا
أخلائي وأبنائي اذا ما
سمعت نواح قمريٍّ فريدا
أحاول أن أجاوبه نحيبا
وهل يشفي النحيب شجى شديدا
أخاطب ناصرا وعليَّ فيكم
وصالح وابن مالك والرشيدا
وكم ناديت سيفا والخليوي
وحييت الحناكيَّ العميدا
وعبد الله نعم أبو إياد
ومنصورا وهزاع الشهيدا
وكان لصالح الروضان فينا
كما لأخيه ترحيبا حميدا
ومالك يا ابن مالك غبت عنا
محمد كم ترى رأيا سديدا
رضيت بلحدك المقدور عنا
أم العهد: المفارق لن يعودا
عليكم يا أُصيْحابي صلاة
وتسليم يبارَك كي يزيدا
كأنا لم نكن يوما جميعا
بتلك الدار نملؤها نشيدا
ولم نستقبل الغالي سعودا
وحول الأنعمين نعد فديدا
أناديكم وأطمع أن تجيبوا
ولكن البِلى أبلى الجديدا
فلا أجسادكم صدر ورأس
ولا أصواتكم تدعو البعيدا
بلى أصواتكم فينا تعالى
وأشخاص الأحبة لن تحيدا
فيا لهفي إذا صرنا إليهم
أأحرارا ترانا أم عبيدا
أأحراراً نجول بكل واد
ونملأ في مغانينا الصعيدا
أم الأجداث يا لهفي زُبانا
وألحاد نظل بها رقودا
نظل بشوق قاع القبر صرعى
إلى أن يأكل الترب الخدودا
إلى أن نضمحلّ فلا مُحيّا
تراه ولا ترى صيدا وغيدا
ولا عَينا ولا خدّا أسيلا
ولا قدا ولا صدرا وجيدا
ولكن ذا الاساءة في عذاب
وذا الاحسان يلقاه سعيدا
رضينا أم جزعنا كل حيٍّ
يموت سوى الذي خلق الوجودا
فإما للجحيم وزمهرير
وإلا جنة تعني الخلودا