| مقـالات
قبس:
)يدرك بالرفق ما لا يدرك بالعنف، الا ترى ان الماء على لينه يقطع الحجر على شدته( - حكمة عربية -
***
أجري بحث في احدى المدارس المتوسطة عن مدى التزام الطلبة بالصلاة وكانت النتيجة ان ما نسبته 25% محافظون على الصلاة، و40% يصلون أحيانا وأحيانا لا يصلون، و6% لا يصلون.
ماذا تعني هذه النتيجة؟ والى أي مدى علينا ان ننتبه الى تأسيس الجيل القادم والذي نترقب منه الكثير في زمن يعتمد على سواعد الشباب الفتية.
كيف يفقد بعض شبابنا الالتزام بعمود الدين بينما ينادي الغرب بالرجوع الى الدين والدعوة الى ايجاد معايير روحانية لشبابهم لما أحسوا بأهمية الدين وأثره على الانسان!!
التحقيق الذي نشرته «الجزيرة» الجمعة الماضي حول تفريط الشباب بالصلاة جعلني أؤكد ما أردده دائما من أهمية تغيير الأساليب التقليدية التي تمارس في المنزل والمدرسة باسم التربية.
وأشدد بأن الترغيب مهم جدا في مرحلة الطفولة أكثر من الترهيب فالطفل في السنوات الأولى خياله خصب ولو لاحظنا فان أطفالنا وهم في عمر صغير لا يتجاوز عاماً أو عامين يرددون الأذان أو يلاصق الطفل الأم وهي تصلي ويحاول تقليدها، ينحني معها ويتمتم بكلمات.
الفطرة في أولادنا اسلامية نقية ولكن للأسف نهمل تدعيمها...
العلماء التربويون يستندون على قول الرسول )مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين( ليدللوا على أهمية الترغيب وان هذه قاعدة تربوية عميقة حيث ان الفصل بين الترغيب والترهيب فترة طويلة هي ثلاث سنوات ولو جرب الآباء تطبيق هذه القاعدة التربوية الحكيمة في كل السلوكيات التي يحب ان يعتادها أبناؤهم ما احتاجوا الى الضرب مطلقا أو التعنيف.
ان طفل السابعة يحب ان يحلم بالجنة ليفعل السلوكيات الصحيحة وعلينا ان أخطأ ان نقرب اليه العقاب بتشبيه جميل يناسب براءته.
بحثت ذات مرة في فكرة ايجاد رادع للطفل الصغير بخلاف تخويفه من النار أو العقاب اللذين هما حقيقة نشرحها له فيما بعد وأرشدني بحثي إلى فكره أن كلاً منا لديه عند الله قصر في الجنة هو الذي يبنيه فان أطاع الله فكل عمل جميل هو بمثابة أحجار تعلي البناء حتى يكتمل بناء القصر وكل خطأ متكرر يجعل الحجارة تسقط ويهتز البناء أو لا يكتمل.
ساعدتني كثيرا هذه الفكرة في مهمة ترغيب أطفالي الى سلوكيات حميدة وهي مهمة ليست سهلة ولكن مشكلة بعض الآباء انهم لا ينتبهون الى أهميتها الا وقت المراهقة ليبدؤوا في الشكوى والتذمر من ثمر هم الذين بذروه.
لو نظرنا الى تاريخ طفولة بعض الأطفال لوجدناهم اما مهملين واما كانت التربية قاسية ومتشددة وترتكز على الضرب والتعنيف بحجة التأسيس السليم.
اننا بحاجة الى الرفق... الرفق الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ما كان في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه.
جربوا الرفق والمسوا بأنفسكم الى أي مدى يتعطش اليه الأبناء.
|
|
|
|
|