تقول العرب «كل فتاة بأبيها معجبة».. ولكن هل كل مواطن بحاكمه معجب..؟.. بالطبع لا.. فمسألة الولد ووالده مسألة عاطفية وجدانية، أما مسألة الحاكم ومواطنيه فالأمر مختلف.. فلا أعتقد أن الانسان سيعجب ويحب حاكما أنانيا.. حاكما متسلطا.. حاكما مهملا في عمله غير مبال بأهله «مواطنيه».
أقول ذلك من أجل أن أصل إلى رؤية «غير خاصة» في رجل حاكم .. والد يقال له «سلمان بن عبدالعزيز» .. سلمان.. بالطبع له من اسمه نصيب.. وان السِّلم والسَّلم والسلام لآليء مضاءة في هذا المسمى الكريم اذ لا ابداع ولا استقرار إلا في ظل السلم والسلام .. عند ذكر «سلمان» يقفز إلى الذاكرة رجل تخرج من مدرسة «عبدالعزيز» تلك المدرسة التي أُسست على تقوى من الله.. مدرسة المكارم العربية التي اشار اليها زهير بن أبي سلمى ممتدحاً سيدين من سادات العرب وهما «هرم بن سنان والحارث بن عوف المري» حيث قال:
تداركتما عبساً وذبيان بعدما
تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
وقد قلتما إن ندرك السلم واسعا
بمال ومعروف عن الأمر نسلم
فأصبحتما منهما على خير موطن
يبتدين فيها من عقوق ومأثم
عظيمين في عليا معد وغيرها
ومن يستبح كنزاً من المجد يعظم
أتذكر هذه الأبيات الجميلة كلما ذكر «سلمان» حاقناً لدم مواسياً مكلوما.. ماسحاً رأس يتيم.. مفرجاً على معسر وما أكثر هذه المواقف لدى هذا الأمير الكريم.
هذه بعض صفات هذا الأمير.. الانسان.. صفات لم تكن بدعاً وإنما هي متوارثة كما قال «زهير بن أبي سلمى»:
فمايك من خير أتوه فإنما
توارثه آباء آبائهم قبل
وهل ينبت الخطيء الا وشيجة
وتغرس إلا في منابتها النخل
أكتب هذه الكلمات المتواضعة نتيجة ما اسمعه من اناس كُثر كلٌ قضيت حاجته صغرت أم كبرت .. اكتب وانا اتذكر ذات يوم، ان لصديق لي موضوع يحتاج الى توصية سمو الأمير سلمان ولكن هيبة هذا الأمير منعت صديقي من الذهاب إلى مجلسه فألححت عليه فأبى فما كان مني إلا ان اخذت خطابه وذهبت الى سموه وانهيت الأمر في بضع دقائق .. قلب كبير.. قلب كله ابوة.. قلب كله رأفة.. قلب يتسع لهموم كل الناس.. وخلق يجبرك على ان تقف إجلالاً وتكريماً وفخراً بهذا الأمير.
لقد شعر بأبوة هذا الرجل كل يتيم يوم اقيم ذاك الاحتفال الذي ذرفت فيه عينا «سلمان» ورقصت فيه قلوب كل مواطن رأى هذا المشهد المؤثر فرحاً بهذا الانسان الحاكم فرحاً بهذا الأمير المحب المحبوب.