|
| مقـالات
يعتبر علم الفيزياء من بين أهم العلوم المعاصرة، وللفيزياء فروع تخصصية عديدة، فهناك فيزياء الجوامد، وهناك فيزياء الجسيمات الدقيقة.. الخ، ولكن هل يوجد فرع تخصصي باسم «فيزياء المسؤول»؟ ان هذا الفرع الأخير هو في الواقع من نحتي الخاص وتصوري الشخصي، انه محاولة لوصف السلوك القيادي انطلاقاً من بعض المفاهيم الفيزيائية الشائعة، وإليك بعض الأمثلة:
أولاً: يقول أبو الفيزيائيين اسحاق نيوتن في قانون القصور الذاتي ما نصه: «الجسم الساكن يبقى ساكناً إلى الأبد إلى ان تأتي قوة خارجية وتحركه، والجسم المتحرك يبقى متحركاً إلى الأبد إلى ان تأتي قوة خارجية وتوقفه». وفي مقابل هذا القانون نجد بعض القياديين يبقى ساكناً لا يعمل شيئاً إلى ان تأتي قوة خارجية فتدفعه «أزمة تحل بمؤسسته أو كلمات يسمعها من رئيسه»، والبعض الآخر منهم يستمر في ممارساته القديمة التي ألفها دون ان يتأمل في المستجدات إلى ان تأتي قوة خارجية فتوقفه أو تعيد توجيهه.
ثانياً: يؤكد الفيزيائيون اننا وبحكم طبيعتنا البشرية لا نستطيع ان نرى بعض الأضواء رغم وجودها «الأشعة تحت الحمراء»، كما اننا لا نستطيع سماع بعض الأصوات «فوق الصوتية» رغم وجودها، وفي مقابل ذلك قد تجد المسؤول غير مهيأ اطلاقاً ليرى الصور التي لا تعجبه، وغير مهيأ ليسمع الكلام الذي لا يطربه، رغم انه يصبح كله اذناً عندما يعجبه الكلام. يقول الحكيم خالص جلبي «الكرسي يصيب صاحبه بالصمم».
ثالثاً: بعض الأجسام لديها القدرة على ان تشع الحرارة إلى الوسط من حولها، والبعض الآخر يحتفظ بالحرارة لنفسه، وفي مقابل ذلك تجد البعض من القياديين يحمل في رأسه أفكاراً ابداعية وتجديدية لكنه لا ينقلها ولا يشعها إلى رؤوس من يعملون معه، فهو أقرب إلى ما يسمى ب«الثقب الأسود» Black Hole الذي يلتهم الضوء بفعل الجاذبية العظيمة ولا يطلقه ليضيء نفسه أو ما حوله.
رابعاً: يحيط بكل مغنطيس منطقة مكانية يفرض فيها ذلك المغنطيس نفوذه على كل جسم معدني يدخلها، وفي مقابل ذلك يشعر العاملون مع القيادي المبدع بقوى جذب تشدهم تلقائياً نحوه، انهم يشعرون دائماً بوجودهم داخل منطقة نفوذه وذلك لما يتمتع به من سمات شخصية جاذبة وساحرة، وقد تجد اثنين من القياديين يملكون نفس الصلاحيات والإمكانات، أحدهم يشعر كل من حوله بقوة خفية تجذبهم نحوه، في حين لا يجد من يعملون مع الآخر ما يشدهم إليه.
Alomar20@yahoo.com
|
|
|
|
|
