|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ان الله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم عليه السلام خلق له حواء وجعل له من ذريته انسا ومودة ومحبة فيما بينهم، وقد بين الله عز وجل حكمته من خلال التعدد والكثرة..
ان الانسان لا يستطيع ان يعيش وحده دون مخالطة الناس ومعايشتهم والتداخل معهم لان في ذلك تبادلا للافكار والاراء وايضا المصالح العامة المختلفة في هذه الحياة.وهناك مقالة تقول :«ان الانسان اجتماعي بطبعه».
وتختلف اساليب التعامل مع اصناف الناس على حسب طبعهم وطريقة تفكيرهم، فقد كان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يراعي كل شخص على حسب تفكيره عندما يخاطبه ويوجد من الناس من لهم حقوق بعد الله ورسوله وبعد الام والاب الا وهو من يسكن بالقرب من المنزل وهو «الجار» فالواجب علينا حسن مجاورته واحترامه.فكثيرا ما نتحدث عن تراثنا ونبدي اهتمامنا به، ولكن السؤال يطرح نفسه هل التراث هو فقط الادوات والمقتنيات القديمة؟ الاجابة طبعا بالنفي فكل العادات والتقاليد القديمة التي كان لها بصمة في تاريخنا هي بعض تراثنا فمن اهتمام اجدادنا في السابق صلة الجار وتفقد احواله والسؤال عنه بين الحين والاخر، ولم يقتصر الامر على ذلك بل انهم خصصوا من وقتهم ساعات لاجتماعهم وتبادل مصالحهم وترابطهم فيما بينهم .. وكما قال عليه الصلاة والسلام :«ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه».اما حالنا اليوم فقد تبدل.. هل اصابتنا حمى القطيعة؟ ام تجاهلنا سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام؟ لماذا لا نحسن المجاورة ؟ لماذا نتسبب في ازعاج الجار ومضايقته؟ يكفينا منه عندما نسأل عنه كيف الحال وما هي الاحوال فربما يتوجه ذلك الجار بالدعاء لله ويصادف الدعاء وقت الاستجابة فيصيبك الخير، وتأتيك الحسنات، واهم شيء اراحة الضمير عند تأدية عمل فيه خير.اذكر قصة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان جاره يهوديا يضع في كل يوم الاوساخ عند بابه، وفي يوم من الايام افتقده عليه الصلاة والسلام عندما لاحظ غياب اذاه وسأل عنه. البعض منا لا يدري او يعرف عن جاره شيئا . هل وصلنا الى هذا الحد من الانشغال بالدنيا وننسى من حولنا؟ لو خصصنا يوما واحدا في نهاية الاسبوع لزيارة الجار والسؤال عنه لوجدنا في ذلك الراحة للنفس وكسبا للاجر والثواب من عند الله تعالى..
اصابع اليد الواحدة تختلف، فهناك القلة القليلة ممن يصلون جيرانهم .. اذكر قصة رويت لي ان اثنين من الشباب طرقا الباب على جارهما لزيارته فكانت ردة فعل ذلك الجار الدهشة، وبعد الاستضافة وجد ان الشابين لم يأتيا لمصلحة او شيء اخر فقط يريدان السؤال عنه وكسب الاجر والثواب من عند الله عز وجل.فهل تمعنت ايها الجار في فوائد الجار لجاره؟ يقول احد المارة انه رأى سيارة جارة يسيل منها البنزين فبادر بابلاغه حتى لا تحدث كارثة لا سمح الله.
وايضا وجد شخص ماسورة الماء الخاصة بجاره مكسورة من الخارج فبادر بتصليحها اكراما لعلاقة الجيرة واستشعارا بالواجب تجاه الجار.
ان وشائج المحبة بين الناس والترابط فيما بينهم هي اجمل شيء يملكه الانسان في هذه الحياة بعد رضا الله عز وجل، فلماذا نحرم انفسنا من تلك النعمة التي فطر الله الناس عليها؟ احيانا تكون هناك اشياء صغيرة لا نلقي لها بالا لكن لها وقعا كبيراً في النفس ، وعلينا ألا نبخل على جارنا ولو بكلمة بسيطة فنحصد الكثير من الخير والبركة .. جعلكم الله ممن تصلون جيرانكم وتزيدون حسناتكم.
تهاني العنيزي
الرياض
|
|
|
|
|
