| محليــات
كان شكل الجزار الصربي.. صاحب الوجه الكريه.. سلوبودان مليوفيتش.. كان شكلاً مؤلماً.. وهو يجر من السجن إلى المستشفى.. ومن المستشفى إلى السجن.. والأطباء يختلفون حوله.. فأطباء السجن «من بطانته» يقولون.. مريض القلب.. ويحتاج إلى الراحة داخل المستشفى..
وأطباء المستشفى «منصفون» يقول «مافيه إلا العافية».. أعيدوه للسجن..
وسيارات السجن.. تذهب وتعود وفخامة رئيس الدولة «السجين» يجرجر هنا وهناك.. وقد كان بوسعه عندما كان رئيساً أن يترك العنف.. وأن يدرك أن مصير الجزار.. سيكون هكذا..
الجزار الصربي الكريه.. والذي دمر المسلمين ودمر قراهم ومدنهم.. ودكهم بالدبابات والمدافع والطائرات وأحرق المزارع.. وترك وراءه سجلاً أسود.. لم يجد من يتعاطف معه عندما أدخله شعبه إلى السجن.. سوى فخامة الرئيس القائد المؤمن صدام حسين.
وتعاطف فخامة الرئيس المؤمن مع الجزار الصربي ليس وليد اللحظة.. فقد سبق لفخامته أن دان هجمات قوات حلف الأطلسي قبل سنتين أو ثلاث على الآلة الحربية الصربية وقواعدها.. تلك الآلة التي دمرت المسلمين واستهدفت مدنهم وقراهم ووجودهم.. وأرادت محو الوجود الإسلامي من البلقان بل من أوروبا كلها.. ومع ذلك.. ففخامة الرئيس المؤمن المجاهد.. رأى مالم يره المسلمون.. ورأى أن النصارى الصرب الحاقدين الكارهين لكل ماهو إسلامي.. أفضل من المسلمين.. وإنه يجب نصرتهم ومساندتهم والتعاطف معهم ضد المسلمين.
الجزار سلوبودان مليوفيتش.. يشبه صدام في أشياء كثيرة.. بل ربما هما وجهان لعملة واحدة.. وكلا الاثنين تنتظرهما محكمة جرائم الحرب.. لأن كل واحد منهما.. يحتفظ بسجل أسود من الجرائم المفزعة.
لقد أبدى العالم كله.. ارتياحه من إلقاء القبض على هذا الجزار.. وطالبوا بلسان واحد.. بضرورة تقديمه للمحاكمة.. ماعدا «صدام» فقد رأى مالم يره أكثر من ستة مليارات شخص..
لقد رأى فيه.. أنموذجاً فريداً يشبه أنموذج صدام نفسه.
حتى الضلع الثالث لهؤلاء الثلاثة وهو الرئيس الكوبي «كاسترو» سكت عن إلقاء القبض على هذا الجزار.. ولم يعلن بأي شيء.. لأن جرائم الجزار الصربي مخجلة ومخيفة.. ويدينها العالم كله..
أما صاحبنا الرئيس المجاهد المؤمن.. فكان شجاعاً للغاية .. فدان القبض على المجرم.. ودان تقديم المجرم للعدالة.. ودان العدالة.. ودان المحكمة.. وطالب بضرورة اطلاق سراحه.. ليتمكن من القضاء على البقية الباقية من المسلمين في البلقان ويقتل من يقتل.. ويشرد من يشرد.. المهم.. أن يبقى شريكه في الجرائم حراً طليقاً..
ونحن لانلوم صدام أبداً.. لأن إلقاء القبض على هذا المجرم .. يجعل صدام يشعر بأن حبل المشنقة ليس بعيداً عن رقبته.. وإلا.. فمن الذي يصدق أن سلوبودان المجرم العنيد.. الذي أحاط نفسه بسياج عنيف من الحراسات يترك الحكم ويقع بمثل هذه البساطة؟!
مشكلة الرئيس المؤمن المجاهد صدام.. أنه خائف «يتنافض» فمن يطمئنه؟!
|
|
|
|
|