| الاقتصادية
* الرياض من خالد الفريان:
أوضح مصرف الإمارات الصناعي في تقريره لشهر أبريل ان قطاع الثروة الحيوانية في الخليج شهد تطورات هامة في العقدين الماضيين، حيث تضاعف الانتاج في العديد من المجالات، وبالأخص إنتاج الألبان ومشتقاتها والدواجن وبيض المائدة.
وقد أدت هذه التطورات الى تلبية معظم احتياجات الأسواق الخليجية من هذه المنتجات، كما ارتفعت الصادرات للأسواق الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا واستشهد التقرير بتجربة دولة الإمارات التي تمثل نموذجا حيا لحجم التطور الذي حدث في مزارع الابقار والدواجن في العشرين عاما الماضية.
ففي غضون عقدين ارتفع عدد مزارع الابقار والدواجن من مزرعتين فقط الى 27 مزرعة ابقار و34 مزرعة دواجن، أما عدد الأبقار والدجاج، فقد تضاعف كثيرا خلال العشرين عاما الماضية.
وفي نفس الوقت حققت بقية دول المجلس انجازات متفاوتة في تنمية الثروات الحيوانية، وبالاخص المملكة العربية السعودية التي أصبح انتاجها من مشتقات الألبان والدواجن يغطي جزءا كبيرا من الطلب في منطقة الخليج، بالاضافة إلى العديد من البلدان العربية.
وفي الوقت الذي تطور فيه هذا القطاع الغذائي الهام بصورة سريعة، فإن تكامل مكوناته ما زال بعيداً، حيث ما زالت بعض هذه المكونات الأساسية، كمصادر العلف والأدوية البيطرية تعتمد على امدادات الاسواق الخارجية بصورة أساسية، مما قد يعرض هذا القطاع الحيوي الى تقلبات تتطلب جهوداً مضاعفة للتغلب علىها.
وتشكل الأدوية البيطرية ومستلزمات التطبيب البيطري أهمية متزايدة تتزامن مع تزايد اعداد المزارع والانتاج المحلي من منتجات قطاع الثروة الحيوانية.
وتشير البيانات حول دولة الإمارات مثلا إلى ارتفاع واردات الدولة من الأدوية البيطرية بصورة كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية لترتفع بنسبة 42% في عام 2000م ولتصل الى 279 مليون درهم، مقابل 197 مليون درهم في عام 1995م.
وعلى الرغم من ازدياد الاحتياجات المحلية في دول مجلس التعاون الخليجي للأدوية البيطرية ومستلزماتها، فإن إنتاج هذه السلع الخاصة بالوقاية وعلاج مكونات الثروة الحيوانية يقتصر على بعض معامل التعبئة، وبالاخص في المملكة العربية السعودية، حيث تقوم هذه المعامل باستيراد الأدوية البيطرية وإعادة تعبئتها بأحجام مختلفة.
حققت دول المجلس نجاحا ملحوظا في انتاج بعض أنواع الأدوية البشرية. حيث تملك دول المجلس خبرة جيدة في انتاج الأدوية بكافة اشكالها، اذ تم اقامة بعض مصانع الأدوية في العقود الثلاثة الماضية، بما في ذلك مصنع «جلفار» في دولة الإمارات، وتمكنت هذه المؤسسات الصناعية من تلبية بعض الأنواع من الأدوية لتلبية متطلبات الأسواق في دول مجلس التعاون وبعض البلدان العربية.
ونظرا للانتشار السريع للأمراض والفيروسات التي تصيب الثروة الحيوانية من ماشية وطيور، فإن منتجات مصانع الأدوية البيطرية يمكن أن تقوم بانتاج أنواع متعددة من الأدوية التي تلائم طبيعة الأمراض والاوبئة التي تصيب الثروة الحيوانية في دول مجلس التعاون، خصوصا وان مستشفيات خاصة ببعض انواع الحيوانات والطيور اقيمت في الفترة الاخيرة في هذه الدول.
ان الخسائر التي يمكن ان تنجم عن الامراض التي تصيب الماشية والطيور فادحة اذا لم يتم اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة،
وبالاخص توفر اللقاحات والتطعيمات التي يمكنها الحد من انتشار الاوبئة، فمرض الحمى القلاعية الذي انتشر في مختلف بلدان العالم مؤخراً، بما فيها منطقة الخليج، كلف بريطانيا وحدها 6 مليارات دولار في فترة زمنية قصيرة.
لذلك فإن إقامة وتطوير مصانع الادوية البيطرية في دول المجلس يكتسب أهمية اقتصادية كبيرة الى جانب أهميته الغذائية والبيئية،
مما يتطلب اهتماما شاملا بمكونات الثروة الحيوانية، بما في ذلك البيطرة ومراكز الابحاث والدراسات الخاصة بالثروة الحيوانية في دول مجلس التعاون الخليجي.
|
|
|
|
|