| المجتمـع
* اجرى الحوار صالح العقيل:
كنا قد نشرنا في عدد سابق الجزء الاول من اللقاء مع رئيسة مركز الإشراف الطبي على الوحدات الصحية التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات بالرياض د. عذراء عبدالعزيز العقيل حول التغذية ومشاكلها قبل السن المدرسي، واليوم ننشر الجزء الثاني من اللقاء مع د. عذراء حول التغذية السليمة في السن المدرسي المرحلة الابتدائية ذلك لأن تلاميذ المدارس هم الجيل الذي تعتمد عليه عجلة النماء الاجتماعي والاقتصادي للأمة، ولتأكيد اطراد هذا النمو في المستقبل، يجب ضمان نجاح العملية التعليمية والتربوية لهذا الجيل والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعملية التغذية الجيدة والسليمة فكلما كانت الحالة الغذائية ضعيفة قلت الفائدة المكتسبة من التعليم والحياة المدرسية.
* بداية.. ماهي خصائص مرحلة السن الدراسي لعمر 612 سنة؟
تتصف هذه المرحلة من العمر بالنمو التدريجي المستمر حيث يقضي الطفل فيها معظم وقته بالمدرسة ويظهر تأثير الزملاء والمعلم ويصبح تأثيرهما اقوى من تأثير الآباء في النصح والارشاد، كما يتعود الطفل الانتظام في كثير من اموره ويكتسب الخبرات العلمية والعملية من خلال المناهج الدراسية وبالاحتكاك بالمجتمع المدرسي. اضافة الى اظهار الاهتمام بالمال حيث يطالب بالحصول على مصروفه اليومي والحرية في شراء الطعام من المقاصف المدرسية والمطاعم والمحال المجاورة للمدرسة الامر الذي يؤدي به الى ان يتبنى منحى غذائيا بديلاً ينتج عنه استهلاك انواع من الغذاء ذات قيمة غذائية مثيرة للتساؤل من حيث فائدتها، ايضا من الخصائص في هذه المرحلة زيادة الشهية للطعام نتيجة لزيادة النشاط الحركي والنمو المستمر بالاضافة الى عدم رغبة الطفل في الجلوس على مائدة الطعام مع بقية افراد العائلة و تناول الطعام بكفاية لانشغاله بنشاطات اخرى كاللعب وغيره يترتب على ذلك قلة تناوله للخضروات المطبوخة مثلاً او الاطعمة المختلطة وغيرها.
* ماهي مظاهر التغذية الصحية في هذه المرحلة العمرية؟!
ان الطفل الذي لم يتعرض لسوء التغذية في هذه المرحلة نجده يتميز بان الطول والوزن مناسبان للعمر مما يدل على ان معدل النمو طبيعي وان القوام معتدل حيث ان الرأس منتصب والصدد بارز والكتفان مسطحتان والبطن غير بارز وكذلك النمو الجيد للعضلات واختفاء طبقة الدهن التي يتميز بها الاطفال الاقل عمراً، وان الجلد ناعم مائل للطراوة والشعر لامع والعينان براقتان هذا بالاضافة الى الحيوية و النشاط والتي يصبر عنهما في النشاطات الجسمية و العقلية المتوافقة حيث تحمل التعب و الجهد لفترة اطول وحسن الانتباه والاصغاء الى المعلم والقدرة على التركيز واخيراً التمتع بالنوم الهادئ والمريح.
* ماهي الاحتياجات الغذائية المناسبة للاطفال في هذه المرحلة؟
تتميز هذه الفترة بأن اسنان الطفل اللبنية تتبدل وتظهر مكانها الاسنان الدائمة ولفترة قصيرة تكون الاسنان الامامية مفقودة مما يجعل عملية المضغ مفقودة لذا يجب مراعاة ذلك عند اختيار الاطعمة ويحتاج الطفل الى تناول كمية كافية من البروتينات ذات القيمة الحيوية العالية والفيتامينات و العناصر المعدنية من اجل النمو السوي، كذلك يحتاج الى الدهون والكربو هيدرات لتزويده بالطاقة اللازمة لقيام الجسم بنشاطاته و صيانته، ويعتمد ذلك كله على عدة عوامل منها كتلة الجسم و معدل النمو ومدى النشاط الجسماني والاستقلاب الاساسي «التمثيل الغذائي».
* ماذا عن وجبة الافطار.. ومدى اهميتها بالنسبة للطفل في هذه المرحلة؟
تمثل وجبة الافطار اهمية بالغة للتلاميذ فهي تساعد على زيادة الاستيعاب والفهم الذي ينعكس اثره على التحصيل الدراسي ومن الاسباب التي تؤدي الى عدم تناول وجبة الافطار او اهمالها.. لايوجد وقت كاف، لايوجد من يحضر الفطور، اتباع نظام الرجيم لايرغب في الانواع المحضرة وغيرها من الاسباب ولتلافي هذه المشكلة يمكن للام ان تهتم باعداد الفطور لاولادها قبل وقت كاف من الذهاب الى المدرسة، كما يمكن اشراك الابناء في اعداد وجبة الافطار اذا كانت الام تعمل ويجب ان يكون الافطار سهل التحضير ومتنوعا.
* تسوس الاسنان.. ماهي اسبابه.. وكيف تجنبه؟
يعتبر تسوس الاسنان من اهم المشكلات المرتبطة بالتغذية والمنتشرة عند الاطفال ويحدث في الدول العربية نتيجة لاربعة عوامل اساسية هي:
1 استعداد او قابلية الاسنان للتسوس «غالباً ماتكون وراثية».
2 وجود كربوهيدرات قابلة للتخمر في الفم.
3 وجود المكروبات التي تخمر الكربوهيدرات.
4 النقص في تركيز الفلور بماء الشرب.
وللتغذية السليمة دور مهم في نمو وتطور وسلامة الاسنان والانسجة المحيطة بها.
ففيتامين A ضروري في تكوين طبقة المينا، وفيتامين C مهم في تكوين طبقة العاج وعنصرا الكالسيوم والفوسفور وفيتامين D مهمان في عملية التكلس بالاضافة الى ضرورة توفر الفلور اثناء عملية تكلس الاسنان.
فزيادة تناول الحلويات والمشروبات الغازية بين الوجبات في المدارس وقلة الاهتمام بنظافة الفم واللثة كل ذلك يلعب دوراً في انتشار التسوس لذا يجب لفت نظر المعلمين والعاملين بارشاد الاطفال لبث التوعية لدى التلاميذ بالمدرسة حول ضرورة تنظيف الاسنان والامتناع عن تناول الحلويات الا مع الوجبات الرئيسية وتناول اطعمة غنية بالكالسيوم والفوسفور والاطعمة الصلبة الغنية بالالياف التي تساعد على غسيل الاسنان بواسطة افرازات الغدة اللعابية.
* ماهي الأمور التي تتعلق بالسلوك الغذائي غير السوي للطفل في هذه المرحلة؟!
الأمور كثيرة أهمها عدم تناول وجبة الافطار، إصابة الاطفال بالسمنة، فقر الدم الناجم عن عوز الحديد، تسوس الاسنان، بالاضافة الى تناول الاطعمة بين الوجبات الاساسية.
حيث ان الغالبية من الاطفال يتناولون اطعمةبين الوجبات عالية الكالوري وذات قيمة غذائية منخفضة مثل المشروبات الغازية والبطاطس المقلية والذرة المحمصة والحلويات وغيرها مما يقلل من اقبالهم على تناول الطعام في الوجبات الرئيسية التي تحتوي عادة على اطعمة ذات قيمة غذائية وضرورية لبناء اجسامهم بناء سليماً.
* ماذا عن القيمة الغذائية للاطعمة المقدمة للتلاميذ بالمدارس؟
تعتمد معظم المدارس في الدول العربية على المطعام المدرسية في تقديم الاطعمة للتلاميذ، مما يجعل الاهتمام بالتغذية المدرسية امراً بالغ الاهمية، لمنع ماقد يحدث من امراض سوء التغذية عند الاطفال، ولقد نص برنامج التغذية المدرسية في الولايات المتحدة الامريكية على ان تغطي وجبة الغذاء المدرسي ثلث المخصصات اليومية الموصى بها لمعظم المغذيات للاطفال في هذه المرحلة، وبناء على هذا يجب ان تحتوي الاغذية المقدمة للتلاميذ في المدارس على اللبن كمصدر هام للكالسيوم الضروري لبناء الهيكل العظمي للاطفال بالاضافة الى الفواكه الطازجة سهلة التداول كالتفاح والبرتقال والموز والتي تعد مصدراً جيداً للفيتامينات والعناصر المعدنية والالياف مع ضرورة ان تحتوي الاطعمة المقدمة على عنصر الحديد وفيتامين C.
* ماهي النصائح والإرشادات التي ترينها لتحسين تغذية اطفال المدارس؟
إن اطفال المدارس من الفئات الحساسة التي قد تكون اكثر عرضة للإصابة بامراض سوء التغذية ولذلك لابد من الاهتمام بتصحيح العادات والسلوك الغذائي في المنزل والمدرسة من خلال تغذية الاطفال التغذية السليمة ومن اهم التوصيات لتحسين تغذية اطفال المدارس مايلي:
1 الاهتمام بالتغذية السليمة منذ مرحلة الرضاعة وماقبل المدرسة وذلك حتى يبدأ الطفل المرحلة الدراسية وهو في صحة جيدة عقلياً وجسمياً.
2 تعليم الطفل في المدرسة القواعد الاساسية للتغذية السليمة بطريقة بسيطة ومسلية مع المواد العلمية الاخرى وذلك بطريقة مباشرة او تطبيقية.
3 تصميم لوحات ارشادية في المدارس وداخل الصفوف توضح اهمية تناول الافطار بالمنزل لضرورة هذه الوجبة في رفع مقدرة التلاميذ على الاستيعاب والحضور الذهني اثناء اليوم المدرسي وعلى الاحتفاظ بالنشاط المناسب خلال الفترة الصباحية.
4 التوجيه على اهمية بيع الوجبات الخفيفة بمقاصف المدرسة وضرورة احتوائها على اللبن والفواكه والمواد المنتجة للطاقة حتى يتمكن التلاميذ من تناول وجبة الغذاء الساخنة عند عودتهم الى المنزل لأهميتها واكتمالها.
5 السماح والتشجيع على جانب مكونات الوجبة الخفيفة من المنزل لضمان النظافة الصحية وبهدف تنفيذ الاسرة للبرنامج الغذائي اليومي للطفل.
7 تنويع الاطعمة المقدمة في المدارس حتى لايشعر التلاميذ بالملل من تكرار نفس الطعام مع مراعاة الظروف المناخية من حيث الصيف والشتاء.
7 مراعاة الشروط الصحية للمطاعم في المدارس حيث ان المقصف المدرسي جزء من النشاط التعليمي للتلاميذ، وان وجود المقصف ذا المستوى الصحي السيء يعطي انطباعاً سيئا للتلاميذ.
8 تصحيح بعض العادات الغذائية الخاطئة مثل عدم تناول الخضروات او تناول كميات كبيرة من الحلويات او الدهون لتجنب الزيادة في الوزن «البدانة او السمنة» والتي ظهرت كمشكلة بين طلاب المدارس بنين وبنات.
9 ادخال التثقيف الصحي في المناهج الدراسية كموضوع مستقل بذاته مع التركيز على الارتقاء بالعادات الصحية المرتبطة بالاغذية والصحة الشخصية.
|
|
|
|
|