| مقـالات
55 (وقعا عِكْمي عَيْر):
العِكْمان: مفردهما عِكْم، وهو الحمل، وإذا وقع العكمان عن ظهر الدابة وصلا إلى الأرض معاً. ويقال أيضاً: (هما عِكْما عَيْر)، أي هما سواء، كما يقال أيضاً: (ما وقعا عِكْمي عَيْر)، أي هما ليسا بسواء. ويقولون في هذا المعنى: (وقعا كركبتي البعير، لأن ركبتي البعير إذا أراد البروك وقعتا معاً، وقالوا أيضاً: (سقط المتصارعان عِدْليْ بعير) أي متساويين.
مضربه: يضرب للشيئين المستويين.
56 ( لا تكن أدنى العَيْرين إلى السهم):
معناه: لا تتعرض للشر من بين أصحابك، فتكون أقربهم إلى المكروه. قال أبوهلال العسكري (2/311): ونحوه قولهم: (لا تكن كالباحث عن الشَّفْرة).
مضربه: يقال في التحذير من التعرض للشر.
57 (فلان أكفر من حمار):
مورده: هو رجل من عاد كان يقال له: حمار بن مويلع، وقيل: هو حمار بن مالك بن نصر الأزدي، كان مسلماً على ديانة هود عليه الصلاة والسلام، وكان يملك وادياً طوله مسيرة يوم في عرض أربعة فراسخ، لم يكن ببلاد العرب أخصب منه، وفيه من كل الثمار، فخرج بنوه يوماً إلى الصيد، فأصابتهم صاعقة، فهلكوا، فكفر وقال: لا أعبد من فعل هذا ببنيّ، ودعا قومه إلى الكفر، فمن عصاه قتله، فأهلكه الله وخرّب واديه، فضربت العرب به المثل في الكفر، قال الشاعر:
ألم تر أن حارثة بن بدرٍ
يُصلي، وهو أكفر من (حمار) |
مضربه: يضرب لشدة الكفر.
58 (أكُلُّ شوائكم هذا جُوفان؟)
مورده: أصله أن رجلاً من بني فَزارة، ورجلا من بني عبس، ورجلا من بني عبدالله بن غَطفان، صادوا عَيْراً (أي حمارا وحشيّا)، فأوقدوا نارا، وخرج الفزاري لحاجةٍ، فاجتمع رأي العَبْديّ، والعبسي، على أن يقطعا جُوفان الحمار (أي ذكره)، ثم دسّاه في الشواء، فلما رجع الفزاري جعل العبديّ يحرك الجمر بالمسعَر، ويستخرج القطعة الطيبة، فيأكلها ويطعم منها صاحبه، وإذا وقع في يده شيء من جوفان الحمار دفعه إلى الفزاري، فجعل الفزاري كلما مضغ منه شيئاً امتد في يده، وجعل ينظر فيه فيرى فيه ثقبا، فيقول: ناولني غيرها، فيناوله مثلها، فلما فعل ذلك مراراً قال: (أكلُّ شوائكم هذا جُوفان؟)، فذهبت مقولته مثلا.
مضربه: يضرب في تساوي الشيء في الشر (الميداني 2/151).
59 (أجهل من حمار أهله):
ما يزال الناس يشبّهون الجاهل بالحمار، فإذا توغل في الجهل قيل عنه: أجهل من حمار، أو أجهل من حمار أهله.
مضربه: كان ابن تيمية رحمه الله يستعملها فيمن يزيغ ويصر على زيغه رغم قيام الأدلة.
60 (أضلّ من حمار أهله):
هو كالمثل السابق.
61 (أسرع من العَيْر):
مورده: قالوا: إن العير هنا هو إنسان العين، سمي عيْراً لنُتوّه، ومن هذا قولهم في المثل الآخر: (جاء فلان قبل عَيْر وما جرى) يريدون به السرعة، أي قبل لحظ العين، قال الشاعر تأبط شرّاً:
ونارٍ قد حضأتُ بُعيْد وهنٍ
بدارٍ ما أردت بها مُقاماً
سوى تحليل راحلةٍ، وعَيْرٍ
أكالئة مخافة أن يناما |
(حضأت: أوقدت، الوهن: نحو منتصف الليل، أكالئة: أراقبه)
مضربه: يضرب في شدة السرعة.
( سار أُحُد كما سار عَيْر):
جبل عَيْر: هو حدّ حرم المدينة المنورة من ناحية الجنوب، كما أن جبل ثور الموجود شمال أحد بجانب الصرف الصحي هو حدها من ناحية الشمال، ومن الغريب أن أمانة المدينة أو بعض مهندسيها وجدوا أن المسافة بين عَيْر والحجرة النبوية المشرفة، مساوية للمسافة التي بينها وبين جبل ثور المشار إليه، وقد جاء في بعض الآثار أن عَيْر يسير في آخر الزمان إلى موضع كذا، ثم يسير أحد بعده، فيُراع الناس ويقولون هذه الجملة.
مضربه: يضرب لتوالي الأحداث ذات الدلالة.
62 (كل من ضرب العَيْر مَوَالٍ لنا):
مورده: أول من قاله الشاعر الحارث بن حِلِّزة، قال:
زعموا أنّ كلّ من ضرب العَي
رَ مَوَالٍ لنا، وأنّا الولاءُ |
قال الخليل بن أحمد: المراد كلّ من ضرب بجفن على عين. فالعيْر هو إنسان العين. وقال آخرون: المراد بالعَيْر، سيِّد القوم، وذلك على تشبيه السيد بالعيْر، لأن العَيْر الذي هو الحمار، قيم الأتن وقريعها.
وقال بعضهم: إنه إنما أراد قبيلة زياد، لأنهم كانوا أصحاب حمير.
مضربه: يضرب في ادعاء بسط السيادة.
|
|
|
|
|