أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th April,2001 العدد:10431الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,محرم 1422

العالم اليوم

بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير.. خبراء ودبلوماسيون يحذرون:
الشرق الأوسط فوق صفيح ساخن
* القاهرة مكتب الجزيرة محيي الدين سعيد:
^^^^^^^^^^^^^
أكد خبراء ودبلوماسيون ان قيام إسرائيل بضرب محطة رادار سورية في لبنان ثم احتلال مناطق تابعة للسلطة الفلسطينية في غزة والانسحاب منها يعد تصعيداً خطيراً للأوضاع المتوترة في منطقة الشرق الأوسط ويضع هذه المنطقة فوق صفيح ساخن اجمع الخبراء على ان هذا العدوان يعد استكمالاً للنهج الدموي الذي عرف عن رئيس الوزراء أرييل شارون محذرين من ان استمرار هذا النهج يدفع بالمنطقة إلى تصعيد خطير ويهدد بتوسيع دائرة المواجهات بما يقود إلى حرب اقليمية ومواجهات شاملة تقوض استقرار المنطقة.
^^^^^^^^^^^^^
وأشاروا إلى ضرورة تحمل العرب مسؤوليتهم في دعم المواقف السورية واللبنانية والفلسطينية في مواجهة الاستفزازات الإسرائيلية وضرورة تحمل الولايات المتحدة مسؤوليتها في العدول عن الموقف المنحاز لإسرائيل والذي يقود أيضاً إلى جانب تهديد استقرار المنطقة تهديد المصالح الأمريكية بها.
ويصف صلاح الدين حافظ أمين عام اتحاد الصحفيين العرب التصعيد العدواني الإسرائيلي الاخير بأنه جزء من استراتيجية عدوانية تتبناها حكومة شارون وتتعمد من خلالها تقويض كل الجهود الدولية والاقليمية الساعية لاقرار السلام الشامل في المنطقة.
ويحمل حافظ الولايات المتحدة مسؤولية تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية ضد الدول العربية مؤكدا ان المباركة الأمريكية والصمت الدولي شجعا شارون على المضي قدماً في خططه لقمع الانتفاضة الفلسطينية وتهديد الدول العربية المجاورة مشيراً إلى ان إسرائيل تستهدف من عدوانها على الموقع السوري في لبنان إلى استدراج سوريا ولبنان إلى مواجهات عسكرية واسعة مع استمرار إسرائيل في أعمالها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني ومنشآته ومساكنه.
ويشير صلاح الدين حافظ إلى ان مسؤولي الحكومة الإسرائيلية الحالية لديهم اتفاق في اهدافهم العدوانية ضد العرب، حيث يخرج بين الحين والآخر هذا المسؤول أو ذاك بتوجيه تهديد إلى دولة عربية ومن ذلك ما وجهه مسؤول إسرائيلي من تهديدات بقصف السد العالي والمواقع المصرية.
ويؤكد ان استمرار الموقف الأمريكي المنحاز للسياسات الإسرائيلية سوف يضر ضرراً بالغاً بالمصالح الأمريكية في المنطقة ولذلك فإن الإدارة الأمريكية مطالبة بتعديل هذا الموقف قبل ان تتصاعد الأمور إلى اشعال مواجهات واسعة في المنطقة.
بث الرعب
الكاتب محمد سيد احمد يلخص الأهداف الإسرائيلية بالسعي إلى بث الرعب وزرع اليأس في قلوب الفلسطينيين والعرب جميعاً، ويضيف ان شارون من كبار المؤمنين بالنظرية الصهيونية القائلة بأن سلام إسرائيل مع العرب ما هو إلا انصياع العرب بلا قيد أو شرط لمفهوم إسرائيل عن السلام، وان المفاوضات هي فقط كي تتمكن القيادة الفلسطينية من تطويع وتكييف الجماهير الفلسطينية حتى تستسلم لهذا المفهوم وتستوعب الزعم بأنه لا بديل عنه.
ويضيف ان شارون من أشد المؤمنين بأن السلام ما هو إلا فرض الأمر الواقع، منطلقاً من انه لا سلام حقيقي بين إسرائيل والعرب ابتداء، فإما العرب وإما إسرائيل ولا تعايش بينهما، لذلك فإن شارون يسعى إلى سحق الانتفاضة وترهيب سوريا ولبنان وجر دول عربية أخرى إلى المواجهة.
ويشير إلى ان شارون فشل في تحقيق مخططه بعدم استئناف المفاوضات ما لم يوقف الفلسطينيون انتفاضتهم واضطر إلى إجراء اتصالات في ظل زيادة قوة المقاومة الفلسطينية، ثم عاد لفتح جبهات جديدة للمواجهة مع سوريا ولبنان لصرف الأنظار عن حربه التدميرية ضد الفلسطينيين وهو لا يدري انه يجر المنطقة جميعها إلى الاشتعال.
ويؤكد محمد سيد احمد على ضرورة المساندة العربية الفعلية للمواقف السورية واللبنانية والفلسطينية في مواجهة الحماقات التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية برئاسة شارون.
فكرة السيطرة الإقليمية
السفير وفاء حجازي مساعد وزير الخارجية السابق يرى ان الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة هي محاولة تل ابيب لأن تؤكد بأنها الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وان تخضع المنطقة لارادتها وتقوم بضرب أي دولة تنظر إلى هذه المكانة.
ويفسر حجازي ذلك بأن فكرة السيطرة الاقليمية هي المتحكم في اتخاذ القرارات الإسرائيلية وذلك بدعم من الإدارات الحكومية المتعاقبة.
ويرى حجازي ضرورة وجود فاعلية للموقف العربي في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي وذلك عن طريق تحقيق التضامن الفعلي والاتحاد في مواجهة السياسات الاستفزازية التي تنتهجها إسرائيل.
ويؤكد على ضرورة تحجيم العلاقات العربية بإسرائيل والعمل على إعادة تطويق إسرائيل ودعم الانتفاضة والمقاومة اللبنانية وأيضاً دعم أي خطوات تتخذها الحكومة السورية للرد على الاعتداءات الإسرائيلية عليها.
ويقول السفير احمد أبو الخير مساعد وزير الخارجية السابق انه إذا كانت التهديدات الإسرائيلية أصبحت سمة للحكومة في تل أبيب فإن هذا كان متوقعاً في ظل صعود حزب الليكود المتشدد لسدة الحكم في إسرائيل، ذلك ان هذا الحزب والكلام مازال لأبو الخير يستهدف ارغام المنطقة للخضوع للدولة الصهيونية عن طريق الارهاب والاعتداءات المتكررة على مختلف الجهات وذلك ايضا في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة التي تستهدف هي الأخرى تقرير الوجود الأمريكي في المنطقة بدعم القوة الإسرائيلية.
ويضيف السفير أبو الخير ان الحكومة الإسرائيلية الجديدة جاءت بسياسة التهديد بالحرب ليس لسوريا أو لبنان وحدهما ولكن أيضاً لمصر والعراق وإيران إلى جانب حرب ابادة للشعب الفلسطيني الجارية حالياً وكل ذلك بهدف بث الخوف في نفوس الجميع لكي تملي إسرائيل شروطها على الموقف العربي وللتراجع عن كل ما تحقق سابقاً في عملية السلام.
ويرى أبو الخير ضرورة اخذ كل التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد لأن حكومة شارون تستهدف اشعال المنطقة او ابقاءها فوق صفيح ساخن.
تعديل الخلل
الخبير الاستراتيجي اللواء صلاح سليم يؤكد ان الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان إلى جانب الحرب الدائرة ضد الفلسطينيين ومحاولة زج أطراف أخرى مثل مصر أو العراق أو إيران كل ذلك يأتي في إطار استراتيجية الاحتواء الأمريكية التي تلتزم بها إدارة بوش ضد دول المنطقة، وهذه الاستراتيجية وضعت في إطار وثيقة الأمن القومي الأمريكي والتي أبرمت في سبتمبر عام 96 وتتضمن المصالح الأمريكية بوضوح.
ويرى اللواء سليم ان المهم للدول العربية الآن ان تعمل على تعديل الخلل الحالي في التوازن الاستراتيجي بينها وبين إسرائيل وان هذا الأمر يستلزم توثيق العلاقات العربية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً بعدد من دول العالم مثل الصين وروسيا وفرنسا وإيران لأن وضع البيض كله في سلة أمريكا نوع من الغباء السياسي والوصف للواء سليم والذي يضر بمصالح الأمن القومي للدول العربية.
ويقول نبيل عبدالفتاح الخبير الاستراتيجي بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية انه يجب على العرب اعادة وقراءة أهداف الاستراتيجية الإسرائيلية وتحليل قرارات الحرب السابقة مع قراءة السياسة الخارجية وفي نفس الوقت يجب قراءة رؤية شارون الاستراتيجية طوال فترة الثمانينيات والتي حدد فيها حدود الأمن القومي الإسرائيلي والقرارات العسكرية الأمنية التي يمكن اتخاذها في ضوء هذه الحدود والتي تمتد إلى جمهوريات آسيا الوسطى حالياً.
ويشير عبدالفتاح إلى ان القوات السورية هي هدف استراتيجي وأمني للسياسة العسكرية الإسرائيلية وان الحكومة الإسرائيلية برئاسة شارون تقود المنطقة إلى مواجهات شاملة بعدوانها على القوات السورية واستمرار اعتداءاتها على لبنان إلى جانب حربها المستمر ضد الشعب الفلسطيني.
ويذكر عبدالفتاح بالعملية العسكرية الإسرائيلية المسماة «أوزران» في عهد حكومة الليكود برئاسة مناحم بيجن والتي استهدفت ضرب المفاعل النووي العراقي مؤكدا ان هذه العملية يمكن تكرارها ضد أهداف سورية ولبنانية في الفترة المقبلة.
ويقول عبدالفتاح ان الإدارة الأمريكية مطالبة بالتخلي عن انحيازها الواضح لإسرائيل وان تقوم بمهام دور الراعي لعملية السلام والذي ارتضته لنفسها كما يجب ان يكون بالضغط على إسرائيل لوقف هذه الاعتداءات وعدم تصعيدها بما يهدد بمواجهات شاملة تهدد استقرار المنطقة جميعها.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved