| الريـاضيـة
*كتب عبدالكريم الجاسر :
أجل فريقا الاتحاد والأهلي حسم لقاء الجولة الأولى من مباراتي المربع الذهبي إلى لقاء الإياب وذلك بعد تعادلهما دون أهداف في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء أمس على استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة.
حيث قدم الفريقان لقاء حماسياً متكافئاً ساده الحذر الدفاعي في الشوط الأول من الاتحاد وفي الشوط الثاني من الأهلي.. وخلا في مجمله من الألعاب الهجومية والهجمات المنظمة نظراً للشحن الكبير الذي لعب به الفريقان والذي أثر كثيراً على أداء اللاعبين ليقدما معاً مباراة متواضعة خلت من كل شيء.
** الاتحاد فرط في حسم اللقاء لمصلحته في الشوط الثاني حين أهدر مهاجمه الحسن اليامي ضربة جزاء في الدقيقة 15 احتسبها الحكم الدولي عبدالرحمن الزيد وسط شكوك كبيرة في صحتها.. وذلك لأن حارس المرمى الأهلاوي تيسير آل نتيف قصد الكرة وتمكن منها ليصطدم به أبو شقير ويعلن الزيد ضربة جزاء غير صحيحة تصدى لها آل نتيف وأبطل إشكاليتها ليفرض التعادل نفسه على أجواء اللقاء.
** مباراة الأمس شهدت تكافؤاً كبيراً وتشابها في الأداء أبقى اللعب معظم فترات المباراة في خط الوسط.. رغم الاندفاع البدني الكبير الذي كان عليه لاعبو الفريقين والمجهود الوافر الذي قدمه نجومهما ليخرجا بالتعادل العادل حيث نجح حارسا المرميين والمدافعون في تقديم لقاء خالٍ من الهفوات ومن ثم إلغاء كل المميزات الهجومية للمهاجمين ولاعبي الوسط..
الاتحاد فرض أسلوبه على اللعب وأجبر الأهلي باللعب كما يريد.. حين دافع في الشوط الأول بنجاح وهاجم في الشوط الثاني بكل قوة ليعيد الأهلي لملعبه لكن لم يستطع التسجيل من أشباه الفرص التي تجاوزت دفاع الأهلي.. والشيء نفسه حدث مع هجمات الأهلي المعاكسة التي لم تكن في مستوى تجاوز دفاع الاتحاد الجيد.
مدربا الفريقين لعبا بكل أوراقهما خلال اللقاء وظهر واضحاً تأثر الأهلي بغياب مهاجمه الدولي طلال المشعل وكذلك عدم إشراك سعد الدوسري منذ البداية.. وجاءت تغييرات المدرب الأهلاوي بإخراج الكنزاري والقهوجي لتضعف خط الوسط وتسمح للاتحاد بالاستحواذ على الكرة وتهديد مرمى الأهلي كثيراً.. كما لم يضف السنغالي فاييه أي خطورة لهجوم فريقه.
أما أوسكار فقد أجاد في التعامل مع ظروف المباراة حيث غير طريقة لعبه في الشوط الثاني وتخلى عن أحد مدافعيه )الخليوي( لمصلحة لاعب وسط وحاول كثيراً تعديل خط هجومه بإشراك مزروق وحمزة لمساندة سيرجيو.. غير أن المباراة كانت تسير للتعادل لتراجع الأهلاويين لملعبهم وعدم تقدم شليه وعبدالغني لتضيق بذلك الفرصة أمام هجمات الاتحاد ويخرج الفريقان بالتعادل السلبي.
المباراة
بدأ الفريق الأهلاوي اللقاء مهاجماً رغم تشكيل الفريق المعتمد على مهاجم واحد.. حيث دخل لوكا اللقاء برباعي الدفاع الخيبري وفلاتة وشليه وعبدالغني.. وفي الوسط خماسي مكون من الزهراني وسويد وأسامة برناوي والقهوجي والكنزاري وفي الهجوم عبيد الدوسري.. واعتمد الأهلي على تدعيم هجماته بالكنزاري والقهوجي خلف عبيد الذي تنقل للأطراف والعمق بعيداً عن الرقابة.. تاركاً الفرصة لانطلاقات القهوجي والكنزاري المدعومة بالظهيرين والسويد.
واستمر الأهلي مسيطراً على اللعب طوال ال15 دقيقة الأولى مستفيداً من تراجع الاتحاد الذي لعب بنفس استراتيجيته الدفاعية أمام الهلال الأسبوع الماضي.. حيث لعب زايد في المرمى وأمامه خمسة لاعبين هم خريش وسهيل وفي العمق الثلاثي باسم اليامي وحسين مبروك والخليوي.. ولعب في الوسط ثلاثة لاعبين هم نور وجيلسي وأبو شقير يدعمهم باستمرار الحسن اليامي المتراجع.. وفي الهجوم سيرجيو وحيداً. وبعد امتصاص الاتحاديين للهجوم الأهلاوي نفذ الفريق عدداً من الهجمات بانطلاقات سيرجيو ناحية الطرف الأيمن لاستغلال تقدم شليه وترك منطقته خالية في بعض الفترات.
** أداء الفريقين انحصر في وسط وظهر التحفظ الدفاعي للفريقين وتكثيف الوسط مما قتل العديد من الهجمات في الطرفين.
وظهر واضحاً عدم تقدم عبدالغني خلف الهجمات وتدعيم مركزه باللاعب أسامة برناوي.. وحرص كلا الفريقين على الضغط على حامل الكرة في الوسط وقطعها من بداية الهجمة ولذلك تركزت الخطورة على الكرات الطويلة لعبيد في الأهلي وسيرجيو في الاتحاد وكان بإمكان خريش افتتاح النتيجة بتسديدة قوية تصدى لها آل نتيف ببراعة مبعداً الكرة إلى ضربة ركنية.
أما الأهلي فقد نجح عبيد في تهديد مرمى الاتحاد أكثر من مرة وأهدر عدة فرص بعدم تعاونه مع القهوجي وسوء تركيزه داخل المنطقة وساهمت مصيدة التسلل الاتحادية في إلغاء فاعلية أكثر من هجمة أهلاوية مع نجاح الوسط الأهلاوي في تشكيل حاجز دفاعي جيد أمام الهجمات الاتحادية التي تألق في قيادتها محمد نور كما هو الحال مع الكنزاري في الأهلي.. غير أن اللعب ظل محصوراً في الوسط معظم فترات الشوط الأول بفضل الكثافة العددية للفريقين في هذا الشوط مما أنهى الشوط الأول سلبياً رغم الاندفاع البدني والحماس الذي لعب به كلا الفريقين والمحاولات الجادة للاعبين هنا وهناك..
الوسط الأهلاوي تفوق على الاتحاد في الاستحواذ على الكرة ودعم الهجمات نظراً لنجاح السويد والكنزاري والقهوجي في تمويل عبيد ومساندته دائماً في ملعب الاتحاد الذي اختفى لاعبوه أبو شقير واليامي ولم يقدما الدعم الكافي لسيرجيو ليظل المرمى الأهلاوي في مأمن من الخطورة طوال الشوط الأول.. كما أن نجاح المدافعين وبالذات في الاتحاد في السيطرة على الكرات داخل المنطقة ألغى كل خطورة ممكنة داخل المنطقة.. لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني
على عكس الشوط الأول بدأ الاتحاد هذا الشوط مهاجماً حين أشرك أوسكار خالد الشمراني مكان المدافع محمد الخليوي.. وتقدم ظهيرا الجنب لدعم الهجوم وتشكيل خطورة حقيقية على مرمى الأهلي وسط تراجع الفريق الأهلاوي لملعبه واكتفائه بالجانب الدفاعي وترك عبيد وحيداً في المقدمة مما أراح الدفاع الاتحادي وحارس مرماه.
د. 15 ضربة جزاء مهدرة
ومع النجاح الاتحادي في غزو مرمى الأهلي يمرر سيريجو كرة لأبو شقير ناحية اليسار يواجه النتيف الذي تصدى للكرة ليفاجىء الزيد الجميع باحتساب ضربة جزاء غير صحيحة نفذها الحسن اليامي وتصدى لها الحارس وأبعدها القهوجي إلى ضربة ركنية..
بعد ذلك تدخل المدرب الأهلاوي وأشرك فاييه مكان القهوجي.. لكن السنغالي كان بعيداً عن جو اللقاء وعن مستواه الحقيقي ثم اتبعه بتغيير آخر بخروج الكنزاري ودخول الدوسري مما أعطى الفرصة لوسط الاتحاد في الاستحواذ على الكرة وتهديد مرمى الأهلي بعدد من الكرات لتنعدم بالتالي الخطورة الأهلاوية على مرمى الاتحاد ويكتفي الفريق بالدفاع.. وعندما لاحظ أوسكار قدرة فريقه على المبادرة بالهجوم عزز خط هجومه بمروزق العتيبي مكان الحسن اليامي وبالفعل تحرر سيرجيو وتحرك في الأطراف والعمق بشكل جيد.. لكن الدفاع الأهلاوي كان منظماً بما يكفي للتصدي لكل الهجمات الاتحادية وينحصر اللعب في الوسط وداخل ملعب الأهلي فترات طويلة بعد أن كان بإمكان الزهراني إراحة فريقه بهدف مبكر قبل هذه التغييرات حين واجه مبروك زايد بكرة )هات وخذ( مع عبيد لكنه لعبها ضعيفة في متناول الحارس.. ومع استمرار اللعب قام لوكا بإشراك أحمد الشمري مكان أسامة برناوي وهو تغيير لم يضف جديداً للفريق لتتاح أثمن فرصة بعد ذلك لمروزق العتيبي الذي تلقى كرة سيرجيو وواجه الحارس لكنه تأخر ليخرج آل نتيف ويبعد الكرة.. ثم تلتها كرة أخرى حولها سهيل عرضية تتجاوز الحارس والمدافعين ويطير لها اليامي باسم ويضعها خارج المرمى.. وسط ضغط اتحادي مكثف تراجع أمامه الأهلاويون كثيراً.. بعد ذلك رمى أوسكار بآخر أوراقه حين أشرك حمزة إدريس مكان خريش لكن الوقت لم يسعف الفريقين ليعلن الزيد نهاية اللقاء بالتعادل السلبي من دون أهداف.
من المباراة
قاد اللقاء الحكم الدولي عبدالرحمن الزيد ومعه الخربوش وعبدالله العقيل وأنذر الزيد كل من ماهر الكنزاري، خالد قهوجي، إبراهيم سويد من الأهلي وجيلسي ومحمد نور وخالد الشمراني من الاتحاد.
الزيد قاد اللقاء بشكل ممتاز باستثناء ضربة الجزاء غير الصحيحة التي احتسبها للاتحاد وأهدرت.!
المباراة أكدت تكافوء الفريقين وتشابه أسلوبهما المعتمد على الضغط على حامل الكرة وقتالية اللاعبين والتنظيم الدفاعي الجيد.
الأهلي تفوق في الشوط الأول والاتحاد في الثاني وفشلا معاً في الوصول للشباك.
لقاء الإياب الأربعاء المقبل سيحدد الفريق المتأهل بعد أن احتفظا بحظوظهما في الوصول للنهائي في لقاء الأمس.
ظروف اللقاء لم تسمح ببروز أي من نجوم الفريقين نظراً للعب الحذر وتضييق المساحات التي اعتمدها المدربان وسط الميدان لكنها لم تخل من الحماس والندية والاندفاع البدني.
الصفحة كاملة عن الطبعة الثالثة أمس
|
|
|
|
|