الريـاضيـة

رؤية فنية لذهاب المربع بين قطبي الغربية آلـ نتيف نجم فريقه والمباراة.. والإرهاق وضح على نجوم الأهلي اليامي لم يكن في «الفورمة».. وسيرجيو النجم الاتحادي الأول * * الدمام - سامي اليوسف: ^^^^^^^^^^^ خيبة الأمل طالت جماهير الكرة السعودية قاطبة في رؤية مباراة راقية فنياً غنية بالاهداف تلك التي جمعت الاتحاد والاهلي في ذهاب المربع الذهبي على استاد الامير عبدالله الفيصل في جدة. ^^^^^^^^^^^ ولعل هذه الخيبة بلغت ذروتها لدى انصار العميد وفريقهم يخرج متعادلاً ونجمهم المحبوب الحسن اليامي قد اضاع ضربة جزاء كادت تكون حاسمة في قطع الاتحاد ل «80%» من مشوار التأهل للمباراة النهائية.. خصوصاً وأن الاصفر كان الاقرب للفوز في دقائق المباراة الاخيرة.. في الواقع .. ان ما حدث لم يكن فصلا جديدا في مباريات الاتحاد والاهلي.. فالاتحاد تأثر بغياب مهاجمه الحقيقي حمزة ادريس وظهيره «القتالي» الصقري.. وكذلك الاهلي الذي فقد أهم عنصر فيه الا وهو رأس الحربة الخطر طلال المشعل.. وتأثر الفريقان اجمالا في الشوط الاول بالاداء التكتيكي للمدربين «لوكا + اوسكار» والتزم اللاعبون بتنفيذ ما طالبا به حرفياً مما تسبب مباشرة في خلو الشوط الاول من اللمحات الفنية والكرات الخطرة ما خلا تسديدة خريش الزاحفة ورأسية عبيد غير المركزة..! الإرهاق وضح تأثير عامل الإرهاق على غالبية لاعبي الأهلي خصوصاً ماهر الكنزاري الذي أرى انه لم يكن جاهزاً لياقياً «100%».. وكذلك خالد قهوجي الذي استبدله المدرب دون ان يفعل شيئاً يذكر. ويضاف إليهما ابراهيم سويد الذي غاب تماماً عن جو المباراة ولم يؤد دوره كما ينبغي بل وظهر بطيئاً.. فيما واصل عبيد الدوسري التراجع «!!» فلقد عابه البطء او الثقل في الحركة او التعامل مع الكرات في حالة الهجمة ولم يكن متعاوناً بما فيه الكفاية مع زملائه. باختصار: عبيد كان مختفياً تماما ولم يعد عبيد «الاوّلاني» المعروف باقتناصه الكرات وتسجيله الاهداف بل واصل اضاعته للكرات السهلة داخل منطقة الجزاء.. وقد يعيد ركنه في الاحتياط شيئا من بريقه الذي يتلاشى رويداً.. رويداً! في المقابل.. فان الحسن اليامي في الاتحاد لم يكن في «الفورمة» ووضح عليه التأخر في التعامل مع الكرات الجاهزة للتسديد في الشوط الاول على حدود منطقة الجزاء الاهلاوبية وربما يعود السبب في هذا الى تواجده في الجهة اليمنى وهو يجيد اللعب بقدمه اليسرى وهذا خطأ تداركه متأخراً اوسكار مع بداية الشوط الثاني.. وجاءت ضربة الجزاء الضائعة لتؤكد تواضع عطاء الحسن ليضطر المدرب الى استبداله... بينما سجل المهاجم البرازيلي سيرجيو حضوراً فنيا لافتاً على مدار الشوطين رغم الرقابة اللصيقة والمصاحبة بالخشونة في بعض الفترات لايقاف خطورته واظهر مخزونه اللياقي الجيد المتوافق مع التركيز والمهارة.. وكان النجم الاتحادي الاول.. كما واصل الحارس الشاب مبروك زايد ثباته وعطاءه الواثق رغم أهمية وحساسية اللقاء الكبير وملأ فراغ الحارس الدولي السابق الخبير حسين الصادق باقتدار. نجم المباراة استحق حارس النادي الاهلي المتألق تيسير آل نتيف نجومية المباراة المطلقة بدون منازع مستعيداً مستوياته وحضوره المدهش بتوقيته الجيد وتعملقه في الذود عن الشباك الاهلاوية بعد مرحلة انعدام الوزن الفني له والتي كانت في مباراة اربعة الهلال بالرياض في دور الثمانية لمسابقة كأس ولي العهد.. تيسير أنقذ الاهلي من هزيمة مُرة كانت ستكون اشبه ب«الكارثة» فقد تصدى ببراعة لضربة الجزاء من قدم اليامي.. وخلّص مرماه من كرتين خطرتين احداهما من تسديدة الايطالي جيلسي.. لحظة احتساب الحكم الدولي عبدالرحمن الزيد ضربة جزاء للاتحاد انطلق آل نتيف لا شعوريا يردد جملة «والله ما لمسته» مبرئاً ساحته في الخطأ وتوجه بكلامه نحو احتياطي الاهلي والمنصة.. المستوى الرائع الذي كان عليه تيسير أعاد الثقة لانصار ولاعبي الاهلي في حراستهم. البدلاء الشوط الثاني من المباراة التنافسية التقليدية ظهر افضل حالاً من الناحية الفنية من نظيره الاول وكما قلت فان الارهاق من جهة.. والتبديلات التي أجراها المدربان من جهة ثانية انعشت المستوى العام للمباراة ليرتفع الاداء وتظهر خطورة الفريقين حيث بدأ الأهلي مهاجماً ثم عاد الاتحاد لاجواء اللقاء وسيطر وهدد المرمى الاخضر.. الا ان التبديلات الاتحادية كانت اجدى واكثر نفعا من مثيلتها الاهلاوية فالشمري عزز الوسط والثنائي مرزوق وحمزة ضغط الدفاع الاهلاوي رغم خسارة العملاق الخليوي مع بداية الشوط الثاني الا ان باسم اليامي كان القائد الحقيقي للاتحاد.. مرزوق العتيبي أبدى حماساً في أدائه ليثبت مجدداً أنه بحاجة للفرصة.. شكوى حمزة يبدو أن هدّاف الاتحاد والدوري السعودي الموسم الفائت حمزة ادريس يعاني هذا الموسم من مزاجية ونظرة المدربين المتباينة والتي ربما وقع فعلا ضحية لها.. فهل يعقل ان تكون الدقائق الخمس التي لعبها كافية لصنع شيء رغم محاولاته الجادة وحماسيته..؟! الرئيس الاتحادي اشار على استحياء إلى ان ثمة ظروفا نفسية تعرقل ظهور حمزة.. الذي نفى هذا الشيء بصورة غير مباشرة عبر )اوربت( وكشف عن التجاهل او التحجيم الذي لقيه من الايطالي دوتسينا ويلاقيه من اوسكار الآن..! قضية الثنائي حمزة ومرزوق بحاجة لعلاج نفسي وفني لمصلحة الاتحاد.. وان كنت شخصيا ارجح الجانب النفسي كسبب رئيسي في اختفائهما. نجومية الزيد كانت قمة الغربية بحق )بروفة( لطاقم الحكام الدولي السعودي الذي سيدير مباراة البرازيل والبيرو في تصفيات امريكا الجنوبية لكأس العالم. الثلاثي التحكيمي المكون من الدوليين عبد الرحمن الزيد وحمد الخربوش وعبد الله العقيل والرابع محمد البشري كان في مستوى المباراة اجمالا فالعالمي الزيد منذ البداية كان حاسما في قراراته ولم يكن متساهلا في الخشونة بل توفر عنصر الحزم للقضاء على المخاشنات وكان عادلا في توزيع البطاقات الصفراء وتفوق في مبدأ اتاحة الفرصة الا ما ندر وكان تعاونه ممتازاً مع مساعديه وأظهر متابعة لأحداث اللقاء والكرة بفضل لياقته العالية وتوزيع الجهد المناسب ولم يتداخل في اللعب.. الا ان المأخذ الوحيد عليه خطأه الفادح في احتسابه لضربة الجزاء الاتحادية النابع من سوء تقديره للعبة نتيجة بعده عن موقع الكرة او عدم وضوح زاوية الرؤيا لديه فالحارس الاهلاوي لم يعق او يقصد اعاقة المهاجم الاتحادي مناف ابو شقير بل على العكس من ذلك تماماً فقد لعب على الكرة واستحوذ عليها ببراعة تسجل له لا عليه. وبرأيي ان اصل اللعبة الاتحادية كان مشكوكا في صحتها حيث )الشك( بأن اليامي في موقع تسلل وبما ان الشك اصبح لمصلحة المهاجم وفقا للتعديلات الجديدة على قانون اللعبة فانني تمنيت لو ان المساعد الثاني )العقيل( كان جريئا في تنبيه الزيد لخطئه في احتساب ضربة الجزاء لا سيما وان البراعة والخبرة تخول للعقيل اتخاذ مثل هذه النوعية من القرارات الجريئة والعادلة.. عموما.. هذا الخطأ الوحيد والكبير من وجهة نظري الذي وقع فيه الزيد عدا ذلك فانه قاد المباراة الهامة والحماسية والتنافسية والجماهيرية الى بر الامان وبأقل الاخطاء.. أما بالنسبة لمساعديه فقد وقعا بأخطاء بسيطة كعدم احتساب ركنية قهوجي في الشوط الاول )وقلب( رمية التماس الاهلاوية الى اتحادية في الشوط الثاني. أعلـىالصفحة رجوع