| الاخيــرة
كتب الدكتور/ جعفر كرار أحمد بحثاً قيماً ذكر فيه تاريخ التبادل التجاري والدبلوماسي والثقافي الفريد بين شبه جزيرة العرب والصين كماحفظته لنا المصادر الصينية والعربية، إلا أن الأرض أيضاً حفظت لنا الكثير من الأدلة التي تؤكد بشكل قاطع ما حملته المصادر المكتوبة، ففي منطقة عدن على سبيل المثال عثر الآثاريون على كثير من الخزف الصيني الذي يرجع إلى عدة عصور صينية منها خزف صيني يرجع للفترة من القرن الثالث عشر إلى السادس عشر، وفي صحار العاصمة العمانية القديمة وُجد خزف صيني يعود إلى أسرة تانغ، كما يحفظ لنا متحف مسقط رصيداً هاماً من الأواني الخزفية الصينية القديمة كما يحتفظ بقطع خزفية زرقاء نادرة تعود إلى أسرة يوان، هذا إلى جانب اكتشاف العديد من الأشياء المستوردة من الصين في صحار يرجع تاريخ بعضها إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، كما تم اكتشاف زجاجة صغيرة وتمثال جالس على زهرة اللوتس ومرتكز على تمثالين لاثنين من الأسود، كما عثر الآثاريون على خزف صيني في حفريات قلعة البحرين يعود إلى نهاية القرن الرابع عشر وبداية القرن العشرين .
أما في دولة الإمارات العربية المتحدة فقد عثر فيها على كثير من الكسر الخزفية الصينية في حفريات جلفار وفي مواقع أخرى وبعض هذه الكسر يرجع تاريخها إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، كما عثر مؤخراً في رأس الخيمة على عملة صينية تعود إلى القرن الثامن الميلادي.
وفي المملكة العربية السعودية عثر الآثاريون على خزف صيني يرجع إلى أسرة يوان، هذا بالإضافة إلى عثورهم على عملة صينية نادرة في منطقة القطيف يعود تاريخها إلى الفترة من 998 1097م ))أسرة سونغ((، كما يحتفظ أحد الأشخاص بالمملكة العربية السعودية بمجموعة هامة من النقود الصينية القديمة عثر عليها أثناء عملية الحفرلمد أنابيب البترول.
ويلقي الباحث السعودي الدكتور/ علي إبراهيم غبان رئيس قسم الآثار والمتاحف في جامعة الملك سعود المزيد من الضوء على أدلة الاتصالات بين الصين والمملكة العربية السعودية فيشير إلى أنه تم العثورعلى أنواع متعددة من الخزف الصيني في مواقع الجار والوراء والعويند وعتر والسرين والشرحة وهي موانئ على البحر الأحمر ويضيف كما عثر على خزف صيني في ميناء العقير على الخليج العربي وفي المواقع الإسلامية بمنطقة الخرج القريبة من الرياض وفي مواقع البدع وبدا الواقعين بمنطقة تبوك، ومعظم هذه الكسر الخزفية تعود إلى عام 618 907م وعام 960 1279م.
إن العثور على عدد كبير من قطع يرجع إلى ذلك التاريخ بالإضافة إلى مجموعات الأواني الخزفية التي عثر عليها الآثاريون على طول الساحل الممتد من البصرة إلى عدن تقيم الدليل على التبادل الغني بين الصين وشبه جزيرة العرب.
|
|
|
|
|