| محليــات
الأكاديمي الأجنبي «يبدأ» ولا ينتهي شغفه بالبحث العلمي إلا بعد حصوله على الدرجة العلمية، وتسلمه لوظيفته التعليمية والبحثية،..
فيما «ينتهي» هذا الشغف عند الأكاديمي العربي، بمجرد حصوله على الدرجة العلمية، وتسلمه لمهام وظيفته،..
بل إن الأكاديمي الأجنبي يضع «نياشين» الدرجة العلمية في «جيبه»، ويطلق لحرية البحث مقودها لتجوب به آفاق المعلومة العلمية، والرقم، والصورة، بل الصوت..، بينما الأكاديمي العربي يُثبتها فوق رأسه بكميات من «الغراء» تجعلها تتقادم وتزداد صلابة حتى تتقوَّس فوق رأسه، وتُمحى معالمها، وخطوطها دون أن يفكر في أمر إزاحتها عن أمّ هامته..!!
ولو عقدنا مقارنة بين الأكاديمي الأجنبي، وبين الأكاديمي العربي لوجدنا:
أنَّ الأول يعمل بجد وتفان، وأنَّ الثاني يتقاعس ويتهاون..
وأنَّ الأول يسعى لتطوير مهاراته البحثية، وتثبيت اسمه في مجال اختصاصه، بينما الثاني لا يفعل..
وأنَّ الأول أكثر عملية، وحركية، وتواضعاً، بينما الثاني أكثر التصاقاً بمقعده، ويقيم الحواجز بينه وبين الآخرين فهو أكثر غروراً..
وأنَّ الأول يتوالد البحث العلمي بين يديه، بينما الثاني تتعطل مجاري البحث تحت قدميه..
وأن الأول يسهم في اجراء «المتغيرات» في بلاده كلٌّ حسب اختصاصه، بينما الثاني يطالب مجتمعه بما يغيِّره هو ذاته على صعيد المكاسب الشخصية..
والأهم أنَّ الأول يدرك قيمة مصادر المعلومات في مجالات العقل والفكر البشري فلا يكاد مصدر يخرج إلا يسعى للاطلاع عليه، واقتنائه، بينما الثاني لا يدري في هذا الأمر شيئاً..
ولذلك تشكو المكتبات العربية شحَّ المصادر، والمراجع، في مجالات «الأكاديمي» العربي العلمية المختلفة، بينما تكتظُّ بكلِّ جديد المكتبات الأجنبية لدرجة أنَّ الإنسان لا يكاد يواكبها ملاحقة وقدرة..
ولا أدلّ على ذلك من شحِّ المجلات العلمية العربية وقلِّتها مقارنة بعدد الجامعات والمراكز والمؤسسات العلمية ومراكز البحوث، وعدد أعضاء الهيئات الأكاديمية فيها، بينما تكثر عند الأكاديمي الأجنبي، وتُهيأ له كافة «تطورات» المعرفة في مجاله أو سواه بما يُوازن الكفَّة بين أعداد الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات العلمية، وأعضاء الهيئات العلمية فيها وبينها. ومن المقارنات التي تظهر كحدة أشعة الشمس.. أنَّ الأكاديمي الأجنبي يعمل ويحب أن يعمل الآخر.. بل يمدُّ له يده، ويفيد منه، ويتعاون معه.. ويتمُّ ما أنجز سواه.. بينما الأكاديمي العربي لا يعمل، ولا يحب أن يعمل الآخر.. ويبني الحواجز بينه وبين سواه، وينخر بلسانه ما بينهما من ترابط «تخصصي» إذ يرى أنَّه المتسيِّد الأوحد في مجاله.. والأكاديمي الأجنبي معزز بين قومه بخبراته الأدائية، وبسني عمله وكفاحه.. دوِّن ذلك على الورق أو لم يدوَّن.
بينما الأكاديمي العربي تحكمه معايير ورقية، قد يكون من ورائها عوامل «بشرية».
وفيما يحتفي القوم من الأجانب بأكاديمييهم، ينزوي الأكاديمي العربي أو يظهر حسب «معايير» القبول الشخصي والعلاقات الفردية.
ومن المزايا الواضحة في الأكاديمي الأجنبي أنَّه لا يجترئ على الادِّعاء له أو عليه.. بينما الأكاديمي العربي يدَّعي له ما ليس له، وعليه ما ليس على غيره..
و... أيها الأكاديميون العرب:
ابسطوا أوراقكم، وتلمَّسوا رؤوسكم، وتفقَّدوا مقاعدكم تجدون ما أقوله صدقاً، فاعترفوا به حتى لو يحوك في نفوسكم، و.. لسوف تمسكون بأقلامكم الحمراء فإمَّا أن ترسب الملصَّقات التي فوق الرؤوس.. وإمَّا أن يأخذ هذا المقال درجة الاجتياز إلى «حظيرة» الحقيقة!!
|
|
|
|
|