أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th April,2001 العدد:10431الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,محرم 1422

أفاق اسلامية

رياض الفكر
طريق الحق
سلمان بن محمد العُمري
قال سول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم»، فالدعوة إلى الله، ودين الإسلام الحنيف هي نور حقيقي للداعي وللمهتدي بنفس الوقت، وتعتبر الدعوة عماداً أساسياً من أعمدة البنيان الإسلامي والحياة الإسلامية الصحيحة السوية، وبدونها لا يستقيم كيان للمجتمع المسلم، والدعوة فرض كفاية، فإن قام بها البعض سقطت عن الكل، وإن لم يقم بها أحد أثم الكل، وكلنا على اطلاع بمدى أهمية الدعوة في سبيل الله.
لقد ترافقت مسيرة الدعوة مع انطلاقة نور الدين الحنيف، وبقيت ملازمة له في كل الأزمنة والأمكنة وباختلاف الظروف، وقد عرف المسلمون الأوائل أهمية هذا العمل وفعله المؤثر في الحياة ككل، وهكذا كانت الدعوة خياراً ملازماً للمسلم على الدوام يقوم بها في أفعاله وفي كل حركاته وسكناته، وتفرغ البعض لها بشكل مطلق كامل، ووهبوا حياتهم لخدمة هذا الهدف النبيل والعمل الجليل.
لقد قامت المملكة العربية السعودية الحبيبة على مبادئ هذا الدين الحنيف، وكان لها بالتالي دورها التاريخي الأكبر في عالمنا المعاصر، وذلك في مجال الدعوة لدين الله، وقد كانت رعاية الدعاة عملاً دائماً ومتواصلاً وعلى أعلى المستويات، وصار الأمر قضية تشغيل الكبير والصغير، وكل أبناء المجتمع يساهم بقدر ما يستطيع، وقد وجدت ولله الحمد المؤسسات العديدة التي تهتم بقضايا الدعوة وأمورها وبشؤون الدعاة ووسائل رعايتهم وتدريبهم وتعليمهم والدعم المادي والمعنوي لهم، وكلها كانت منابر واسعة وعالية للخير، ونصرة دين الله.
ورغم ذلك فإن الطمع في هذا المجال مشروع، فنحن طموحنا أكبر، وآمالنا أكثر، إننا نرغب الرغبة المشروعة بأن نرى أعداد الدعاة المؤهلين بتزايد مستمر، لأن في هذا نصراً لدين الله، فهو يفتح مجال دخول الناس في الدين الحنيف أفوجاً بإذن الله وهذه غاية المراد.
الهداية طبعاً تأتي من الله سبحانه ، ونحن لا نستطيع أن نهدي إلا بإذن الله، وقد افترض البعض إحصائيات أذكرها لطرافتها ونبيل غايتها، حيث تذكر تلك الإحصائيات أن عدد المسلمين 100 مليون مسلم) وهم أكثر من ذلك بأضعاف مضاعفة(، ولو قلنا: إن 1% من هؤلاء المئة مليون قادر على كفالة الدعاة لأصبح لدينا مليون داعية في أنحاء العالم، وإذا أسلم على يد كل داعية 10 أشخاص، فهذا يعني أنه سيدخل الإسلام 120 مليون سنوياً.
طبعاً لا ينطبق حساب الأرقام على حساب الواقع، لأن أمر الهداية بيد الله، ولكن للإحصائيات دلالة طيبة، وهي أنه بقدر زيادة اهتمامنا بأمر الدعاة سيزداد الدعاة عدداً وتأهيلاً كذلك، وبذلك نرجو الله أن يزداد على أيديهم أعداد المهتدين، وهذه نعمة كبرى بإذن الله
إن أبواب الخير مشروعة ومفتوحة، وكل من يرغب في ذلك فإن الطريق أمامه واسع إلى جنان عرضها السموات والأرض بإذن الله ، إن مؤسسة الحرمين الخيرية، أو إدارة المساجد والمشاريع الخيرية، ورابطة العالم الإسلامي، وهيئة الإغاثة الإسلامية وغيرها، كلها هيئات ومؤسسات تهتم بأمر الدعوة والدعاة، وأبوابها مفتوحة لكل من يطرقها قاصداً رضا الله ورضوانه.
لقد حبا الله بلادنا ولله الحمد بخيرات عميمة وثروات وفيرة، والأكثر من ذلك من علينا بهذا الدين الحنيف، وأرانا طريق الخير والصلاح، وخاسر من لم يسلك هذا الطريق النير المشرق الذي فيه خير الدنيا والآخرة، إن غاية المنى أن يكون الشخص داعية بنفسه، ولكن قد يتعذر هذا على الكثير، فالدعوة لها شروطها ومتطلباتها، ولكن كل منا قادر على أن يسهم في العمل الدعوي بشكل أو بآخر، وأبسط الأمور التبرع، ولو بالقيل القليل، وإذا ما استطاع المرء كفالة داعية، فهذا عمل جليل، وثوابه كبير كبير.
قد يقيس بعض الناس الأمور بموازين المادة والحياة الدنيا، ولكن أمور الدعوة وشؤونها وموازينها أكبر من ذلك بكثير، إنها الموازين الحق عند الله سبحانه والثواب والجزاء وفق العمل والله المستعان.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved