أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th April,2001 العدد:10431الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,محرم 1422

أفاق اسلامية

الشؤون الاسلامية وتوزيع الكتاب!!
عبدالرحمن بن علي العسكر
الكتاب من اعظم الامور التي ينتفع بها الناس، ولهذا كان من اهم وسائل الدعوة الى الله تعالى، وهو قبل ذلك من اعظم القربات التي يتقرب الانسان بها ا لى ربه سبحانه، فنشأ منذ القديم وقف الكتب الشرعية على طلبة العلم والمنتفعين بها، وقد يكون وقف الكتاب على طلبة العلم خاصة من الاسباب لبقائه واستمراره، لأن الكتاب اذا كان بهذه الصورة فسيكون محل عناية كل من يقع في يده، اما اذا كان الكتاب يباع ويشترى فليس على كل تقدير انه سيصل الى مستحقه، ثم قد لا يجد من العناية ما يجد الكتاب الموقوف، كان هذا قديما، ولايزال الى الآن الكتاب الوقفي هو اكثر انتشارا من الكتاب الذي يباع ويشترى خصوصا اذا كان الكتاب الوقفي تحت اشراف جهة مسؤولية تقوم بتوزيع الكتاب والاعتناء له.
قد يقول قائل: انني بالغت في هذا الكلام، والمعروف ان الكتاب اذا وقف فإنه اشبه ما يكون ذلك بداية لموته وصعوبة الحصول اليه، ولو كان يباع لسهل لكل من أراد الحصول عليه، فأقول: نعم هذا الكلام صحيح اذا كان المؤلف حين وقفه لم يحسن الطريقة في توزيعه ونشره، وانما اقتصر على جهد فردي منه او من بعض من يثق بهم، وهذا لا يكفي في وصول الكتاب الى كل من يريده، لكن لو ان المؤلف حين طبع الكتاب وأراد وقفه او توزيعه مجانا وكَلَ ذلك الامر الى جهة مسؤولة تتكفل بتوزيعه ونشره بين القاصي والداني، ألا يكون هذا العمل اوسع في نشر الكتاب، فكيف اذا كانت الجهة التي تولت نشر هذا الكتاب جهة رسمية لها اتصال داخل البلد وخارجه، فقد يصل الكتاب بسببها الى بقاع في الارض ما كان المؤلف يحلم في ان يصل كتابه اليها.
من هنا يحق لنا ان نقول ان ابرز الجهات الحكومية في هذا البلد التي تكفلت بالعناية بالكتاب الشرعي من هذا الجانب وهو جانب الطبع والتوزيع هي: وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، ولا ادل على ذلك من انشائها وكالة خاصة بالمطبوعات والنشر، والمتأمل في اهتمام الوزارة بشأن الكتاب يراه واضحا في صور متعددة، منها:
استغلال المناسبات التي تمر بهذا البلد، وأقرب مثال بل وأوضحه: الحج، ولعلي اغفل جانب توعية الناس وارشادهم، لانه امر واضح ومعروف، وانما مقصودي هنا: وصول الكتاب الى كل مكان فان الكتاب الذي سيعطى لحاج قدم من اقاصي الدنيا لا شك ان هذا الكتاب في النهاية سيصل الى بلدان قد تكون في امس الحاجة الى بصيص خير، فكم سيكون نفع هذا الكتاب الذي سيمنح للحاج.
حسن اختيار الكتب التي تقوم الوزارة بالاشراف على طبعها او توزيعها فليس كل كتاب يصلح ان يطبع وايضا ليس كل كتاب يستحق التوزيع، وهذه الصورة ظاهرة لمن اطلع على اسماء الكتب التي اشرفت عليها الوزارة.
الكتاب لكل الناس وليس لفئة دون فئة، فكل من يستطيع القراءة سيجد عند الوزارة بغيته، العالم وطالب العلم والباحث المتخصص والمبتدئ والعامي كل هؤلاء لهم عند الوزارة ما يصلح لهم، وهذا انما قلته لان هناك قطاعات اخرى تقوم بتوزيع كتب ولكنها كتب متخصصة لاناس معينين.
هذا من جهة، ومن جهة اخرى فانك لو تأملت توزيع هذه الكتب عند الوزارة لظهر لك امران:
الاول: الدقة في التوزيع، فلا يمكن ان يتكرر كتاب فيمنح مرتين لشخص واحد، ولا يمكن ايضاً ان يمنح كتاب لمن لا يستحقه.
الثاني: التواصل المستمر بين الوزارة والمستفيد، فليس هناك نهاية للتوزيع بل هو مستمر، وايضا المستفيد فكل ما جد من جديد فله الحق في طلبه، في ضوء ضوابط معينة.
هذا الكلام الذي سقته عن الوزارة نتيجة تأمل ومتابعة، والا فقد يكون هناك امور عن قيمة الكتاب لديهم تخفى علي، وما بقي الا ان اقول: هدفي من الكلام عن جهد هذه الوزارة في خدمة الكتاب النافع امران:
الاول: اني احث كل من اراد طبع كتاب ليقوم بتوزيعه مجانا، اما وقفا او احتسابا، فاني أوصيه ان يكلف الى وزارة الشؤون الاسلامية وليعلم علم اليقين انه سيصل الى اناس لم يكن في حسبانه وصوله اليهم، وانه مهما حاول القيام بذلك بنفسه فانه سيبقى جهده ولا شك مقصوراً على فئة قليلة من المنتفعين به.
الثاني: اني احث الوزارة على المواصلة في هذا المضمار وعدم التوقف بل الازدياد من كل ماهو نافع في سبيل نشر الكتاب الشرعي بين الناس، ولعلي اركز على نقطة معينة ما اظنها خافية على مسئولي الوزارة: وهي الحرص على ان يصل الكتاب أول ما يصل الى المراكز العلمية والمكتبات العامة في جميع بقاع العالم، وان يكون بعث الكتب الى تلك المراكز ابتداء من قبل الوزارة، لا يتوقف على الطلب فقط، لان الكتاب اذا وصل الى شخص واحد فسيقتصر نفعه على هذا الشخص، بينما لو وصل الى مركز علمي هو مرجع للباحثين فستكون الاستفادة منه اكبر، وقد يستفيد من نسخة واحدة في هذا المركز مئات الباحثين وليس فردا واحدا.
وفق الله القائمين لكل خير وزادهم بصيرة وعلما.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved