| المستهلك
* الرياض ـ سارة السلطان:
الموهوب هو ذلك الفرد الذي نبغ عن اقرانه بقدرات غير عادية يختلف فيها عن الآخرين بقدرة الله تعالى.
والمواهب الابداعية قد تكون تفوقا عقليا او ادبيا اذا حظيت بالرعاية المطلوبة.. او وجدت لها مكانة فائقة من المسؤولين.. كان لها مردود ايجابي على الوطن..
وهنا نلقي الضوء في هذا التحقيق على موهبة فذة علمية في طور مهدها نبغت ولكنها لم تجد من يعمل على تفعيل هذه الطاقة وتطويرها بمراحل واصطدمت بالروتين. الذي يلتف على الابداع ويدفنه وهو لا يزال في طور نموه الاول ومعوقات من شأنها تعيق الاعجاز العلمي كالانتظار الممتد الى شهور وعدم الحيوية والسرعة اللازمة للابتكار العلمي ليبصر النور قبل ان تمتد ايادي اخرى لصنعه او يشتعل فكرا للاختراع والتطوير كما حدث مع عبقريتنا الصغيرة.
لنتجول واياكم هذه السويعات العلمية عبر رحلة القلم:
اسمها سلطانة عبدالله البابطين المستوى الرابع في قسم الفيزياء
سألناها في البداية قدمي للقارئ نبذة عن الاختراع؟
ـ هو عبارة عن آلة تحول الطاقة الحركية المهدرة الى طاقة كهربائية يمكن الاستفادة منها.. هذه الآلة تتكون من ضاغط يظهر بشكل بارز في اسفل الحذاء.. فبمجرد مزاولة المشي.. يتقلص هذا الضاغط الى الداخل بحيث يحتوي على تعرجات تحرك الترس الداخلي الذي يقوم بدوره في نقل الحركة الى ترس صغير يعلوه دينامو وبالتالي يدور ذلك الدينامو الصغير المكون من قطع مغناطيسية.. هذه القطع نتيجة للدوران تنتج مجالا مغناطيسيا وتبعا له ينتج مجالا كهربائيا.. وللاستفادة من التيار الناتج وضع محلول صغير يحول التيار من متردد الى تيار مستمر يقوم بشحن بطارية الجوال او اي بطارية شن تكون موصلة بمفتاح حر الاستعمال او ما يسمى )بالفيش الكهربائي( ويكون في مقدمة الحذاء لكي يتسنى لنا الاستفادة من هذا التيار.
فعند مزاولة المشي لفترة معينة يكون لدى الشخص كمية من الكهرباء المخزنة يستطيع من خلال هذا المفتاح ان يشحن الجوال او يشعل المصباح الكهربائي او يشغل المسجل الصغير من دون الحاجة للمشي مرة اخرى حتى تنفذ قوة البطاريات الداخلية..
واحة العلوم الضوء الأول للانطلاق
* كيف اجتمعت في ذهنك فكرة الاختراع؟
ـ في يوم الاثنين 1419هـ بعد محاضرة احد الاساتذة العلمية علق في ذهني كلماته عن الطاقات الحركية المهدرة.. من هنا نشأت الفكرة.. وتابعت تأملي في القدرات التي امدنا الله بها.. فلربما للقدم نعمة اخرى قد نستغلها الى جانب عملها الاساسي )السير(.
فصار ذهني يحلل تلك الحركات على الورق حتى ظهرت هذه الفكرة ولكن وجدت صعوبة في البوح بفكري للاخرين لئلا يصدقوها لكني تشجعت وحدثت صديقة عزيزة علي.. ففوجئت بفرح كبير في عينيها وشجعتني حتى انطلقت الى واحة العلوم.. ذلك الصرح العلمي الذي يهتم بتقريب المفاهيم العلمية للناس وكسر حواجز النظريات وتجسيمها لكل موهبة فذة فكان رايهم الثمين بمثابة الشعلة التي اضاءت دربي واشعلت حماسي باظهار الفكرة الى ارض الواقع.
الإنترنت وراء اختراعي
*كان لابد من خطوة فعلية تقومين بها حتى يدخل اختراعك ضمن براءة الاختراع فكيف تم ذلك؟
ـ بدأت هذا المشوار وكلي تفاؤل.. فكانت البداية والاستفسار عن براءات الاختراع الى ان تقدمت رسميا الى مكتب براءات مجلس التعاون.
جهلي بأساليب الاختراعات.. ضيع علي الفرصة ولكن
وهنا برز سؤال وأين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم التقنية؟
* فكلنا نعرف جميعا ان هذه المدينة مجهزة باحدث المعدات والاساليب لتطوير الاختراعات وتقديم المساعدات.
اجابت للجزيرة.. ان سبب عزوفي عن هذه المدينة ما ذكره لي الموظف عبر الهاتف ان علي الانتظار لاربع سنوات حتى يأتي الدور لي للمناقشة والاطلاع على الاختراع حيث ان هناك عدداً من المخترعين ينتظرون كثيرا.
فكان من الطبيعي اللجوء الى مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون للخليج فدفعت .... الرسوم السنوية بمبلغ وقدره 2000 ريال سعودي وبعد ستة اشهر من التقدم افادوني بقبول الطلب ففرحت به لاعتقادي انني بدأت اسير في الطريق الصحيح.
غير ان جهلي بأساليب الاختراعات واسرارها وكذلك استعجالي لرؤية الابتكاد وهو مصنع دفعني الى خطوة سلبية كشفت اسرار اختراعي.. وهي الاتصال عبر الانترنت بشركات عالمية لتصنيع الاحذية.. حيث عرضت عليهم الفكرة فوجدت اهتماماً يفوق الوصف.. واثناء محاولاتي هذه وفي كيفية طرق تصنيعها.. وكيفية التعامل التجاري حولها.. اذ بطامة كبرى حيث اتصل بي احد اخوتي يخبرني انه اطلع على خبر نشر في جريدة )الاقتصادية( والذي يتحدث عن باحث بريطاني قد توصل لنفس الابتكار ولكنه كان بتقنية متطورة حيث انه يعمل في قسم الابحاث في وزارة الدفاع وهو ما ادركته من المقال.. فحيرتني التساؤلات.. ولكن قناعتي بأن الموضوع قد يكون مصادفة ابعد الاحباط عني التمس سباق العلماء والمبتكرين من حولنا.
وبعد هذه الخطوة قمت بالسؤال عن الاختراع والى اين وصل في مراحل تسجيله ليأتي الرد انه ما زال تحت الانتظار وزيادة عليه دفع قيمة رسوم الفحص الفني ومقدارها )3750 ريال سعودي( لاكمال عملية التسجيل فدفعتها وعدت الى قائمة الانتظار مرة اخرى.. فمرت الاشهر.. ودفعت الرسوم السنوية مرة اخرى وقدرها 2000 ريال سعودي.. وبعد هذه الاحداث الروتينية والقاتلة التي تمر بها المعاملة حتى كانت المفاجأة المدوية هذه المرة بالرفض لوجود من سبقني اليها..
فبعد الخسائر المادية تقريبا 8000 ريال سعودي والانتظار الطويل تقريبا خمسة عشر شهرا يأتي الرفض.
ولكني هنا لا الوم مكتب براءة الاختراع ولا مدينة الملك عبدالعزيز لانهم موظفون يقومون بتنفيذ الاجراءات المطلوبة منهم.. لكن كم تمنيت ان اجد من يوضح لي تلك الاجراءات ومن يمدنا بخبرات من سبقونا في ذلك.
وهنا انضم راينا الى رأي سلطانة باعطاء الموهوبين كثافة اعلامية من الاهتمام واعطاء القارىء نبذة عن الاجراءات المطلوبة ليستفيد منها المخترع حتى لا تضيع عليه الفرصة.. والحمد لله ان مؤسسة الملك عبدالعزيز لرعاية الموهوبين قد التفتت لهذه النقطة المهمة وهي الآن ترتب اللقاء الاول للمخترعين السعوديين اسأل الله ان تحصل المنفعة من هذا اللقاء.
أريد من أرباب الأموال دعماً مادياً كفرصة أخيرة
* ماهي مشاريعك الختامية لهذا المشروع؟
ـ آمل تصنيعه في السعودية اذا سمحت لي الفرصة.. وذلك بوجود من يتبنى هذا المشروع لانني لم استطع القيام به فقد عمدت لتصنيع الابتكار فبدأته بعمل جدولة اقتصادية لمشروع انشاء حذاء لوضع الجهاز من مضمون الحذاء فاتصلت بعدة مؤسسات للحصول على قرض مالي وللاسف وهذا طبيعي ان يرفض الطلب لانني لست مصنعة ولم تكن الغاية الاساسية انشاء مصنع احذية، بعدها فكرت ان اسلك طريقاً آخر وهو تصنيع نموذج فعلي يكون متطوراً لتقنية توليد الكهرباء.. وهنا اخطأت لانه كان من المفترض الاتصال بمجموعة كبيرة من المهندسين والمصممين.. وكان هذا بطبيعة الحال شاقا وخاصة بأن تعاملي كان من خلال الهاتف وعبر الفاكس.
وان خوضي في هذه المجالات لم ينتج الا كردة فعل احاول تصليح ما افسدته القيود التي فرضتها علي الوعود الروتينية المملة التي جعلتني ادخل في مجالات التصنيع مع انني اعلم عدم قدرتي في التصنيع وذلك لضعف امكانياتي وقلة المامي في المواضيع الانتاجية والتسويقية.
كلمة اخيرة:
وفي نهاية المطاف اود ان اذكر اني حتى ولو لم اجد الحذاء في السوق ومتداولاً بين الناس فانني استطيع ان اقول انني حققت انتصارا لمسته في فرحة وحماس والديّ واخوتي وكذلك اهتمام صديقاتي واساتذتي وذلك بعد نشر رسالة الجامعة خبر فوزي في مسابقة الابتكارات العلمية على مستوى الجامعة وايضا اريد ان اؤكد ان كل انسان عاقل يحمل افكاراً نيرة تريد الارشاد والاشادة بها الى طريق النور. واخيرا اشكر جريدة الجزيرة التي اتاحة الفرصة لي ليعرف الناس اخطائي وليتفادوها اذا سلكوا هذا الطريق.
|
|
|
|
|