| الاخيــرة
تطرح برامج الإذاعة والتليفزيون في الصحافة اليومية والمجلات الأسبوعية بطريقة الأبيض والأسود، دون الدخول في الألوان التي بينهما، وينعت البعض البرامج الإذاعية والتليفزيونية بصفات فيها المبالغة وفيها التعميم ومنهم من يُستفاد من رأيه والبعض يكرر ما هو موجود أصلاً أو محاكاة لبرامج إذاعية وتليفزيونية تقدمها محطات أخرى.
على كل حال تظل وزارة الإعلام وأجهزتها وراء كل رغبة ممكنة للمستمع والمشاهد، وإن التحديث الإعلامي السعودي مسار مستمر لا مفر منه، فمن يرى ضعفاً أو نقصاً في برنامج معين يراه آخر بشكل مختلف ولا يمكن طرح قالب وصفي واحد على كل البرامج الإذاعية والتليفزيونية ولا تنفرد المملكة العربية السعودية إعلامياً بذلك فما يقال عن الإعلام السعودي يقال بشكل أو آخر عن كل المنتجات الإعلامية العربية، ولا شك أن الإعلام السعودي والعربي مرَّ ببرامج تطويرية وتحديثية بالفكر والمهنة والطرح والمعالجة ولكن البعض أيضاً انزلق في مسارات فيها الإثارة والبعد عن الموضوعية والتخلي عن المسؤولية والتركيز على الربحية التجارية وهو شأن لا يمكن لأي جهاز حكومي أن يسير فيه.
لقد مضى أكثر من خمسين عاماً على بداية الإذاعة السعودية وتعتبر في مقدمة الإذاعات العربية خبرة ونضجاً وحتى ذلك الوقت وإلى يومنا الحاضر يظل الصوت السعودي الإذاعي في البرنامج العام والبرنامج الثاني والإذاعات الموجهة باللغات الأخرى وإذاعة القرآن الكريم وإذاعة نداء الإسلام قنوات إعلامية للحق والفضيلة والثقافة والتوجية والتعليم والترفية وهو ما يطلق عليه بالإعلام المسؤول أمام المواطن والمجتمع، إن ما يفخر به الإعلام السعودي بكل أجهزته في الوقت الحاضر هو القول بصوت عالٍ بأننا نعتمد كلياً على أبناء الوطن مائة في المائة وأن التوطين الإعلامي السعودي قد بدأ منذ مراحل مبكرة في تاريخ هذه البلاد وتدار كل أجهزة الإعلام السعودي الآن وبالذات في الإذاعة والتليفزيون بسواعد شباب سعودي يقودون هذه البرامج إلى مراحل تطويرية بخطوات واثقة من خلال برامج التدريب المستمرة داخل أروقة الإذاعة والتليفزيون بعد أن تخرجت هذه الكوادر من الجامعات السعودية.
إن مناقشة قضايانا السعودية لا يمكن أن يتناولها إلا قلم وطني برؤية وطنية فهذا القلم هو الأحرص وهو الأقدر على طرح مثل هذه القضايا ومناقشة حلولها وبالتالي فإن أهم إنجاز يحسب للإعلام السعودي وبالذات الإذاعي والتليفزيوني في وقتنا الحاضر هو الإصرار الدائم على التوطين والعمل في الوقت نفسه على الارتقاء بالأداء نحو الأفضل.
كما أن الإعلام السعودي بكل أجهزته يسير ضمن ثوابت جاءت بها السياسة الإعلامية للمملكة فالطرح والمعالجات والتجديد فيهما مطلوب دون تقليد لإعلام آخر، إن القول بأن هناك ضعفاً أو أخطاء هو شيء عادي ولكن الأهم ان هناك جهودا مستمرة للتحديث والتطوير وفق المتاح والممكن فمن يعمل يخطئ وهذا وضع طبيعي لأجهزة مثل الإعلام.
إن كل منصف يستعرض التقرير السنوي الأخير 1420ه للإعلام السعودي وبالذات مسموعاً ومرئياً يلمس باعتزاز الإنجازات والمكتسبات التي تحققت لهذين المرفقين الإذاعة والتليفزيون، وهناك تحديث تقني مستمر، وهناك ارتفاع في عدد برامج البث الحي المباشر التي تزداد في كل دورة برامجية إذعية أو تليفزيونية، وهناك برامج للتدريب وتنمية العناصر البشرية داخل أروقة هذه الأجهزة، وهناك تحديث خبري وبرامجي، وبالذات التحديث المستمر في الدراما المحلية.
إن لجاناً كثيرة إعلامية تعمل على مدار الأيام والشهور جاهدة بقدر الإمكان في تقديم خير ما تملكه وأفضله للمستمع والمشاهد السعودي والمقيم وبالتالي فإن النقد الهادف مُرحب به ويحظى بكل اهتمام ورعاية من هذه اللجان شريطة أن يكون خالصاً لوجه الله ثم للوطن.
*وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية
|
|
|
|
|