| الثقافية
آه.. نجهش بالحب فوق الضفاف التي ..قبل؛ ماراودتها الغيوم..
ونطلق ناصية الخوف تحت سنابك
فرسانك الخضر...
نسدل فوق الجراح الرياح..
تتمادى تجليات شعرية أولى لعلي الأمير
في منظومة تعابير ناجزه بين ركام
الآلام والأحلام... يتفتق منحاها التعبيرى إلى روح صرفة..
تحترف غناءها من صميم الإحساس ..بالأشياء!
لا تمعن الولوج كثيراً إلى تفاصيل الذات..! حسبها تناوئ يقظة نسيانها الطويل..! في هذه )المجموعة( يتضامن الشاعر
والفنان )خليل حسن خليل(
إذ الأخير يحمل لوحة الغلاف
مسافة أخرى للتحلي.. والحديث..
حيث )البوصلة( الغارقة في ركام
الرمل والأحلام وحولها بعثرة الخطوات.. متاهة تتقاسمها سديم تلك المسافة..
التي يحتل )اللون الأحمر( جزءاً من هويتها.. فكأنما اللوحة )البوصلة( إصرار على الانطلاق..
تحدى سافر في وجه الصمت.. وخبيئة ..الروح الشاعرة...
الروح في تجليات )الأمير( تنفصل
عن مرتكزها الصامت.. وتلوح بندائها ..صوب كل الاتجاهات..
تحمل تجليات الجنوبي الشاعر والجنوبي
الفنان... في )رسم( يستوثق تشييد معالمه ..في شتى الاتجاهات
وفي )جازان... الجسد الأخير(
وثيقة جارحة.. تستفتح نداءها
صوب اللا ممكن.. وللا مستقر:
على أكف القرى تحبو مراكبها
وتستقر بعين الشمس عيد سنا
من حكمة الحقل طار الصحب وامتلكوا
حمى القصائد في ليل السرى علنا
تسلقي الليل ياجازان واتكئي
على السحاب وواسي من هنا الزمنا.. شهوة عارمة.. تستدعي صحو النشيد ..وتتلقف رغائب عوالمها القمرية.. في نداء ..يحلو ترداده.. ويتأهب لهب والاته
في ولع القصيدة.. وحرون صهيل أبدي..
يبتدر بساطة لغته من فحوى الروح..
بصيغ تجلياتها في أفق نداءه الطويل:
«إذا مالت الريح..يا .. سأميل
إذا وهن الركب يا.. سأطيل
إذا النجم غنى لليل يسيل
وغنيت للفجر أنت قتيل»..
والأمير.. المواتي زمنيا لعصر
القصيدة الحديث..
والمسكون يوجد تحولاتها..
والمتجذر من ثقافة قرائية.. منفتحة
على تحولات ثقافية في أفق مشهدنا
الإبداعي..! يعي تماما صيرورة )مرحلته( تلك..
ويتسق مع تطلعات حركيتها المعلنة ..والمعبر عن نماذجها في أمثلة إبداعية ..أنجزها معاصروه..
يصوغ خطابه الشعري في خارطة الانتماء ..لهذه التجربة.. ويلون خيالها بمزاجه
الإبداعي.. وحسه المرحلي المرتهن
لمضامين ورؤى زمنية.. نجحت في صياغة ..خطابها العام..
ونلمس عمقا جديا لها المعني في خطوط
قصيدته.. ومعالم طقسها اللغوي..
فلا يماري في الافتنان في خط التجريب ..ولايمعن في غبش الغموض وفوضوية
تر ميزاته..! حيث ينحاز إلى تجسيد بناؤه النصي
في أفق لغوي محكوم بمستوى تعبيري
معين تصوغه الشعرية.. وفقا
لمحددها الدلالي.. وأفق تخييلها
الجسد في صياغة مغايرة..
أصر على تعاطيها في مساحة التحلي
التعبيري المعلن، وفقا لقراءتها الأولى ..ووجهتها الدلالية
«على رسلها غادة البحر تسمو على الماء
تبني لها معطفا من نوارس عيني
وأصداف أحلامها تشبه النخيل في دفتري ..من ترى خانه صوته مرة؟
وأستحى أن يسير إلى ياسمين القرى؟؟»
ويستحيل )البحر( إلى مفردة تتيح
لعوالم )الشعرية( هذا المدى من
الامتداد.. والتشكيل في مغايرات
متجاوزة.. تأخذ من )البحر( أسئلة
الذات.. وتعيده للذاكرة الشعرية
تفاصيل حكاياتها الأولى..
وتتحول وفقا لتلك التعابير مسافة
فاصلة بين صخب الجدب.. ونداءات ..الماء.. ومسكوناته المطمورة..!
مثلما تستدعي الروح على تحفيز
صوتها لفضاء الحوار.. وقواسم
موجودات الحياة القريبة..
وحيز بسيط.. ذلك الذي يختاره
الشاعر لإعادة بناء طاقته
الشعرية الكامنة في إطار الممكن..
والمأهولة بما حولها من قريب
على نحو يشكل فيه شعريته
في نطاق أضيق مما تحتمل..!
فذلك الكون المجسد في الذاكرة الشعرية
يستعيد فسحة انطلاقة.. ورغبته
في التحلي محاذاة لهذا الفضاء من الاتساع ..يساير في نشيده ألم روح
يضيق بها الطريق..!
«لأن الطيور التي تحلق ذابلة في سماء المدينة
مأخوذة بالعطور
أتت تتسور هذا الفضاء السحيق بصمت
له عنفوان القرى
من يضيء الحنين بهاماتها
القرى غرقت في غناء الصبايا..!!
وفي فضاء الرائع المعلن.. والبهي الواضح
تستدرج الشعرية خطوط
الو جداها وتجليات سديمها الروحي
فمن المشاهد البسيط.. والمأهول
في اليومي العادي.. ينتخب
صوتا شعريا للأسئلة الموغلة..
في عمقها .. وإيقاع رسم شعريتها
المعاير...«من جنون الرمال ومن قامة النخل
يسترجع البدوي النهار
ويستأذن البدوي النورس
أن يبلغ البحر أسئلة العربي
هو الماء تاريخنا
العشب كل ابتساماتنا
نرجسات المراعي تحرضنا
لاقتناص الفصول!!
ويستدعي معنى )التيه( الذي
تُضيع )البوصلة( قدرة يقينه
يتمحور البحر.. المعجون بالذاكرة
الشعرية.. والقريب من أبجدية
بصيرتها الطفولية.. جلال الفقد
وحرقة القصيدة
ويخلص الأمير لهذا البحر..
ويصدقه ظمأ الكلام..
يستله من وجدانه ضامئا للغناء..
ومحفولا بالشتات..
معنى.. لايغيب روحا شعرية
تحفل بصدق الأشياء.. وندرة
عفويتها.. تلك العفوية التي يمعن )على الأمير(
نقل فحواها الحارة.. وصدقيتها الماثلة ..وجنون روعة تفاصيلها..
تعتلى في هامته كثيرا.. حيث لايبقى ..إلا الجميل
«من رأى رجلا سرقته الأناشيد
من سقف حنجرتي
وحده انداح في غمرة الريح
والبحر يخرج من مقلتيه حييا
وناديته والشواطئ حاسرة فوق وجهي .. ستطفو نحوك كل الأناشيد مغبونة ..والنقوش التي في خواتم صوتك ..تنسل من قدميك
وأنت تلوح للراحلين إليك»
بوصلة واحدة لا تكفي!
مجموعة شعرية لعلي الأمير صادرة عن
نادي جازان الأدبي 1995م
MDBISI@AYNA.COM
|
|
|
|
|