| الثقافية
منذ اكثر من خمس وعشرين سنة وقطاع الكهرباء في المملكة ينمو شيئا فشيئا مع نمو المجتمع آخذا في الضخامة والاتساع زاحفا باتجاه مناطق نائية ووعرة في جزيرة العرب لم تكن على علم بما يخبئه هذا العصر من خوارق علمية لا راد لها. والآن وفي هذه المرحلة من تاريخ بلادنا يمر قطاع الكهرباء بحالة توحد رائعة هي ثمرة لتوحيد البلاد الشاسعة وهي بلاشك عمل عظيم وخلاق وهي جزء لا يتجزأ من عملية تنموية ضاربة في تاريخنا المعاصر تسير باتجاه التحديث والتنمية التي بدأت في كل القطاعات بتكريس عملية التجديد والتحديث كآلية لا مفر منها في هذا الوطن الشاسع الواسع للارتقاء به وانتشاله من ظلمة الجهل والخرافة والفرقة والتفرقة.
وقد كانت المؤسسة العامة للكهرباء واحدة من الهياكل الرائدة في عملية التنمية والبناء في المملكة حيث انيطت بها مهمة قطاع الكهرباء للدفع به ودعم شركاته المبعثرة الهزيلة ثم بعد ذلك توحيدها في بعض المناطق وانشاء المشاريع المركزية وغير المركزية وتسليمها لما كان يسمى بالشركات الموحدات التي يجري الآن دمجها مع المؤسسة العامة للكهرباء واحدة واحدة كأسنان المشط فتظهر الشركة السعودية للكهرباء هذا الاسم الجديد اللامع الذي ابدعته عشرات السنين من العمل في جهات المملكة الاربع التي هي اشبه ما تكون بقارة.. حيث كان الشباب منذ ربع قرن يضربون بطون الرمال ورؤوس الجبال لغرس المنشآت الضخمة وتسليمها لاحدى الشركات الموحدات كأن وجوههم وايديهم مصابيح.
أكباد الكتب )تتمة(
موضوع الكتاب ووجوده في المكتبات حال صدوره من دار نشره مرورا بالجهة الرقابية التي تعطيه اذنا بالمرور الى اماكن العرض والبيع في المملكة يعتبر بلاشك موضوعا شائكا ومركبا ومعتما ومن جميع الزوايا مضحكا فهناك مسؤولية وزارة الاعلام اي الجهة التي تفسح الكتاب.. وهناك مسؤولية الجهة ذات العلاقة الوطيدة والعضوية بالكتاب وتشمل الذين يسوقونه والذين يستهلكونه وهم تجار الكتب والوراقون والمثقفون والادباء والكتاب والعقلاء واهل المعرفة ومريدوها اما الجهة الثالثة هي تلك الجهة التي تحارب الكتاب وفي رأيي المتواضع ان الجهتين الاولى والثانية هما المسؤولتان عن الكتاب ويجب عليهما ان يتوصلا الى تصور منطقي وعملي بعيدا عن الجهل وعن مسألة الكوابيس والاشباح والفزاعات ماهو حقيقي منها وماهو وهمي حيث يجب ان يكون هناك منطق حضاري وطرائق معقولة ومعروفة لفحص الكتاب وفسحه بعيدا عن الفزاعات والا فماذا اذن يعمل زملاؤنا هناك في وزارة الاعلام؟
هل يعلقون عقولهم وعيونهم على فزاعات؟! اذن فمن الاجدى ان تتم الاستفادة من خبرتهم الطويلة في فحص معلقات الشاورما حفاظا على السلامة العامة وفحص مجلدات اللحوم وكذلك فحص اكباد الحواشي واكباد المتون. وكان جاري قد مر بي معتذرا بعد ان صحت به ذات يوم فجاءني وشربنا فنجانين من الشاهي معا كما كنا نفعل قبل اكثر من عشر سنوات ولا ينكر الفضل سوى اللئام.
فقال لي ان جدته تصيح «كَبْدي .. كبدي» بنصب اوله وسكون ثانيه وهي تنطق الكاف تاء ممزوجة بسين بلهجة اخاذة وكان اصابها غثيان من الشاورما ومن الفعائل التركية المؤسفة تجاه اهلنا في فلسطين فذهبوا بها الى الطبيب ففحصها كما يفحصون اكباد الكتب فذهبت مثلا والعرب يقولون كَبَد وكَابَدَ كِباداً ومكابدة السفر: اي قاساه وتحمل مشاقه وركب هوله وصعوبته. وفاعله كابِد والمكابدة والكَبَدُ: هي المشقة والشدة. كأن تضرب اكباد الابل واكباد الطائرات واكباد الاجازات وقس على ذلك فتصبح كابدا وتسمى مكبودا او مكبودة.
ص.ب 86887 الرياض 11632
|
|
|
|
|