فنون تشكيلية

بعد افتتاح معرضها الأول وفاء بهاي: في معرضي نقاط مضيئة تلمع في سماء الذاكرة * الرياض - سمر النصار: على شرف صاحبة السمو الملكي الاميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود افتتح المعرض الشخصي الاول )حكايات( للفنانة التشكيلية السعودية وفاء يوسف بهاي مساء يوم السبت الموافق 20/1/1422ه - 14/4/2001م بصالة اوركيد بفندق الخزامى، يضم المعرض ستة وثلاثين لوحة تتراوح اسعارها ما بين اربعة عشر الفا وخمسمائة ريال كحد اعلى ، وثمانمائة ريال كحد ادنى، وفي كلمة لها بهذه المناسبة قالت: اقدم لكم في معرضي الاول شيئاً من خلجات نفسي مترجما بفرشاتي ولوني لبعض الحكايات التي تدور في الحياة..قد تمر بنا او بغيرنا ولكنها تترك نقاطا مضيئة تظل تلمع في سماء الذاكرة وترتبط بحاضرنا، ارجو ان اكون قد وفقت ولو جزءا بسيطا في لمس شيئا من الواقع الملئ بمشاهد نقف عندها احيانا ونتركها في احايين كثيرة..تأخذها الرياح وتأتي بغيرها..ولكنها تظل في الذاكرة اشكر كل من ساندني وبث في داخلي القدرة على العطاء شكراً..لجميع الوجوه والقلوب الطيبة التي احتضنتها ذاكرتي، شكراً..لصاحبة السمو الملكي الاميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز لتكرمها بافتتاح معرضي الاول بالرياض، اما كلمة الفنان عبدالجبار اليحيا. ثلاث محاور..أو اكثر لماذا المعرض؟ كيف بامكاننا ان نقيم انتاج احد المبدعين دون ان نطلع على انتاجه؟ وكيف بامكان المبدع ان يقيم انتاجه وابداعه دون ان يطلع على رأى القارئ ان كان ادبياً او مشاهدا ان كان رساماً او مستمعاً ان كان موسيقياً؟ الفنانة وفاء تنطلق من رؤية احادية في معرضها هذا باختيارها موضوعاً واحداً ذا دلالات عدة مما يزيد الموضوع غنى وهنا تكمن الصعوبة في طرح جوانب عدة لموضوع واحد هذه الجدلية تؤكد اصرار الفنانة بان القضية التي تعالجها تحتمل عدة اوجه او عدة احتمالات او عدة خيالات ثرية متأنية من دراسة شاملة للموضوع..وموضوعها الرئيسي هو الثنائية التضاد المعايشة بين قطبين متصارعين ينحاز فيهما الفنان الى الخير. وهل نجحت الفنانة في طرحها ومعالجتها للنقض ونقض النقض واستخلاص رؤيتها بصيغة ايجابية؟ ان الاقتناع بما طرحته الفنانة يعود اولا واخيراً الى حاله المتلقي فنياً/ وثقافياً. ان ترسم. وترسم ظاهرة يتمتع بها الفنان الحقيقي. الفنان الذي لن يستمر بدون الرسم فهو يرسم ليكشف ويضيف ويمارس حقه في حرية التفكير والوجود. المعرض تراكم معرفي ودلالة واضحة واكيدة. بان لدى الفنان الاصرار الاكيد لتحقيق ذاته. اما كلمة الدكتور/ محمد الرصيص وفاء بهاي..الصورة الجانبية ونصف الحقيقة من دراسة الفنانة وفاء بهاي بقسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود توفر لديها الكثير من الاعمال الفنية المتنوعة التي كان بامكانها عرض بعض منها في هذا المعرض كما هو الحال لدى البعض منها في معارضهم الاولى ولكن وفاء تركت تلك الاعمال جانبا، وركزت انتاجها الفني في السنوات الثلاث الماضية على مجال التصوير التشكيلي وحينما اختارت الاستمرار في هذا المجال، فهي لم تنتج اعمالا متفرقة المواضيع من هنا وهناك وانما اعمال تجمعها فكرة واحدة مع تنوع في التكوين والشكل والتقنية..ومن الطبيعي ان ننظر الى هذه المسائل كايجابيات تحسب لها في بداية حياتها الفنية. والفكرة الواحدة التي بحثتها الفنانة تفاعلت معها وعالجتها ثم قدمتها لنا في هذه التجربة تدور حول الانسان في عنفوان الشباب وما تتصف به هذه المرحلة من جمال وحيوية متقدة. ورافقت الانسان بعض العناصر الرمزية من الدوائر وانصاف الدوائر، والنباتات الطيور، والايادي والارجل، والاجنة الصغيرة، كما تحلى ببعض العناصر الزخرفية والخطوط المتموجة اللينة. وفي تساؤل فلسفي حول جزء من تجربتها تقول الفنانة «ألا تمثل نصف الدائرة نصف الحقيقة» واذا ذهبنا معها في نفس التساؤل، فربما يساعدنا ذلك على فهم اسباب تعبيرها عن الوجود الانساني في صورة جانبية، والتي تزخر بها اعمال هذه التجربة ومن فهمنا هذا نقول ان الانسان في مرحلة الشباب لديه الكثير من التساؤلات حول الحقيقة الكاملة لما يدور من احداث، وما يدور هو في فلكه من شؤون الحياة. ونظراً لان الاجابات غير كافية او مشبعه، فالحقيقة تظل ناقصة في هذه المرحلة، وارادات الفنانة التعبير عن ذلك بانصاف الوجوه مع العيون كاملة او شبه كاملة واكتاف امامية المظهر. اما انطباع الاستاذة الفنانة التشكيلية/ هدى العمر قالت: الحقيقة انني لست ناقدة فنية بل زميلة للاخت وفاء ولكن خبرتي المتواضعة في هذا المجال جعلتني احترم كل عمل فني يستوقفني ويثير اهتمامي ويحمل قيما تشكيلية مميزة او بمعنى آخر يستفز فضولي في البحث عن اسرار كوامنه. وقد استوقفتني الاعمال الفنية لوفاء ومالاحظته من خلال تذوقي لاعمالها وما تحمله من افكار حاولت الرسامة معالجتها بتقنية فنية مميزة فترجمتها الى شخصيات اسطورية من وحي خيالها وعبرت من خلال هذه الشخصيات عن مواقف انسانية متعددة فجاءت الخطوط الرشيقة المنتظمة في بعض الاعمال الاخرى بطريقة عفوية فاضافت هذه العشوائية الخطية اللونية ايقاع الونيا منسجما يعكس حساسية الرسامة بنجاح في التعبير عن الفكرة من المؤكد ان اعمال وفاء تندرج تحت ما نسميه بالفن الحديث ففنان العصر الحالي استطاع بفضل موهبته ان يحرر فنه من اي وصاية مفروضة فهو حرفي التعبير والاداء معاً «لعلمه الفني» وقطعا ذلك الفن الذي يقدمه لم يصنع خصيصا للجمهور الذي يأتي لمشاهدته بل هو نابع عن رؤية الفنان وفلسفته الشخصية فيما يراه ويحسه تجاه كل شيء حوله في هذا الكون، بل هو حر في ابراز اسلوبه ومرئياته الشخصية التي تنعكس على اعماله الفنية وما يملكه الفنان الناجح هو دليل مستوى الاتقان في تناول ادواته وخاماته وطرق ادائه وتمثل بصمته الفنية. وما وجدته من خلال مشاهدتي لاعمال الرسامة انها تتضمن فكرا وتعبيرا وتستوعب مفهوماً هادفاً وتحتوي صيغاً للرسم تنتفي فيها الخطوط العشوائية معتمدة في ذلك على التقنية في اسلوب معالجتها لاعمالها الفنية مما يضيف اليها التوازن والانسجام. وفي حوار للجزيرة مع الفنانة وفاء الطيف الزمني القصير المدى، ما بين عام 2000م - 2001م كيف استطاعت الفنانة الانجاز لستة وثلاثين لوحة؟ اولا انا محاضرة في قسم الفنون التشكيلية جامعة الملك سعود ومختصة بهذا المجال..لذلك لا اجد صعوبة في ممارسة الرسم، وفي اعتقادي عندما يضع الانسان هدفا امامه فلابد ان ينظم وقته ويخطط لهذا انا اعتزلت الحياة الاجتماعية وكرست جميع اوقاتي له كي استطيع انجاز معرضي الشخصي. هناك اختلاف في مقاييس اللوحات..هل يؤثر في عامل الوقت كبر اللوحة..اما ماذا يحددها؟ هل الفكرة الاتجاه ام التوجهات اللونية عامل الاختلاف في المقاس لا يؤثر في انجاز اللوحة لان الفكرة موجودة اساساً في فكري..ولكن توجهات الالوان هي التي تأخذ مني الوقت لاني كثير بعد انتهاء اللوحة اضيف اليها الالوان. أعلـىالصفحة رجوع