| عزيزتـي الجزيرة
في هذه الأيام تشارك المملكة العربية السعودية الأسرة الدولية الاحتفال باليوم العالمي للصحة والذي كان هذا العام يحمل شعار «بالصحة النفسية تكتمل العافية فارعوا اخوانكم ولا تزدروهم».
والحقيقة انه لا يوجد إنسان في هذه الحياة بمنأى أو معزل عن احتمال التعرض للمرض النفسي.. حتى انه قل من يخلو من بعض أعراضه في شكل أو آخر.. ذلك لأن الإنسان عرضة لأحداث شتى.. قد يفقد البعض توازنه النفسي والعاطفي منذ الصغر.. حيث التربية والمعاملة والتنشئة لها أكبر الأثر في التكوين النفسي والاخلاقي لدى كل إنسان..
من هذا قد يكون كثير من المرضى النفسيين ضحية لسوء التربية وقسوة التنشئة.. كأن يتعرضوا لليتم في الصغر مع ولاية لا تخاف الله فيهم فينالهم الظلم والاجحاف والاهانة.. مما يكون سببا في توالد السلوكيات المنحرفة والأمراض النفسية القاهرة سواء كانت في جوانبها المسالمة الهادئة المنطوية على نفسها أو تلك التي تتخذ العنف والتهور أسلوبا انتقاميا.. أقول ان غالبية تلك الامراض قد تكون من اسباب خارجة عن الفرد وقد سببها له الغير.. إلا ما قل...
لذا يلزم الجميع التفكير والتقدير.. والنظر بعين العدل الى اخواننا هؤلاء المرضى.. من أجل معاملتهم بشكل يليق بنفسياتهم الحساسة المرهفة المضطربة.. معاملة تدعوهم الى الهدوء وتشعرهم بقيمتهم المعنوية والانسانية من حيث احتوائهم من دون اشعارهم بالدونية أو بالنقص حيث لا يركز على أخطائهم.. ولا يتشدد في تعنيفهم على اغلاطهم غير المقصودة.. من اجل تشجيعهم على الاندماج والانخراط مع الجميع.. فالواجب على الاسرة أولا.. تفهم المريض النفسي لديها واحترامه والعطف عليه من دون المبالغة التي تشعره بالضعف أو العجز أو الاختلاف بينه وبين غيره.. بل معاملته بشيء أقرب ما يكون الى المعاملة التي يعامل بها الشخص السليم.. حتى يرى المريض نفسه صحيحا سليما من خلال الايحاء الذكي له بأنه سليم وانه في حالة عادية وجيدة . وكذلك يلزم الوسط الذي يعمل به المريض النفسي إذا كان من القادرين على العمل معاملته بأسلوب مهذب وتقدير اي عمل يقوم به بشكل واقعي.. بلا مبالغة ولا افراط سواء نجح بالعمل الذي يقوم به أو فشل لسبب أو لآخر..
المهم هنا عدم تجاوزه وأشعاره بالعجز.. بل يجب اسناد شيء من الاعمال اليه حتى يشعر بقيمته وجدوى وجوده.. أما تهميشه بحجة مرضه فهذا سبب من الأسباب التي تزيده مرضا وتعيق من فرص الشفاء وانما يكون اندماج اخواننا المرضى النفسيين معنا بهذا المجتمع ومن خلال هذه الحياة المقدرة لنا ولهم يكون بالتعاون معهم والترحيب بهم وعدم ازدرائهم وفتح العقول والقلوب لهم فهم اخواننا وأحبابنا وأهلنا وليس لهم اي ذنب وليس عليهم اي ملامة لمرضهم فهذا تقدير العزيز الحكيم.
نسأل الله لنا ولهم الصحة والعافية من كل داء وان يوفقنا جميعا لكل خير والحمد لله رب العالمين.
فوزية بنت إبراهيم بن هزاع الصفاق
الزائرة الصحية بالروضة السادسة بعنيزة
|
|
|
|
|