| الاقتصادية
* اجرى الحوار عبدالرحمن الرميح:
* من المعروف ان صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض كان له دور ملموس في احتضان فكرة تأسيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض قبل اكثر من اربعين عاما.. وبمناسبة رعاية سموه للقاء السنوي لرجال الاعمال الذي استضافته الغرفة، هل لنا في إلقاء ذلك الدور وتأثيره على مسيرة الغرفة؟
تدين الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى الى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض في تأسيسها واستمرارها وتحقيقها لاهدافها حتى باتت تلعب دورا رائداً في الاقتصاد الوطني، فلقد اولى سموه فكرة تأسيس الغرفة قبل اربعين سنة جل اهتمامه ورعايته ودعمه وعمل على تذليل كل الصعاب التي واجهت بدايتها كما حرص سموه على تعزيز دور الغرفة وتوسيع انشطتها لتواكب حجم النهضة التنموية التي تعيشها العاصمة وان تتناغم في ادائها مع حركة الاقتصاد الوطني وتطوره المتلاحق وظل سموه على مدى تلك السنوات قريباً من رجال الاعمال منتسبي الغرفة يستمع الى مرئياتهم ويساندهم في توجهاتهم لتطوير مصادر الموارد الاقتصادية لمجتمع العاصمة ومناطق المملكة المختلفة.
وتواصلاً مع هذا الدعم المميز الذي يجسد ما يحظى به القطاع الخاص من مساندة ورعاية من حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله تفضل سموه الكريم برعاية اللقاء السنوي لرجال الاعمال الذي استضافته الغرفة امس الثلاثاء ويشرف حفظه الله حفل تكريم رؤساء ونواب رؤساء مجلس ادارة الغرفة خلال الدورات السابقة تقديراً لدورهم الريادي التطوعي وما قاموا به من اسهامات في تحقيق اهداف الغرفة، ونحن جميعاً نسعد ونشرف بهذه الرعاية الكريمة لهذه المناسبة.
* بعد مرور اربعة عقود على تأسيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض.. ما تقييمكم لما حققته الغرفة من اهداف خلال تلك السنوات؟
يمكن القول ان الغرفة استطاعت على مدى السنوات السابقة بخبرتها ان تؤدي دوراً رائداً في الاقتصاد الوطني، واصبح حضورها فاعلا في العديد من المناسبات الوطنية، وتمكنت من خدمة منتسبيها الذين تضاعف عددهم من بداية التأسيس الى اكثر من ثلاثين الف منتسب هذا العام، هذا الى جانب تحقيق العديد من اهدافها على صعيد الاقتصاد الوطني مثل توفير المعلومات المتعلقة بكافة الانشطة الاقتصادية واصدار الادلة والبحوث ذات العلاقة والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة داخل المملكة، واعداد الدراسات والبحوث الاقتصادية المتخصصة وتقديم المشورة لقطاع رجال الاعمال وتسهيل مشاركة اصحاب الاعمال في المعارض والاسواق المحلية والدولية وتقديم الخدمات التدريبية المتعلقة بانشطة القطاع الخاص، وتنمية العلاقات الاقتصادية لرجال الاعمال وتقديم المشورة القانونية وفض المنازعات التجارية وتوضيح الانظمة والتعليمات الصادرة من مختلف الجهات اضافة الى العديد من الخدمات الاجتماعية والانسانية.
* اشرتم الى دور اجتماعي وانساني للغرفة التجارية الصناعية بالرياض هل لنا في إلقاء المزيد من الضوء على هذا الجانب؟
انطلاقاً من قيم وتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف والتي تعد نهجاً ودستوراً لهذا البلد الطيب وما يميز شعبه من تكافل وتراحم كان من الضروري ان يكون للغرفة وظيفة اجتماعية تتوازى في اهميتها مع الوظيفة الاقتصادية ولذلك كان للغرفة السبق في تبني العديد من المشروعات والبرامج الخيرية بل واسست لجنة دائمة قبل سنوات تحت اسم لجنة اصدقاء المرضى عملت على تقديم المساعدات للمرضى المحتاجين سواء على شكل اعانات نقدية او اجهزة طبية او تذاكر سفر او توفير السكن، كما انشأت الغرفة ادارة خاصة لخدمة المجتمع تهدف الى العمل على كل ما من شأنه توطيد علاقة الغرفة بمجتمعها وتفعيل حضورها في مختلف الهيئات و في هذا الاطار ايضا تم تأسيس لجنة باسم «لجنة اصدقاء الهلال الاحمر» وتضم اربع فرق عمل تسهم في نشر الوعي وتنمية روح التطوع الى جانب فريق عمل على تنمية الموارد وفريق عمل توعوي للاعضاء.
وتشارك الغرفة من خلال اعضاء مجلس ادارتها او المسؤولين فيها في نشاط العديد من اللجان والمراكز والمؤسسات الاجتماعية ومنها الجمعية السعودية للاعاقة السمعية، لجنة تنسيق خدمات المعوقين، لجنة العمل التطوعي، الجمعية الخيرية لرعاية الايتام، مجلس امناء رعاية الموهوبين «مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين» كما كان للغرفة دور في تبني حملة تبرعات لمساعدة المتضررين في منطقة جازان من حمى الوادي المتصدع وغيرها من البرامج الخيرية والاجتماعية.
* هل ترون سعادتكم ضرورة ان تعيد الغرفة النظر في انظمتها وهيكلتها الادارية في ظل التغيرات الاقتصادية التي تشهدها المملكة لتتواكب مع تلك التطورات؟
جاء انشاء المجلس الاقتصادي الاعلى وهيئات السياحة والاستثمار والمجلس الاعلى للبترول مواكباً لما يشهده العالم من مستجدات اقتصادية وتغيرات حادة خاصة ما يتعلق منها بنظام التجارة الحرة وما استتبعه من تنافس شديد على الاستثمار والغاء المعوقات امام حركة التجارة العالمية وهو مايؤكد الحاجة الى مرونة وديناميكية في اتخاذ القرارات الاقتصادية والاستراتيجية وتوفير ضمانات واغراءات للشركات العالمية ولرؤوس الاموال لاقامة مشروعات استثمارية ضخمة لديها القدرة على المنافسة بمنتجاتها على الصعيد الدولي.
وقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله على ان يواكب الاقتصاد السعودي تلك المتغيرات العالمية ويستعد لها ومن الطبيعي ان يكون القطاع الخاص السعودي والغرف التجارية الصناعية السعودية باعتبارها مظلة لهذا القطاع وتلعب دور المنظم او المنسق بينه وبين القطاع العام ان تكون على استعداد للتعامل مع تلك المتغيرات وان تتوافر لديها الانظمة والامكانات التقنية و البشرية والمعلوماتية التي تمكنها من التعامل مع المستجدات بمرونة ومنهجية علمية تمنحها القدرة على تحقيق اهدافها.
* انشاء الغرفة لصندوق خيري لدعم المنح الدراسية بكلية الامير سلطان الاهلية يعد توجها جديدا للغرفة في دعم المشروعات التعليمية هل يتفق ذلك مع دور الغرفة تجاه مجتمع رجال الاعمال؟
بالطبع وكما اسلفت حرصت الغرفة على الاضطلاع برسالتها ودورها في خدمة المجتمع من خلال تبنيها لعدد من البرامج والمشروعات الخيرية و الاجتماعية والانسانية وتضع الغرفة ضمن اولوياتها هدف تنمية الموارد البشرية لما يمثله ذلك من تأثير ايجابي على الاقتصاد وفي هذا الاطار تبنت الغرفة عدداً من البرامج منها برنامج دعم المنح الدراسية بكلية الامير سلطان الاهلية حيث يسهم هذا البرنامج في تأهيل الكوادر البشرية المتخصصة والتي يحتاجها سوق العمل السعودي بشكل ملموس.
* ماذا قدمت الغرفة لسيدات الاعمال من خدمات خاصة وان هناك بعض المهن كمشاغل الخياطة ومؤسسات الديكور ومستوصفات الاسنان تحتاج لتطوير.. وهل هناك نية للتفكير في فتح قسم خاص لسيدات الاعمال بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض؟
قطاع سيدات الاعمال اكد خلال السنوات الماضية حضوره الفاعل وتواجده الملموس في القطاع الاقتصادي والتجاري، واعداد سيدات الاعمال في المملكة وفي الرياض على وجه الخصوص بتزايد بصورة مستمرة وهو يعكس تضاعف دور المرأة في المجتمع وحرصها على استثمار ما اتيح لها من فرص ودعم من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله واعتقد ان ذلك انعكاس طبيعي لارتفاع نسبة تعليم المرأة في المملكة وكذلك لارتفاع مستوى المعيشة ونحن بدورنا في الغرفة عملنا على تقديم العديد من الخدمات لقطاع سيدات الاعمال بدءاً بالدورات التدريبية المتخصصة في العديد من الانشطة وتوفير كل المعلومات والبيانات المتعلقة بالانشطة الاقتصادية والتعريف بفرص الاستثمار المتاحة واعداد الدراسات والبحوث وتقديم المشورة في المسائل الاقتصادية والقانونية.
* ماذا حققت لجان الغرفة خلال الدورة السابقة «الثانية عشرة» وهل ما انجزته تلك اللجان يحقق تطلعات الغرفة؟
حفلت الدورة الثانية عشرة بانجازات ملموسة على صعيد مجلس ادارة الغرفة واللجان العاملة وفي مقدمة تلك الانجازات العمل على تنمية الصادرات السعودية ودراسة مساهمة الغرفة مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في تكاليف اعداد دراسة بخصوص جعل مدينة الرياض مركزاً رئيسياً لتقنية المعلومات في العالم العربي ومساهمة الغرفة في تطوير مشروع منتزه وسلام واقرار الهيكل التنظيمي والاداري للغرفة ومساعدة الغرفة في مكافحة ظاهرة التستر وتنمية الاسثمارات بمنطقة الرياض والتعاون مع الادارة العامة للجوازات في تنفيذ مشروع نظام التحقق من هوية الافراد ودراسة نظام الحد الادنى للاجور للعمالة الوطنية في القطاع الخاص الى جانب العديد من الانشطة والبرامج الاجتماعية والخيرية وبالطبع تقديم الخدمات لقطاع الاعمال ومنتسبي الغرفة.
* هل لنا ان نتعرف على جهود الغرفة على صعيد دعم النشاط البحثي والعلمي؟
انطلاقاً من اهمية البحوث والدراسات العلمية في تطوير نشاطات الغرفة ومواكبتها لاحدث المستجدات انشأت الغرفة مركزاًَ خاصاً للبحوث والدراسات يتولى اصدار العديد من البحوث المتخصصة في كافة المجالات واعداد اوراق عمل عن العلاقات التجارية المتبادلة بين المملكة والدول الاخرى وتقارير ودراسات عن قضايا اقتصادية استثمارية كما تعمل الغرفة على المساهمة في تنظيم العديد من المؤتمرات والملتقيات الاقتصادية والعلمية المتخصصة ومنها مؤتمر دولي حول الاقتصاد العالمي يتم الاعداد له الآن كما شاركت الغرفة في رعاية منتدى الطاقة العلمي السابع الذي اقيم العام الماضي.
* دأبت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض على اقامة الكثير من حفلات التكريم للرجال المخلصين الذين عملوا لخدمة وطنهم، وحفل التكريم الذي تقيمه الغرفة برعاية سمو امير منطقة الرياض دليل على ذلك الاهتمام، فما تقييمكم لهذه المناسبات؟
ان هذه المناسبات تعكس وبدلالة واضحة القيم والمبادئ الاصيلة لمجتمعنا السعودي وتلاحمه مع القيادة كأسرة واحدة تجتمع على المحبة والوفاء، وتقدير كل من اسهم بجهد بناء في خدمة الوطن، ومن ثم فإن تكريم الرجال المخلصين الذين اسهموا في خدمة الوطن من خلال انجازاتهم في الغرفة ورعاية صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز لهذه المناسبة هو تجسيد لهذه القيم والمبادئ، وهو يؤكد تقدير وثقة ولاة الامر حفظهم الله لأصحاب الاعمال وجهودهم في خدمة الوطن وتحقيق اهداف التنمية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، ومن المعروف ان سموه الكريم يتابع كل كبيرة وصغيرة ويعمل بكل اخلاص على مؤازرة كل عمل يجد فيه تحقيقا للصالح العام، ونجد من سموه كل مايمس اصحاب الاعمال من قضايا ومشكلات واقتراحات للتطوير ونجد من سموه كل استجابة ودعم، وإليه يرجع الفضل بعد الله عز وجل في كثير من الانجازات التي حققها قطاع الاعمال في منطقة الرياض.
الجريسي يتحدث للمحرر عدسة / نايف اليوسف
|
|
|
|
|