| الفنيــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مع التحية المعطرة بالود والتقدير لفناننا محمد عبده.
لقد ترددت كثيرا في الكتابة لك، وكنت أطالع ما ينشر في الصفحات الفنية وما يسطره المعجبون من مدح أو ملاحظات، وأحسبك متابعا لكل ما ينشر حولك فأنت مرهف الحس وذواق وحريص على هذه المكانة التي تبوأتها، وأراني الآن مجبراً لتسطير هذه الكلمات شفقة، وحبا، وغيرة لهذا الفنان الذي بلغت شهرته الآفاق عسى ان تدوم، ويحافظ عليها فهو جدير، وحري بذلك ثم ما دفعني أيضا لهذه الكتابة نشاطاتك الأخيرة المتدفقة والمتلاحقة والخارقة إن صح التعبير والحفلات التي أحييتها في كل من قطر، والكويت، وعمان، والبحرين، وأخيرا في دبي، وسبقتها حفلات القاهرة وغيرها، ثم إدمان بعض المحطات الفضائية على تكرار أغانيك وكذا المحطات الإذاعية.
عزيزي كان الرئيس الراحل الحبيب بو رقيبة بعيد النظر، وثاقبه عندما أطلق عليك في الستينيات الميلادية لقب فنان العرب ومتى كان ذلك؟ في زهو الأغنية العربية والعصر الذهبي لها وبوجود عمالقة الطرب أمثال أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، وكل أولئك قد لاقوا وجه ربهم، بمعنى ان الخلافة أتت إليك منقادة تجرجر أذيالها، ولا أظنك تفوِّت الفرصة وهذه الولاية وعظيم المسؤولية، وحمل الراية ولقد رسمت لحياتك الفنية طريقا مستقيما امتزت به عن غيرك يتمثل بالآتي:
أ ترفعك عما يسمى بالفيديو كليب الذي شوه الأغنية العربية بالتقليد الغربي الأعمى، وأقول الأعمى لأن محترفيه أرادوا ان يكحلوها فأعموها ويا ليتهم قبل تصوير أي عمل يراجعون وينظرون وبتأمل وتأن أغاني الأفلام العربية الرائعة لعباقرة الفن أمثال عبدالوهاب، محمد فوزي فريد، شادية، عبدالحليم، ليلى مراد، وغيرهم.
ب الحرص على إحياء حفلاتك منفردا.
ج وقوفك الثابت أثناء الغناء أمام الميكرفون وعدم تجوالك على المسرح، وترديد كلمات: أسمع، عجيب، يا سلام وغيرها من العبارات المبتذلة، أو توجيه المايكرفون للجمهور مما يدعو للسخف.
د عنايتك الشديدة بالموسيقيين، واختيار الموزع الجيد، والمايسترو )قائد الفرقة( الموهوب الذي يفهمك، وماذا تريد.
أبا عبدالرحمن يحدوني الأمل، ويدفعني حب الناس لك ويزيد من إصراري هذا الغثيان، والهراء الصاخب الذي تبثه معظم المحطات الفضائية وبكل أسف بأن تسمع وتعي هذه النصائح المخلصة لتكمل المشوار وتحمل المسؤولية الصعبة )فنان العرب(.
* أولا: كانت لك عند بزوغ نجمك مواويل رنانة تناجي العقل والعاطفة ولوعات الحب والحرمان انتقيتها من عيون الشعر العربي أمثال:
ولما تفيأنا ظلال خميلة..
أو عيون عن السحر المبين تبين..
أو بلغوها إذا أتيتم حماها، وغيرها الكثير ليتك تعيد ترديدها في مطلع أي أغنية مناسبة خاصة في الحفلات.
* ثانيا: لك أغان جميلة وخالدة وعلى فترات متفاوتة أو متباعدة لا تقل جمالا وإبداعا عن أغانيك الحالية، بل هي أعمق وأصدق في المناجاة أحيانا أذكرك ببعض منها: طوّلت بالي عليك، مركب الهند، مرتني الدنيا، ستار الخجل، أسمر عبر، ولعنتي، تنشد عن الحال، يا شوق أنا عنك ظروفي حدتني، ليتك معي ساهر، هلا بالطيب الغالي، من بادي الوقت، يا حبيبي آنستنا، طاب ليلك يا العريس، نسيم الصبا، سكة التايهين يا مدور الهين، أنشد عليك أهل الهوى، وغير ذلك الكثير والكثير نناشدك أن تعيد لنا تلك الأغاني، ولو واحدة أو اثنتنين في كل حفلة، وسترى ردة فعل الجمهور، وقد جربت ذلك في أشوفك كل يوم وأروح ولو سمحت المعذرة، ظبي الجنوب، لي ثلاثة أيام.
* ثالثا: تكف، وفورا عن ترديد لنا الله إلا عند الضرورة القصوى وبعد مدة طويلة فمع جمالها وروعتها إلا أنها بدأت تقلل من أسهمك عند من يقدر الطرب الأصيل فهي تصورك أحيانا في أحد الملاهي الليلية، وحاشاك ذلك.
هذا ما أردت قوله في هذه الرسالة العاجلة واعرف أنها من القلب، وأرجو أن يكون محلها القلب ولي عودة إن شاء الله عندما تحين الفرصة لتكملة الحديث عنك وعن العملاق الضائع حيدر فكري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إبراهيم بن عبدالرحمن العدل
|
|
|
|
|